11 أبريل، 2024 5:28 ص
Search
Close this search box.

المقصلة والخراف .. للحقيقة وجوه أخرى!

Facebook
Twitter
LinkedIn

أوباما يدافع عن حقوق السنة, وبوتين يدافع عن حقوق الشيعة, هكذا يبدو المشهد للأطراف المتنازعة, والحقيقة أن المسألة برمتها صراع نفوذ روسي أمريكي, في شرق أرادت أمريكا وحلفاؤها وخدامها تقسيمه, ولم تتمكن من أكمال تلك الخطوة, هنا أرادت روسيا أن تثبت وجودها, لتعكر على أمريكا صفو الأنتصارات.

شرعت الولايات المتحدة بتطبيق فكرة الجيوش البديلة, لتضرب كل العصافير بحجر واحد, شرق أوسط جديد يلائم طموحات الكنيست في أسرائيل, وخلق ساحات صراع عربي, لتتحول المنطقة العربية لبركة دم, وخلق سوق رائجة للسلاح الأوروبي والأمريكي والإسرائيلي, وتلك هي تجارة الدم الرابحة, التي أصبحت أهم تجارة بعد النفط, بل هي أسهل منه أيضاً, فالدول تغرق في أزمات من الديون والتقشف, وتتسابق لتنقيب وتصدير النفط, ثم بعد ذلك تذهب الأرباح بكل سهولة ألى الخزانة الأمريكية التي تضع شرطا تعجيزية لبيع السلاح بأسعار خيالية!

دوامة أزمات تدر أرباحا على البيت الأبيض, فكلما أزدادت الخسائر العربية, زاد الربح الأمريكي وهذه هي فحوى الفوضى الخلاقة, تقتل وتهجم وتسحق عدوك وتنتصر وتحقق أرباحا مأهولة, وتنفذ الخطط العسكرية, دون أن تحرك جندياً واحداً!

أياً كانت الحقيقة وراء التدخل الروسي, أثبات وجود, تعكير صفو النصر على أمريكا أو رد الصفعة للجماعات المتطرفة, فهناك ثأر قديم بين روسيا وتلك الجماعات, أيام الحرب مع الشيشان والافغان, أياً كان السبب, المهم أن روسيا كشفت وجوه أخرى للحقيقة.

التحالف الدولي ينفذ طلعة جوية لقتل أرهابي واحد!, يتقاضى ما يقارب 175 الف دولار, بينما روسيا وخلال 4 ساعات فقط قتلت عشرات الأرهابيين, وتمكنت من تنفيذ 60 طلعة جوية!.

هنا تتضح الحقيقة الأولى عن التحالف والإرهاب, أما أن يكون التحالف فاشل وعاجر أمام تلك الجماعات المتطرفة؟ والجيش الروسي لوحده قادر على أداء أربعة اضعاف التحالف الدولي برمته؟ أو أن التحالف الدولي يجامل تلك الجماعات, لدرجة أنه لا يدمر موقعا يضم العشرات من العناصر المتطرفة, بل يفضل أن يقتل أرهابيا واحدا! وأياً كانت النتيجة فهي ضد التحالف, فالعجز أو المجاملات والتآمر, تدين التحالف وسادة البيت الأبيض, هذا من جانب.

من جانب آخر أحرجت روسيا التحالف الدولي بخصوص الأسعار الخيالية, للطلعات الجوية في العراق, فسعر الطلعة الواحدة تعادل راتب 1000 موظف عراقي, وبما أن الطلعات الجوية تصل الى 2600 طلعة في اليوم, فهذا يعني أن كلفة تلك الطلعات

تعادل رواتب ملايين الموظفين, دون أن تصيب أهدافها بدقة, أو أن تتمكن من تحديد مدة زمنية, للقضاء على تلك الجماعات, وتلك حقيقة ثانية.

الحقيقة الأخرى التي تكشف عنها روسيا, الأعتراف بأن القضاء على تلك الجماعات يبدأ من العراق, وهذا أمر لم تعترف به الولايات المتحدة, التي أكدت مراراً وتكراراً على عجز الجيش العراقي, والحشد في مواجهة الدواعش, رغم الأنتصارات المتلاحقة لأبناء الجيش والحشد البواسل, وتلك حقيقة ثالثة.

التدخل الروسي كشف النقاب عن وجوه بعض حكام الخليج, ممن أعترضوا على توجيه الضربات العسكرية لداعش, وهنا تتضح أدوار من يمثلون مخالب الشيطان, في المنطقة العربية, من حكام الخليج, ممن حرصوا على نقل المعركة الى ساحة العراق, رغم تنصلهم من تلك التهمة, بل تأكيدهم على دعم جهود العراق, في حربه ضد الإرهاب!, وتلك حقيقة أخرى.

المقصلة الروسية تحصد رؤوس خراف أوباما, الذين أتخموا خزينته بأرباح الحرب الدموية, حتى وأن كان الصراع لتقسيم النفوذ, في الشرق الأوسط, أو لمجرد أثبات الوجود الروسي, المهم في الأمر حجم الحقائق, التي كشفها هذا الصراع, وسيكشف عما تبقى منها قريباً, وهذه حرب أخرى غير معلنة, على غرار الحرب الباردة بين روسيا والولايات المتحدة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب