الانتخابات المبكرة التي اريد لها أن تكون لصالح الوجوه القديمة تحولت بفعل إرادة الأغلبية إلى كشاف أزاح عن المستور وعن الكثير من العورات التي تشكو منها ما يطلقون عليها بالعملية السياسية ، ولقد تنبأ الكثير من المراقبين بنتائج هذه الانتخابات وان ما حدث كان نتيجة المخرجات المخزية لهذه العملية منذ عام ٢٠٠٣ . ورغم شكوك المراقبين بنسبة المشاركة المعلن عنها ، وخاصة المراقبين الدوليين ، ومنهم ما قالته ممثلة الاتحاد الأوربي ، من أن الإقبال على صناديق الاقتراع كان ضعيفا، فإن نسبة المقاطعين كانت ٥٦ بالمئة ، وهي نسبة عالية جدا ، ولو اضيف إليها ٧٥٠ ,١مليون صوت التي ذهبت للمستقلين ،ستكون النتيجة على النحو التالي .
١.. ١٢,٧٠٠ مليون المقاطعونن .
٢…١,٧٥٠. مليون المصوتين للمستقلين .
٣…٢,٠٠٠ مليون ممن يحق لهم التصويت في الخارج وهم من المعارضين .
٤…٢,٠٠٠ بطاقة لم يحضر أصحابها .
___________ المجموع
١٨,٤٥٠ مليون ناخب من اصل ٢٤,٦٠٠ مليون عراقي يحق له التصويت أي أن نسبة المعارضين للعملية السياسية ستكون بحدود ٧٦ بالمئة ، ولو اضفنا إليها نسبة الأصوات من القوات المسلحة والقوى الأمنية التي تلزم بالتصويت لهذا الطرف أو ذاك ، يضاف إليها الأصوات المشتراة بالمال ، فستكون النتيجة تدور حول ال ١٥ بالمئة لكل الأحزاب والقوى السياسية العربية والكردية ، وهي نسبة لا يقرها أي قانون دستوري أو اي عرف سياسي .
إن المتحقق لكل القوى السياسية كان بفعل عوامل متعددة ، منها الدافع الديني وحب ال البيت ، الولاء العشائري وسلطة الشيوخ، سلطة الرأسمال السياسي، سلطة الرغبة في المنصب العام، وآخرها الجهل السياسي لدى البعض من الناس.
إننا أردنا بما تقدم أن تلفت نظر كل من تصدى للعملية السياسية الآنية ، أنهم غير مرغوب بهم إلا من قبل الإتباع والعوامل أعلاه ، وأنهم بعد الدورات الأربعة الفاشلة بحاجة إلى وقفة تأمل ، نعم وقفة تأمل ، لأن ما حدث في تشرين كان بداية ثورة أشبه بثورة الزنج، وأنها تراجعت بفعل عوامل يقف في مقدمتها جائحة كورونا ، وان أي فشل الان في تقديم ما هو مرض للناس ستكون من ورائه عواقب معروفة لا تقبل التنبؤ أو ألتقدير .
إن نسبة المقاطعة كانت مقدمة للدخول الملائم لكل مواطن استنكر بتحضر من خلال هذه المقاطعة لما هو حاصل منذ العام ٢٠٠٣ وأنها تكاد تكون إنذارا حقيقيا لكل خطأ سيحصل في البرلمان أو الحكومة في المستقبل القريب …..