10 أبريل، 2024 9:21 م
Search
Close this search box.

المقاومة لم توزع بسكويتا..وزعت أكفانا

Facebook
Twitter
LinkedIn

مرت المقاومات العراقية بعدة نوعيات بارزة على مر تاريخ التحرر من العبودية. مرة دعت اليها المرجعيات الدينية، مرة القبائل العراقية، مرة اهل الشعر والفن، مرة ضباط الجيش..وغيرها. في كل المرات ينظم الشعب اليها بمختلف الأطياف والقدرات من السلاح الى الاهزوجة في الشوارع.

هذه المرة، لكون حجم القائم بالاعتداء ضخم، تشكلت فصائل مقاومة شعبية كثيرة، اضافة الى الجيش والشرطة العراقية الأصيلة التي قادت هذه الحشود.

هذه المقاومة العراقية الباسلة لم تعد بالمغريات ولم توزع البسكويت والشوكولاته والموطا والببسي كولا ولم توزع المقاومة العراقية لفات الهمبرغر والسمبوسة ولم توزع حلويات نعوش أو ابو عفيف ولا احذية وكرات رياضية ..

لقد جاء المتطوع منزوعا من السلاح الا العقيدة والوطنية ولم يعود الى ذويه الا محمولا على الحصير الى المصير أو نزف دمه أو قطعت أوصاله أو ذهب ولم يعود ولا يعرف مصيره.

لم توزع المقاومة قطع الأراضي والرواتب. انها وزعت ابناء الوطن على الوطن، وزعت اشلاء الشهيد على المدن، وزعت الدماء على الانهار والبساتين، وزعت الاطراف الصناعية على المعاقين، وزعت الحزن الممزوج بفرح التحرير.

ضاع الكثير للمقاوم العراقي الباسل وظيفته وشهادته ومنزله وعمله وصحته ولا يزال يخسر من اجل ان يقلص مساحة الليل الذي تمدد على البلاد. كسب المواطن العراقي الذي لم يشارك الراحة، سواء كان في الدوائر او الجامعات او في سفرة في ربوع الشمال او في الخارج على الروشة أو البلطيق.

طالت الفترة، امتدت المكانات لحركة المحتل، لم يطلب المقاوم العراقي الحقيقي سوا النصر..للذين في الجامعة والدائرة والجامع ومحلات العمل والبيوت ومواقع الاستجمام.

لقد شارك المقاوم باللوحة أو القصيدة الشعرية وصولا الى (الهلهولة) والدعاء.

من نماذج المقاومة، اللذين لبسوا القلوب على الدروع:

(كاظم صبي) مواطن من محلات النجف، صفعه الحاكم البريطاني بلفور فاعاد اليه الصفعة، تسببت باسقاط قبعة بلفور وطارت من راسه الى الشارع تحت الأحذية، اعدم هذا البطل باشراف بلفور.

المقاوم الآخر الشيخ (ضاري الحمود)، قام الحاكم البريطاني لجمن بصفعه فاعاد الشيخ الصفعة برصاصة في راس الحاكم.

كذلك، الشيخ عبدالواحد سكر والملا مصطفى البارزاني، هما اسطورتي المقاومة العراقية.

فمتى نحتفل برموز المقاومة التي لم تعرف الطائفية والسرقة والقتل العشوائي، بينما تحتفل الدول المحتلة للعراق ب (رموزها السيئة) اللذين قتلوا في العراق؟!.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب