الكثير منا يتذكر المكتبات المدرسية في المؤسسات التربوية وبعض المناطق وكيف انها كانت ملتقى للطلبة والتلاميذ يلوذون بها للأجواء التربوية التي يتمتعون بها خلال الدراسة فيها , ولتوفيرها المصادر, ولتعامل الامناء الايجابي مع مرتاديها , وبالتالي نشأت الفه بينهم وبين الكتاب واثمرت عن نتائج ذات قيمة معرفية وعلمية انعكست في تكوينهم ومستواهم الدراسي .
غير ان مع تدهور الاحوال في البلاد والحروب وتراجع التعليم اختفت المكتبة المدرسية من المدارس حتى التي كانت موجودة فيها مكتبات جرى تخزينها وحجبها
عن الطلبة والتلاميذ وتحويل المكتبات الى صفوف ومخازن في اطار الاهمال المريع الى التعليم ..
افصح وزير التربية عن اهمية تفعيل دور المكتبة المدرسية في المؤسسات التربوية ودعم مشاركات الطلبة في المسابقات والمحافل الأدبية لتعزيز امكانياتهم في القراءة والكتابة الإبداعية والمهارية , وما تم لمسه في اثناء فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب الذي اقامته مؤسسة المدى مؤخرا وتقديم فعاليات طلابية تبين اهمية القراءة وحظت بزيارات كثيفة التلاميذ والطلبة .
لاشك ان معالجة اسباب اهمال المكتبات المدرسية واعادة الحياة لها وتأهيلها مجددا سيكون لها دورا حيويا في انتشال المدارس مما هي فيه ,بل الانطلاق بالعملية التربوية الى آفاق رحبة , وتسهم في استعادة موضوعة القراءة الى الواجهة مرة اخرى , والاهتمام بالكتاب ودوره في تطوير امكانات القراء .
لاحظت في احدى المكتبات المدرسية المهملة للأسف كتبا قيمة من ازمان مختلفة قد تكون نادرة . وايضا حددت مصادر تزويد هذه المكتبة بالكتب من خلال ما ترفدها بها وزارة التربية , وبعض الكتب تبرعات من المؤلفين ومن الطلبة , واخبرني احد الأساتذة انه شهد تشكيل لجان في المدارس لشراء الكتب للمكتبة او مما يجود به اهالي الطلبة .
وغير ذلك من الاساليب والطرق التي يبتدعها الناس في دعم مكتباتهم المدرسية , ومن الاهية للأشعار بضرورة المكتبة ان تخصص الوزارة مبالغ سنوية لدعم المكتبة بالمصادر , وبما يتوافق عليه من عناوين , الى جانب دعوة المؤلفين ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات لرفد المكتبات المدرسية بالإصدارات لبيان الدعم لخطوة وزارة التربية في تأهيلها وتحقيق استفادة طلبتنا منها .
هذه المهمة لا تقتصر على عمل الوزارة ومديرياتها , وانما ضرورة اشراك مجالس الاباء والامهات ومنظمات المجتمع المدني في هذا النشاط الهام الذي سيؤدي الى ارتفاع المستوى الدراسي للطلبة والتلاميذ .