18 نوفمبر، 2024 11:29 م
Search
Close this search box.

المقلَد والمقلِد والمحتاط هذه سنة الحياة

المقلَد والمقلِد والمحتاط هذه سنة الحياة

هكذا هي الحياة فالانسان يحتاج ان يمتثل الى ما يقوله انسان اخر في بعض مجالات حياته وهو ايضا هنالك من يمتثل الى ما يقوله بحكم ما يملك من خبرة في مجال معين وهناك من يحاول ان يحتاط لنفسه وفي كل مجالات الحياة ، انت ان لم تكن طبيبا فانت تحتاج الطبيب وتمتثل الى ما يقوله هذه هي الفطرة والمنطق او لربما تكون لديك معلومات طبية تغنيك من الاعتماد او الالتزام باستشارة طبيب ، ولكن عندما تريد ان تبني دارا فانك تحتاج الى مهندس وعمال بناء ، وقد تكون انت من تخطط بيتك وتبنيه فهذا ممكن فالنتيجة انك تتبع من تراه ثقة ولا تتبع غيره اذا ما احتجت اليه وقد تكون انت من يتبعك في مجال عملك او قد تكون لديك من يمكنك الاستغناء من الاعتماد على غيرك في مجال معين .

التقليد هو بعينه هذه الحالات التي ذكرناها اعلاه فالانسان المؤمن الذي يريد ان يتجنب الشبهات والاشكالات يلجا الى من هو يعلم هذه الاحكام فتتولد له طمانينة وثقة بفقيه ما فيقلده في ما يشكل عليه ، والفقيه هو المقلَد بحكم ما يحمل من ثقافة فقهية ، وهنالك من يحتاط من الاشكالات ويتمتع بمعلومات فقهية يستطيع ان يعتمد على نفسه دون تقليد الاخرين .

حاول المتطفلون عبثا ان يزحزحوا الثقة بين المقلدين والفقهاء وغايتهم هي ضرب مكانة الفقيه حتى يتمكنوا من النيل من الثقافة الاسلامية ، وهنالك جهلة انطلت عليهم هذه الاصوات النشاز الا انها عبثا باءت بالفشل فالعقل والفطرة والمنطق يرفض هذه الاصوات النشاز .

غير هذه الحالات الثلاثة يكون الانسان من صنف الرعاع بلا اشكال، ويكن عبثا على المجتمع ولابد من احتوائه عندما يتطاير شرره على معتقدات وثقافة المجتمع، وان كان ما يترتب من مساوئ تعود عليه لوحده فهذا شانه فالكثيرون ممن فارقوا الحياة لا يصلون ولا يتبعون ولا حتى يعرفون امام زمانهم فهؤلاء هم من سيحاسبون عن اعمالهم لا غيرهم ، ولكن عندما يروجون الى افكارهم السلبية فان الجهات ذات العلاقة من ردع ثقافي وسلمي واخيرا يدوي ان اضطروا الى ذلك فلابد من الردع .

والمثل افضل للاقناع فعندما تمرض فلابد لك من اللجوء الى الطبيب وان تحامقت ورفضت ذلك فالمرض يؤذيك انت ويهلكك لا غيرك ولكن عندما يكون مرضك معد ومهلك الاخرين ولا تراجع الطبيب فالمجتمع او اصحاب العلاقة لهم اليد الطولى في معالجتك وحجرك وايقافك عند حدك وقد راينا العالم برمته كيف تعامل مع من تظهر عليه اعراض مرض كورونا كيف تقوم السلطات الصحية في حجره ومعالجته ومنعه من الاختلاط مع الناس .

هكذا هم الفقهاء من يروج لافكار تؤثر على الثقافة الاسلامية لابد له من رادع وليست حرية كما يدعي المتطفلون لغايات اصبحت معلومة للجميع

الامر المهم الاخر لا الطبيب ولا المهندس ولا غيرهم من اصحاب الاختصاصات يرغمون الاخرين بمراجعتهم ويسّقطون من لا يراجعهم وهذا بعينه عند الفقهاء فالفقهاء يعرضون علمهم وللاخرين الحرية في التقليد مع العدم ، بل ان الفقهاء يختلفون عن غيرهم في تقليدهم انهم يقدمون استشاراتهم الفقهية واحكامهم الشرعية مجانا ليس كما هو حال بقية العلوم .

هنالك تقليد اعمى نعم صحيح بالنسبة للشخص الذي يقلد فقيه من غير التاكد من علميته وعدالته واخلاقه فيقلده ويلتزم بما يقوله دون التمعن في صحة حكمه ، ومن حق اي مقلَد ان يستشكل او يسال عن اي حكم لا يقتنع به .

صحيح قد لا اعلم اساس بعض الاحكام والتزم بها والتزامي بها بعد ان صدرت بعض الاحكام لمرجع معين وبعد التمعن فيها ووجدتها من صلب الشريعة الاسلامية تتولد لدينا الثقة في اتباعه دون الاستفسار عن كيفية اطلاق الحكم . مثل الطبيب لا نساله كيف شخصت المرض ولماذا اخترت هذا الدواء

الله عز وجل بحكم لطفه على عباده فان كثير من الاحكام قد لا نعلم دوافعها ولكن بحكم اللطف الالهي فان الله عز وجل يريد الخير لعباده مؤكدا فنلتزم بها مؤمنين.

صفحة 1 من إجمالي 4

أحدث المقالات