23 ديسمبر، 2024 6:09 ص

المقامة الثالثة المرجعية الدينية الفاسدة

المقامة الثالثة المرجعية الدينية الفاسدة

قال الرصافي” ان العمائم والجبب في هذا العصر تضم جمهور كبير من الأنذال والسفلة عديمي المروءة والوجدان”. (الرصافي يروي سيرة حياه/101).

المقصود بمرجعية أهل السنة
بالطبع ليس لأهل السنة مرجعية لأن مرجعيتهم القرآن والسنة، أما الأزهر ومراكز الفتاوي فهي لا تمثل أمرا ملزما لأهل السنة، والمقصود هنا بمرجعية أهل السنة هم رجال الدين ممن نسميهم وعاظ السلاطين مثل رئيس الوقف السني السابق عبد الغفور السامرائي واللاحق عبد اللطيف الهميم، وكذلك الطفيليات الدينية مثل خالد الملا ومهدي الصميدعي، وأحمد الكبيسي فهؤلاء هم المقصود بهم بالمقامة كمراجع، وليس غيرهم من كبار العلماء كالشيخ د. عبد الملك السعدي وعبد الرحمن الدوسري وغيرهم. الأمعي المتفرس خالد الملا سبق أن القى خطبة في العمارة وبحضور بعض قيادات الحشد، نهق فيها بأعلى صوته” أن الشعب العراقي اليوم مدين بحياته للجنرال قاسم سليماني”. وهذا الأفاق رشح نفسه لإنتخابات عام 2018 عبر قائمة فيلق بدر الموالية لإيران، وسبق ان صرح قبل ترشيحه” اضربوا صورتي بالحذاء ان رشحت للإنتخابات بي يوما ما”، مع هذا خيب العراقيون أمله فلم يضربوه بأحذيتهم. ومفتي أهل السنة المزعوم (مهدي الصميدعي) الذي لا يحترمه أهل السنة مطلقا لأنه لسان الخامنئي في العراق صرح” أن العالم تشرف باسم ايران الجمهورية الاسلامية”، معربا عن امله بأن يسمى العراق بـ” الجمهورية الإسلامية العراقية”، ورئيس الوقف السني الهميم كان من اولياته عند تسنمه المنصب زيارة طهران، والتبرك بلقاء الخامنئي وزيارة ضريح المقبور الخميني. وموقف الكبيسي من حكومة الإحتلال الشيعية معروف، رجل انتهازي ومنافق كبير، وهذا ما يقال عن عبد الغفور السامرائي الذي عبر عن ولائه لإيران وصار من كبار الأثرياء من خلال منصبه.
مقامة مرجعية أهل السنة
فعلتم فعل اللئام، وجعلتمونا مسخرة للأقوام، وصيرتم الإسلام للإرهاب علامة، والإسلام مرفأ السلامة، يا دجاجيل وأفاقين، جعلتم العالمين، تكره بسببكم الدين، ألا لعنة الله على الظالمين، من يتحمل كل هذه الذنوب؟ اليس الذي جعل الدين أفيون الشعوب؟ أنتم ظل الشيطان في الأرض، كلاب مسعورة تنهش وتعض، لا رحمكم الله ولا حقق لكم غرض، بعتم الكرامة والغيرة والعرض، مصيركم جهنم بعضكم على بعض.
أنتم بعوض يعيش على دماء الآخرين، جهلة لا تميز الزين من الشين، لا حماكم الله من ريب المنون، ولا أغلق لكم أهداب العيون، ((هيهات هيهات لما توعدون)). آية/36 سورة المؤمنون. حسبناكم في زمن الرياء تنفعوا، ولصوت الفقراء والمظلومين تسمعوا، لا الى أنينهم وآهاتهم تستمتعوا، تصورنا في ضميركم لنا مرتع، والظالمين لحقوقنا تردعوا، وغبائنا كان له في عقولكم أقدس موقع، سلمناكم مصيرنا وكان بئس الموضع، تشوهوا وجوهنا، ووجوه العملاء تلمعوا، تركتمونا قتلى وسجناء وأيتام وارامل وفقراء في وجه المدفع.
اين مكارم الأخلاق يا عبيد؟ لعنكم الله من القريب لكم الى البعيد وأذاقكم المزيد من العذاب الشديد، لا يرتاب في فسادكم علانيته وسريرته، الا من عميت بصيرته.
السني بسببكم ذليل حقير، فهو ارهابي، والشيعي عميل، حياة ذل ليس لها بديل، فالجور فيها سيول تسيل. يَروغ المرجع روغان الثعالب، منافق مفسد عضيد الموارب. الا ليت شعري ما مرادك؟ ما رأيت سواد قلب كسوادك. ان كان للبعد مرارة للفراق، ففي بعدك حلاوة المذاق. الشي يُذكر بالأمثال والشعر كثيرا، فقد حللت على الشيطان ضيفا كبيرا، وعلى صدور السنة حملا ثقيلا. قالوا فيك نابغة صنديد، مرجع راشد رشيد، رأيه بليغ وسديد، علمه مشهود ومفيد، في الشعر، قل لبيد! وفي النثر هو إبن العميد، له مائة ألف مريد، لكن جلهم جاهل وبليد، ليس فيهم إنسان رشيد، غوغاء همج، خيرهم شيطان مريد. حصلتم على المنزلة الرفيعه، بعد ان دستم أحكام الشريعه.
لا تُدهش إذا ما هَلَت عليك الشتائم، طالما الشعب صاح وأنت نائم، لا تميز أن كان الجو صحو أم غائم. وأن كان العدل حاضر أم غائب، والمال محفوظ أم سائب، وماء الشرب نقي أم شائب؟ أين الرأي الشرعي الصائب؟ كسيتنا ملابس الذل والمهانه، بعد ان أنزعتنا ملابس العز الكرامه. نجوتم بسفينتكم وأغرقتم بقية المراكب، الإيراني يتشفى والامريكي يراقب، والعراقي موقفه متضارب، لا هو مع هذا واقف، ولا هو مع ذاك، مع ان كليهما إنتهازي أفاك، عافنا لذئب فتاك وتحصن وتسور بألغام واسلاك.
اسمعوا خلاصة العبارة، الإحتيال أصبح شطارة، والدين أمسى تجاره، الفساد تحول الى تقدير، والرشاوى صارت تدبير، وطن غارق في التزوير، وقف ضعيف وحقير، هو للشيطان خير سفير.

المقصود بمرجعية الشيعة
مرجعية الشيعة معروفة بمواقفها من إحتلال العراق، ومذكرات بريمر ورامسفيلد بينت كل شيء، ولم ترد المرجعية على ما ورد فيها لأنها حقائق، المرجعية خدمت الإحتلال ويسرت أمره ومنعت الجهاد، وحثت اتباعها في ضوء مقاطعة أهل السنة التصويت على الدستور المسخ، ودعت انصارها الى إنتخاب زمرة الفساد والضلال وزكتهم كأبناء للمرجعية، وهم أنفسهم الذين يحكمون لحد الآن، وهي التي جاءت برئيس الوزراء الحالي عادل عبد المهدي خارج مواصفاتها المعلنة حازم وعادل وشجاع. ولكن هذا لا يعني نفي وجود قلة من المراجع الشيعة العراقيين الوطنيين، لكن مع الأسف الشديد لا صوت لبعضهم، وللبعض الآخر صوت خافت، يكاد أن لا يسمع.
مقامة المرجعية.
سأقول قولا فيه انصاف، انت سبب بلوانا ولا خلاف. الشعب الواعي النبيه، يرفض ان يتبع مرجع سفيه، يُخرج الكنيف من فيه، الشعب الذي يسلم زمام امره لفقيه، سيعض اصبعه ندما عليه.
مرجعنا صنم قائم لا يبرح، يعيش في ظلام ولا يقدح، على صمت يمسي وعليه يصبح، في العلن يعفو ويصفح، وفي الباطن سِكينه تجرح، بيد يملي وأخرى يمسح، لا تعرف ان كان يهجو او يمدح.
يا مرجع دع الكسل، انهض فالظلم قد بان وطل، وغصن اتباعك ذبل، منذ منتظرنا أفل، نصرخ جمعا العجل العجل! لا صدى لصوتنا ولا أمل، نزرع حلم، نحصد فشل، لا خبر من السرداب إنبعثا ولا يبدو مهدينا بمصابنا مكترثا. لن نشهد مضاربه، ولم يشهد أحد مقاربه، لا نفع نصير وقريب ولا أسفف يتيم وغريب، لا عاقب ظالم، ولا قعد للمظالم، نقول عجل، وكل شيء مؤجل! الموت قادم ومنتظرنا نائم، حمى نفسه في السرداب، وأباح دمنا للأغراب. هل ترتجي يا شيعي أمل من منتظر خاف من السيف وإختتل؟ إصحو فقد خاب الأمل، اصحو فقد خاب الأمل!
قد هتكت الشرع هتكا، وفتكت به فتكا، من يختفي ويخفي شرائعه، لا تدخل ولا تأمن مرابعه، فهذا إيمان جاهل فإحذر أن تنازعه، دعه نائم، ولا تقرب مضاجعه. عجبي من صمتك المطبق، كأنك صخرة لا تنطق، شجرة يابسة لا تورق، سلوك ليس له منطق، فلا تطفو على ماء ولا تغرق، في لندن اناقة من متجر منمق، وفي النجف قميص بالي ممزق،. في لندن قصور وعمارات، وفي النجف بيارق ورايات، في لندن سلوك وفق الأتكيت، وفي النجث تمثل بأخلاق أهل البيت. في لندن مؤسسات مال كبيرة، وفي النجف النوم على حصيره. فحوص المرجع في لندن بإختصار، اليست هي من دول الإستكبار؟ لماذا لا يجري الفحص عند الجار؟ أم هذا خزي وعار؟ إفتونا يا أهل الدار؟ المرجع علم مرفوع، والشعب بائس مهجوع، حدوده الفقر والجوع، لباسه رث مرقوع، خبره يابس منقوع، صوته خافت غير مسموع، بحكومته وبرلمانه مفجوع، بين الفينه والفينه مليارات تسرق أمام عينه، ساكت أبدا عن حقه، يتعامل مع الفساد برقه، زعيمه يلوي عنقه، عبد راضي بالإغلال، مسخر يضرب بالنعال، حمار يحمل الأثقال، موجه رُبط وجهه بالجلال، أعمى اخرس لا يسمع سوى صدى فتاوي المرجع.
فم مرجعنا مأزوم، كلامه سموم، فكره معدوم، مؤلفاته مثله أشباح، لا تُعلن ولا تنشر ولا تُباح، لا خسارة منها ولا أرباح، نخب مرجعنا ارفعوا الأقداح، لنتعاطى الراح ويبدأ المراح، طز في القادم وألف طز في الراح، حياتنا عند المرجع خلوة مستراح.
أما لماذا القدح؟ فلأنه مرجع شبح، لا شيء منه لمح، لناظر او تابع مهما ألح. لا يصلي بجماعته، ولا يخطب فيهم سماحته، ولا يسمعون صوته وبلاغته، ولا يرون وجهه وعمامته، ويلوموننا على ملامته!
تحت عمامته شياطين وأبالسه، والجهلة يعتبرونهم فلاسفه، منهم النجفي والاصفهاني، والفياض والأفغاني، لسانهم اعوج، ورأيهم أهوج، وسوئهم منهج، وعلمهم أعرج، عكازتهم الدجل، وجمع الخمس على عجل.
ان كنت لا تخشى من أتباعك الملامة، الا تخشى من رب السماوات إنتقامه؟ الم يوخزك ضميرك كعلامة، عسى ان ان تخرج من كهفك بسلامه، ما دام ظلك علينا، بل دام ظلامه، ما زادك الله هيبة وكرامه، بل أخزاك وأخزى من زكيت نظامه، بجهدك وفتاويك قد حقق الشيطان مرامه، سيكون لك استثناء من طابور جهنم ان زاد ازدحامه.
دعنا وشأننا، وأترك أمرنا، ثقب سمعنا، من تكلم بإسم مرجعنا. جزعنا من وكلائك والمقال، خطبة الجمعة تثير ألف سؤال، ملخصها تريد غزال خذ أرنب، تريد أرنب خذ غزال، ما بتنا نميز بين الحرام والحلال، جزعنا ولا نريد منك الوصال، لقد أزف الرحيل فبادر بالإنصراف يا هزيل!
شرعكم لا يخطر على بال، وفعلكم لا يدور في خيال، دجلكم لا ينتزعكم فيه منازع، وخبثكم لا يدفعه مدافع، وخبثكم في طست ابليس ناقع، لو كلن للحى منافع لصارت الماعز كبار المراجع.

صوت الشعب المنكوب
لا دين ولا اخلاق تزجره، ولا سيف حق وعدل ينحره، مرتفع للسماء منخره، والشيطان على طول الخط ينصره، بعد ان كان تراب الذل يعفره، وسقف بيته السوس ينخره. سيئة أوائله واسوأ اواخره، لا محاسن له، ولكن ما أكثر مساوئه، شيطان لا تؤمن غوائله، رذائله منشوره، وسرقاته مشهوره، وفضائحه غير مستوره، لقد بلغ الفقر أشده، وتجاوز الجوع حده، ولكل فعل رده، ويفيض الغضب الجماهيري ويكسر السده. لعن الله الفاسد وبنيه وأباه وجده.
استحلفكم أن تستفيقوا بربٌ السماء، والمصطفى العارج ليلة الإسراء، إحموا وطنكم من الأعداء، وأخض منهم الأعاجم والدخلاء، ايران مكن الفتنة، وموطن الوباء، اسنفيقوا من أفيون المراجع يا عقلاء، وتذكروا إنهم عنكم غرباء، في الوجه أصدقاء وفي الظهر ألد الأعداء، طعناتهم في القلب نجلاء، سامة قانلة ليس لها دواء، فلات ساعة ندم للإبتلاء، والعاقبة للمستغفلين والأغبياء.
المنطقة الخضراء، عار على كل الشرفاء، يتقاسمها الأغراب والعملاء، ديدنهم الإحتيال ولمن عارضهم الاغتيال، ودينكم القوة وإنتفاء المروة، عصبة من المارقين، سفلة خارجون عن الدين، منحرفون ملعونون ليوم الدين، الا لعنة الله على الظالمين.
نغمس اصابعنا بالحبر عاجلا، ونعض اصابعنا المغمسة به آجلا. قد خاب الرجاء والأمل، وتبخر كالسراب على عجل، والفساد صار بدرا وإكتمل، اطعمونا كنيف، وغشونا بأنه عسل، بلد في كل شيء فشل، يحكمه من الزعماء السفل، بعهدهم الخير أفل، وتحولت المباديء الى كذب ودجل، خدعوا الشعب بكل الحيل، مصابنا والحق مصاب جلل، فوضنا امرنا لله عز وجل.
أبحتم الفساد وشرعتموه، تتسلمون خمس ما ينهب وتحللوه، وزكيتم اللص وقلتم إنتخبوه، نحن نزرع البذر، وأنتم تحصدوه، تتنعمون به، وعلينا تحرموه، فبئس مرضعكم على ما سننتموه، نقضتم معنا كل ما عاهدتموه، لقطاء لا يعرف أحدكم من هو ابوه، ان سحق الشعب رؤسكم هل تلموه؟
تخليت عن خلق المكارم والأدب، واخذت بمساويء الفرس حسب النسب، وأذقنتا السقم والغم والكرب، وأهملت كل محاسن العرب بلا سبب، لله درك بلا جهد ولا تعب، قد حزت أعلى الرتب فعلا انه عراق العجب.
أمامه يجري حمام دم، لكن المرجع غير مهتم، يدعي قلبه بالإطمئنان مفعم. مرجعنا ابكم وأخرس لا يتكلم، وصفه بالمرجع الأعلم، كأنه لعز لا يُفهم، كأنك طلسم محير مبهم، انتظرنا عقد بعد عقد، قتلنا الحر والبرد، نسأل فلا رد، أخل منتظرنا بالعهد، ولم يوفي نائبه بالوعد، هلموا الطموا على الخد، لنجلد الظهر باليد، لعل في هذا الحل، برأي الجاهل والمستغفل.
بيني وبينك نبي الهدى. فقد اصابنا الهلاك وأضنانا الردى. اسألك بحرقة واريد الجواب: هل الإعتكاف سنة بالله يا مرجع، ام هي واحدة من الظلال والبدع؟ الا يحق للشيعي ان يسمع السيستاني، أم هي صارت أحد الأماني؟ ما الفرق ما بينك وبين مهدي السرداب؟ فكلاكما عن الناس إختفى وغاب. وكلاكما وعد وأخلف، ومن آمن بكما قد خاب. الموت منه لا عودة، ورحيلكم بلا إياب، فأستفيقوا يا ذوي الألباب. فالعقل زينة الإنسان، والمؤمن من فهم البيان، وتحرز من دسائس الشيطان، فالعصمة والغيبة، كذب وبهتان. لا تثق مطلقا بالزمان! كن على ريب من الدهر، وتيقن إن أهل النفاق لفي خسر.