23 ديسمبر، 2024 6:59 م

المقبولية وشراكة الأقوياء !!!

المقبولية وشراكة الأقوياء !!!

آخر مفاجأة مسلسل تصريحات السيد عمار الحكيم , الدعوة في لقاءه مع السيد اسامة النجيفي , الى اشتراط ” المقبولية ” داخلياً اقليمياً ودولياً في الترشيح لرئاسة الوزراء , يعني احالة الشأن العراقي لأستفتاء وتوافقات انظمة الجوار , سبقه تصريح ” شراكة الأقوياء والفريق المنسجم ” اثناء لقاءه مع السيد نوري المالكي , بالتأكيد ستكون تلك القوة على حساب الضعف العراقي  .
بعض الكتاب والمحللين يتثاقفون عن اهلية التحالف الوطني لتشكيل الأغلبية البرلمانية , يقصدون التحالف الذي نعرفه , كتجمع ضرات ( شرايچ ) متكارهات تحت سقف واحد , ربما هناك تحالف آخر شديد التماسك والأنسجام والتلاحم اكتمل في اسبوع واحد داخل  مخيلة كتابنا وباحثينا الأفاضل فأحدث انقلاباً في موجات محطات امزجتهم .
صاح ” بابا اخوي بلع عظم , اجابه الوالد , انتظر شويه وسمع عياطه ” العراق اذا ما ابتلع عظم التحالف الوطني , راح نسمع عياطه ( يطلگ ) على امتداد اربعة سنوات قادمة ـــ واللـه وحده الساتر ـــ , نقولها صراحة وكما اشرنا اليها في مقالة سابقة بتاريخ 15 / 05 / 2014 , تحت عنوان ” الأغلبية : ليست شراكة توافقية ” ان حكومة الأغلبية التي مفروضاً ان تكون مشروعاً وطنياً لأعادة تشكيل الدولة المدنية المؤسساتية لا يمكن لها ان تولد من رحم التحالف الوطني الا معوقة يدفع ضريبتها الوطن والمواطن معاناة اضافية , انها كما يقول المثل ” نريد من بارح مطر ” .
 التقاسيم الأولية لنتائج الأنتخابات تشير الى فوز ملحوظ لأئتلاف دولة القانون , وهذا الفوز كان استجابة لشعارات وتعهدات بحكومة اغلبية سياسية , التي ينبغي ان تكون بداية نهج وطني , العراقيون تجاوزوا غيبوبتهم , ووعيهم لا يسمح بهدر اصواتهم , ذقونهم لم تعد ممراً لضحك من يخذلهم , هنا الزاماً على ائتلاف دولة القانون ومن سيشاركة في حكومة الأغلبية , الا يبدأوا من داخل المكونات التاريخية  للمأزق العراقي .
الأطراف التي تدعوا الآن الى حكومة شراكة الأقوياء , ذات المقبولية الأقليمية والدولية , دون ان يفسروا للرأي العام , ضد من تلك ( القوية ) ومن اجل من تلك المقبولية … ؟؟؟ .
نعلم يقيناً , ان الحكومة القادمة , اذا ما اعتمدت اغلبيتها نهجاً وطنياً , ستستمد قوتها من الشارع العراقي عبر الشفافية والصدق والوفاء , وعليها ان تعتمد القانون لتأديب مثيري الرعب المليشياتي .
 يجب وبالضرورة , ان تندمج الكتل الوطنية الصغيرة داخل المشروع الوطني لحكومة الأغلبية السياسية , وبعضها يجب ان تحرر ذيولها من قبضات التبعية لهذا التحالف او ذاك, وتتجنب افتعال التهريجات وبهلوانيات الأستغباء والأستغفال غير المجدية اصلاً .
لا نريد استباق القادم من المتغيرات والتحولات , سلبية كانت ام ايجابية , علينا الصبر والترقب واعطاء المصداقية فرصة لتبرير حسن النوايا, وكرأي عام يجب ان نتفاعل بأيجابية مع متغيرات الواقع العراقي , والأغتسال بقدر المستطاع من اوحال العقد التاريخية ومواقف الغباء المسبق, ثم تحرير عصفور الموضوعية والرصانة ومبدئية المواقف من خيوط نهج الذيلية والأنتهازية , وعدم السماح للأيادي الدبقة ان تمتد الى جيوب المواقف لتترك فيها فضلات المختلس والمهرب من ثروات الوطن وارزاق الماطنيين .
العراق وعلى امتداد اكثر من عشرة اعوام , يقفز بلا اتزان على قدم مشلولة واحدة ( حكومة الشراكة ) تعرض لهفوات وعثرات وسقوط ونكسارات في احيان كثيرة , العراقيون ادركوا عمق مأساتهم ومعاناة يومهم, بحمية ومجازفات حياتية وصلوا صناديق الأقتراع ومنحوا ثقتهم واصواتهم , على الذين فازوا قليلاً او خسروا قليلاً, ان يحترموا الأمانة, ويتجاوبوا مع وطنية الناخب , بوطنية مماثلة يتنافسوا بصدق ونزاهة وكفاءة من اجل العراق والعراقيين, جميعهم سيتحملون المسؤولية من داخل الحكومة او معارضة تنشط من خارجها , ليصبح الجميع فائزون ومعهم الشعب والوطن , بعدها يتحرروا من عقدة الخسارة والربح , فالجميع منتصرون بالأنتماء والولاء والعطاء ـــ ولا يصح الا الصحيح ـــ .
الكل يتهم الكل بالفساد والتفرد والدكتاتورية احياناً , كذلك بعدم الكفاءة والنزاهة والتدهور الأمني , وكل يدعي نظافة ثوبه , فلماذا لا يضعوا بعضهم على المك , لينقسموا الى نسبة 50 % + 1 تشكل الحكومة , لدورة انتخابية او اقل , ونسبة 50 % ــ 1 , معارضة تصطف الى جانب الرأي العام العراقي , مراقبة ناقدة فاضحة للسلبي في اداء الحكومة ان تطلب الأمر , ثم تطرح نفسها وبرنامجها وسلوكها لتشكيل الحكومة القادمة بنسبة 50 % +1 , لماذا الخوف غير المبرر من حكم الأغلبية وتبادل الأدوار سلمياً , انه نهج وممارسة لأغناء التجربة الديمقراطية الفتية , كما هي الديمقراطيات في العالم .. ؟؟؟ .
نؤكد , اننا عندما ننتقد, ومهما كانت المباشرة, لا نقصد الأساءة لأحد , انه صدق التعبير عن وجهات نظر ومواقف لا تخلوا من الحرص والمودة والأحترام معاً  والدعوة الى ان يخلعوا عنهم غير الضروري من مفتعلات امتلاك الحق في الغاء الآخر, عبر الأنفتاح والحوار , نرفع غطاء العتمة عن ظلالات مكلفة , اريحية ينبغي ان يتحلى بها من يتحمل المسؤولية .