5 نوفمبر، 2024 10:56 ص
Search
Close this search box.

المقاولون المقربون علامة فساد الحكم والمعممون المقربون علامة فشل الحكم ؟

المقاولون المقربون علامة فساد الحكم والمعممون المقربون علامة فشل الحكم ؟

طلب مني بعض ألاصدقاء من طلبة العلوم الدينية أن أكتب رسالة للاخ رئيس الحكومة ألاستاذ نوري المالكي تتعلق بالشأن العام العراقي لما وصلت اليه ألامورمن فوضى وفساد يضرب أطنابه في كل أرجاء الوطن حتى أصبحت الحكومة ملجأ للآنتهازيين والمتملقين وبائعي الكرامة والسيادة الوطنية بثمن بخس
ولم أكن متحمسا لكتابة الرسالة : لازهدا بالنصح ولا عجزا عن الموعظة , ولكن لعلمي بأن شيطان الكرسي وسحر المنصب أستولت غوايته على نفوس وعقول الذين دخلوا سرادقات الحكم على عجلة من أمرهم يدفعهم أحتلال ماكر ويغريهم عنوان قاتل , فلم يكونوا من أهل المراجعة , ولم يطلبوا المشورة , وتلك علامات ألاستبداد والتفرد بالرأي الذي لاتحمد عقباه وقد وقع الذي وقع حتى عرفته الركبان وتحدثت به الصبيان ؟
ونتيجة ألحاح ورجاء ألاحبة من الذين ذكرت صفتهم وهم يتحرقون ويتأسفون لما يرونه من مخالفات , وضياع حقوق , وتجاوزات تدمي قلوب الغيارى والشرفاء
نزلت على رغبتهم ورجائهم وكتبت الرسالة قبل عامين ولم ينعكس شيئ ينبئ عن تفاعل وتقبل للمفاهيم التي حملتها الرسالة في ألاصلاح والمسارعة لتلافي ألاخطاء والثغرات والسعي لآسترجاع هيبة الدولة والحكومة من خلال أنصاف المواطنين ومكاشفة الشعب بما يجري من صالح أو طالح , والعمل على قاعدة ” وضع ألانسان المناسب في المكان المناسب ” وهي القاعدة الذهبية لكل دولة ناجحة ولكل حكم صالح وعادل مستذكرين ألايات القرأنية المباركة :
” ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ”
” ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ”
” ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ”
ولآن الذي كتبت له الرسالة أعرفه من القارئين للقرأن ذلك هو رئيس الحكومة نوري المالكي , ولكنه ظهر جليا أنه لم يترجم قراءته للقرأن بما يحفظ تاريخه في المعارضه , ولم يحفظ عنوانه المتدين عندما أصبح عمليا يتطلب منه ذلك ؟
وفي هذه العام عاود نفس ألاصدقاء طلبهم في كتابة رسالة ثانية , قائلين ربما لم تصل تلك الرسالة ألاولى الى يد السيد نوري المالكي مباشرة الذي أصبح مكتبه يغص بالموظفين من كل العناوين مما تسبب ذلك في تخمة وظيفية تعطل وتؤجل وتعسر ولاتيسر , وجوه مكفهرة , وأبتسامات صفراء , ووجوه شاحبة تختزن الطمع وتسعى للجشع , وتسبب للمراجعين : اليأس والوجع ؟
وتحت ضغط رجاء وأمنيات أخوية صادقة : كتبت رسالة ثانية هذا العام على طريقة قول الشاعر :-
وما أنا ألا  من غزية أن غوت …. غويت وأن ترشد غزية أرشد ؟
ولكني أشترطت على ألاخوة أن يتم تسليم الرسالة بيد ألاخ المالكي مباشرة ؟
وتعهدوا لي أن يتم ذلك , ولكني قلت لهم : ومن يسلم الرسالة مباشرة ؟
قالوا : أحد المقاولين ؟
وراحوا يشرحوا لي مقدار حظوة هذا المقاول عند السيد نوري المالكي حيث قالوا :
هذا المقاول يدخل على رئيس الحكومة متى شاء ؟
ويقضي معه وقتا غير محدود ولما يشاء ؟
وقلت في نفسي : أسفي عليك يانوري ؟
أنت اليوم رئيس وزراء العراق وفي هذا الظرف الصعب والمعقد , وتحاط بأعداء كثيرين , وخصوم أكثر أنت صنعتهم بسبب سوء حاشيتك ورداءة من هم حولك وشخص مثلك لايتاح له رؤية عائلته كما يجب ؟
كيف تسمح لمقاول يدخل عليك متى يشاء , ويأخذ من وقتك – الذي هو وقت للشعب الذي منحك ألامانة – مايشاء لاماتشاء أنت وتبقى المشيئة للله وحده ؟
وهنا عرفت أسباب الفساد ومنافذه ووسائله ومادته ؟
وعندما عرفت أن هذا المقاول ذهب الى عمان ألاردن مغاضبا بسبب أنكشاف أسرار بعض الصفقات , أسرع لترضيته معمما أصبح ملاصقا للسيد نوري المالكي منذ توليه رئاسة الحكومة , وهذا المعمم يتصل بنوري المالكي بعلاقة قديمة تمتد الى أيام اللجنة الجهادية في حزب الدعوة ألاسلامية والتي عمل فيها دعاة مخلصون سلموا ثقتهم بمن لم يكن أهلا للثقة من حيث الكفاءة والخبرة , ولذلك كانت خلية العبور الى الداخل العراقي مخترقة من قبل المدعو ” أبو حوراء سميسم ” مما تسبب بأختفاء دعاة مجاهدين لاذنب لهم سوى أنهم أمنوا بربهم وأخلصوا لقضيتهم قضية معاناة الشعب العراقي  ولم يكونوا يعلموا أن من يقودونهم ليسوا أهلا للقيادة , وما كان مخفيا في تلك ألايام الخوالي ونبهنا على ضعفه وفشله في وقت مبكر مما جعل البعض يرمينا بالتطرف بالرأي لآنني كنت كما قال الشاعر :-
وحذرتكم أمري بمنعرج اللوى …. فلم تستبينوا ألامر حتى ضحى الغد ؟
أقول وما كان مخفيا في تلك ألايام كشفته مظاهر الحكم هذه ألايام على القاعدة القرأنية ” هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ”
وكان الفشل اليوم ضاربا بأجرانه يتقدمه بعض المعممين من الذين تركوا رسالة الدين وتحولوا الى تخرصات الطين على مستوياته في الحمأ المسنون والطين الازب , والمعمم عندما يركض وراء أبواب وعناوين السلطة يتنازل عن صفة العلم والعلماء , والحاكم الذي لايقف على أبواب العلماء يلتحق بسلطة زمنية ولاتها معاوية ويزيد والحجاج والسندي بن شاهك ومن كان يأخذ خمس أفريقيا غصبا ومن كان ينثر اللؤلؤ والياقوت على رأس المأمون يوم زفافه على بوران ؟
والمعممين من هذا الطراز هم عنوان الفشل في الحزب وفي المنظومة ألاجتماعية وفي الحوزة وفي الحكم .
وعندما يجتمع المقاولون والمعممون من الصنف الذي بينا مواصفاته والتي لاتعمم على كل المعممين الذين فيهم المؤمنين ألاتقياء من الذي حافظوا على مفهوم ” العمائم تيجان العرب ” والذين كان في مقدمتهم السيد الشهيد محمد باقر الصدر الذي رحل من هذه الحياة وهو لايملك شيئا من حطام الدنيا وهو من ترك ثروة علمية غيرت نظرية المعرفة البشرية عبر نظرية التوالد الذاتي في كتابه ” ألاسس المنطقية للاستقراء .
وعبر رسالتين كتبتهما للسيد نوري المالكي لالشيئ سوى للنصح والموعظة قبل أن يقع في عواصف الفضائح التي لاترحم , وقد بان شيئ منها هذه ألايام , ويظل ماكتبته معروفا في كتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة ألا أحصاها , وأن أهملها السيد نوري المالكي أو تغاضى عنها , فأن من يعلم الجهر وأخفى , ومن يعلم خائنة ألاعين وماتخفي الصدور سيكون حكما ونعم الحكم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه وقد أعذر من أنذر ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات