10 أبريل، 2024 9:23 م
Search
Close this search box.

المقدس والخط الاحمر ..؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

سر الحب الاول جهلنا بأنه لا يزول هكذا يقول شكسبير عن المقدس ,,ان مشكلتنا اساسا مع المقدس المُصطَنع وليس مع المُقدَّس الحقيقي وان هذه المشكلة في تنامي مستمر حيث هناك شبكات تحيط بالمقدس مهمتها حياكة هالات قدسية ووضع حجب اخرى تراكمية تبين عظمة المقدس وتَمنّعهُ على النقد وتفرده بعقل ورأي ثاقب فوق قدرات عقول اتباعه مجتمعة ! وثمة خطوط كثيرة ذات الوان مختلفة توضع كإشارة الى حجم المقدس فهناك من المقدس ما يمكن للانسان ان ينقده نقد بسيط وهناك مقدس يوضع حوله خط احمر, ويبدو ان هناك علاقة طردية بين المقدس والخط الاحمر فكلما كبر حجم المقدس المصطنع كبر حجم الخط الاحمر وكبر جهل وسذاجة اتباعه ,,ان الجهل والخرافة والسذاجة والخطوط الحمراء حليف ستراتيجي للمقدس وسد منيع له امام اي ينقد يطاله وبالتالي سوف ينتج هذا التقديس المستمر هالة كبيرة من القداسة تحيط بالمقدس فيكون قوله وحركاته وتحركاته بمثابة وحي الهي منزل من السماء فان تحرك مطالبا بشيء تحركت معه الجموع تهتف بالمطالبة وان سكن الى الهدوء والعزلة سكنت النفوس قائلة ان الرأي ما يراه المقدس ,,ربما نحن العرب اليوم لا نستطيع ان نعيش بدون تقديس وتعظيم لأشخاص خلقهم الله بعينين ورجلين وعقل واحد !  ففي دول الخليج الرأي ما يراه (طويل العمر ) حصرا,,اما في العراق فنرى خط احمر يوضع امام شخصيات كثيرة وكلما كان الشخص قريب من الدين او ينتمي له كان الخط الاحمر قاتم جدا وربما يطيح برؤوس الناقدين ايا كانوا ,, لذا لا يمكن ان يتحرر شعب ويطالب بحقوقه بعيدا عن تحريك المقدس له وهنا تحصل مشكلة كبيرة جدا لان المقدس يمتلك عقل واحد فقط وهو في ذات الوقت يختزل عقول ملايين الاشخاص بحيث لا يتحركون الا اذا اذن لهم هو وهذا ما يؤدي الى اضعاف التوازن الاجتماعي والنفسي لدى الاشخاص ويجعل عقولهم في راحة واستراحة ويؤدي الى ارباك البنية الاجتماعية ويجعلها في عزلة عن اتباع المقدس الاخر المنافس بل في عزلة عن كل ما يختلف مع مقدسها  ,, لنسأل ماذا لو كان هذا المقدس لا يمتلك رؤية ثاقبة تقرر مصير الناس اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا هل على الناس ان يسلموا بكل ما يقوله المقدس الاحمر هل على الناس ان ترضخ وتخضع تماما وبإرادتها لكل ما يراه المقدس فان ناقش التاريخ صاح الاتباع اننا يجب ان نعود لدراسة التاريخ لان سبب مشاكلنا اليوم هي الاعوجاج التاريخي ,,واذا قام المقدس بالعزلة نادوا جميعا ان العزلة هي الاصح وهي التي تجعل الانسان بعيدا عن الفتن وانها ستكون افضل اذا تعذر على المقدس ان يغير الواقع الاجتماعي او ألسياسي وان طالب المقدس بالانتخابات نادى اتباعه ان الانتخابات هي افضل طريقه لإيصال الاخيار الى سدة ألحكم وان سكت عن المطالبة بالمظاهرات لإلغاء التقاعد البرلماني مثلا نادى الاتباع اننا لا يمكن لنا ان ندرك الحكمة في ذلك لذا وجب علينا السكوت ,,اننا ندرك جميعا ان هناك مقدسات هي من صنع الله واتت قدسيتها وعظمتها من ارتباطها الصريح والمباشر مع الله كالأنبياء والرسل والائمة وان التاريخ لم يحدثنا عن صراع حصل بين اي نبي ونبي اخر او امام معصوم وإمام اخر لأنهم اما مؤيدين بالوحي الالهي المباشر او الوحي الالهي من نوع التأييد المطلق من الذات الالهية لهذه النفوس العظيمة لانها كانت خالصة لوجه الله وبلا شائبة ابدا وهي بذلك تستحق التقديس وحتى الخطوط الحمراء لأنها هي التي رسمت بدمها الاحمر القاتم مسيرة الحرية والحقوق ورسمت للناس لوحة تاريخية ثبتت فيها مادة قانونية من طراز الهي ومسار نبوي ووجهة حسينية وهي كونوا احرارا في دنياكم ,,ولا يستطيع الانسان ان يكون حرا في تفكيره وحرا في حركته للمطالبة بحقوقه وحقوق ابناء جلدته الا اذا كان بعيدا عن المقدس بكل الوانه .
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب