في البدء، لابد من تقديم براءة اختراع لحيدر الملا ، ففي لقاء الشرقية معه مساء يوم 26 اب بخصوص موقعة الراشديات و الاهانات بينه و بين ( العراقي) جدا و ( المستقل) كاظم الصيادي، كشف لنا اختراعه لمثل جديد هو ” عجيب غريب امور قضية”.. يبدو انه و لكثرة لغوته الفارغة صار لغويا و بدأ يتلاعب بالامثال المعروفة و ينحت او يخترع منها مثلا على حجمه.. و في اللقاء نفسه، اكتشفنا انه ، اي الملا، يعرف تاريخ بلده جيدا و منذ ان كان نائب عريف في مديرية امن البصرة و لغاية هروبه و لاسباب يعرفها البصريون جيدا، فقد قال ان البصرة ” بقيت تحت القصف الايراني لثلاث او اربع سنوات منذ 1983″، بينما البصرة كانت هدفا من خلال شط العرب حتى قبل اعلان العراق الغاء اتفاقية الجزائر و اصبحت جبهة حرب حقيقية و خط اول مع اول يوم بدأت الحرب فيه، او بكلمات ادق بدأ فيه الرد العراقي على الاعتداءات الايرانية و كادت القوات الايرانية ان تدخلها في معركة الطاهري- 1982.. فهو اما لا يعرف التاريخ او نحن لا نعرفه و هو مؤرخ جهبذ..
حيدر الملا، كعادته، ظهر مقطوطا جدا، حاجبان نظيفان من اي شعرة زائدة، وجه محلوق جدا! و شعر بطن جل و ربما واكس، يؤكد اللطب ان الواكس افضل للشعر صحيا من الجل، و هذه المقططة دليل انشغاله بهموم العراقيين و خاصة الفقراء منهم و هو الذي ينتمي الى قائمة رفضت حتى التوقيع الكاذب على طلب الغاء الرواتب التقاعدية، و ظهرت معه نائبة ( نسيت اسمها الاول، لقبها كان الموسوي)، و تبادلا الحديث من خلال مذيعي النشرة.. و اكتشفنا من خلال الحديث، ان الملا يتمتع بصلاحيات واسعة لدرجة يمنح بها الجنسية العراقية لمرجع ايراني و آخر باكستاني! دفاعا عن رفضه لرفع صور خميني و خامنئي في بغداد، قال بأن رفع صور المراجع العراقية مثل السيستاني و بشير النجفي اصوب.. و كلما اشار الى اسماء المراجع الدينية في النجف، كان ينطق باسم د. عبد الملك السعدي كمرجع يسمح برفع صوره!! و رغم محاولاته ان يبدو طبيعيا و بأنه ضد الطائفية و هو ينطق باسم السعدي، لكنه تظاهره ان يكون طبيعيا كان مكشوفا جدا.. طوال اللقاء، كان الملا يلوف و يدور، و لم يجرأ ان يوجه سؤالا الى الموسوي: هل يقبل الايرانيون ان يرفع عرب الاحواز صور صدام حسين الذي يرون فيه مرجعا قوميا؟ ( كي لا يحاول المقطوط ان يتهمني بكوني من ازلام النظام الذي عانيت منه ما عانيت، اقول بأني اشير الى اسم الرئيس السابق فقط لأن رفض العراقيين لرفع صور خميني سببه حرب الثمان سنوات، و هو سبب دار و لاف حوله كل من رفض تعليق الصور)..و لم يجرأ ان يقوله صراحة طالبت الموسوي باسم التحالف الوطني ان يعتذر الملا الذي قال انه لن يعتذر، لكن الكلمات التي استخدمها و هو يشير الى خميني و خامنئي كانت اكبر من اي اعتذار، و اي خبير بحركات الجسد و ايماءات الوجه، سيقول انه لم يكتف بالاعتذار، انما تمرغل معنويا امامهم..
حيدر الملا، تذكروا استقالته من مجلس النواب الذي جاء و استنادا الى بيان صادر عنه و منشور في 24 نيسان المنصرم ” هذه الاستقالة بسبب الأحداث الدامية التي طالت أبناء الشعب في الحويجة واستمرار نزيف الدم العراقي ومنهجية المماطلة في تحقيق مطالب المتظاهرين المشروعة … لا أجد مبررا لوجودي داخل مجلس النواب ، اذ تقدمت بطلب للاستقالة من عضوية مجلس النواب إلى رئيس البرلمان أسامة النجيفي للتصويت عليه… هذه الاستقالة ربما ستكون صرخة تعيد للشعب حقوقه، لان المرحلة الحالية لا تقبل القسمة على اثنين أما أن نكون مع الشعب أو مع قتلة الشعب “و استغل انتظار التوقيع على ( استفالته) و سافر على حساب البرلمان او على حساب جهة اخرى الى جنيف، ليؤكد منها ان نجاحه في وضع قضية ( مجزرة) الحويجة على طاولة المجلس الاعلى لحقوق الانسان في جميف.. و يبدو انه نسى ( نجاحه) على الطاولة و اخذ القطار من محطة جنيف الرئيسية الى محطة غير دو ليون في باريس و دفع 40 يورو و امضى اربع ساعات في رحلة ضمن اجواء طبيعية رائعة، و لماذا باريس؟ سؤال وجيه و جوابه عند حسابات السيدة مريم رجوي.. و يبدو انه لم يترك ( نجاحه) فقط على الطاولة في جنيف، انما تناسى ماذا كتب في بيان استقالته، و قبل ( القسمة على اثنين) و سحب استقالته.. و لم نعرف كيف اوجد لنفسه ( مبررا) ليكون داخل مجلس النواب و ان يكون مع ( قتلة الشعب).. و الملا عاد عن استقالته من جبهة الحوار بعد ان تقرب صالح المطلك من المالكي، و اصبحت الاخبار تشير الى كونه من الحوار ضمن العراقية..
الله يخليك حيدر الملا، توقف عن حركاتك التي لا ترقى حتى الى الصبيانية.. لا تتوقع ان العراقيين يصدقون استعراضاتك، و ارحنا من منظرك و مظهرك اللذين يقطران تمثيلا.. و اذهب الى اية مدرسة تعلم السياسيين السيطرة على حركات جسدهم و ايماءاتهم كيف لا تكشف اكاذيبهم.. الله لا يخليك حيدر الملا، اسكت، فالعراقيون اصبحوا يعرفون من يدافع عنهم حقيقة و من ينظاهر بالدفاع لاجندة طائفية او سياسية مكشوفة..