23 ديسمبر، 2024 4:22 ص

المقاطعة الواسعة للانتخابات لا المشاركة المتواضعة مَنْ أٌسقطت الفاسدين؟!

المقاطعة الواسعة للانتخابات لا المشاركة المتواضعة مَنْ أٌسقطت الفاسدين؟!

لا شك ان مقاطعة الانتخابات البرلمانية سواء بنسبتها 80.7% كما رصدتها المملكة المتحدة او 55.8% التي اعلنتها مفوضية الانتخابات , احدثت حالا ورما سرطانيا في جسم العملية السياسية , وستبقى وجعها كابوسا يؤرق جفون قادة الكتل والصقور السياسين ويحرمهم من لذة النوم , لانهم اعتادوا على مدى الدورات الانتخابية في 2006 و2010 و2014 بمشاهدة الناس يتسابقون للادلاء باصواتهم رغم المخاوف ومخاطر الارهاب التي تحيط بهم , وكانت نتائج المشاركة لا تقل عن 60% في اقل التقادير , ولكن في انتخابات 2018 وبعد اصبح العراق معافى من الارهاب الداعشي , وبعد تجربة ثلاثة دورات انتخابية برلمانية تفاجؤوا بهذه النسبة المتدنية من المشاركة والمقاطعة الواسعة والعزوف المقصود , والذي يحاول الكثير استخفافا تجاهله , وحيث القاعدة تبنى على العموم لا على الخصوص , فالاهتمام الاعلامي والسياسي تناول نسبة المشاركة وتجاهل المقاطعة والتي تستند على اسس واسباب منها: ان آليات الانتخابات لا تسمح لغير الاحزاب من الوصول إلى مركز القرار, وان العراقي يريد التغيير ولكن انعدمت الوسائل المتاحة لديه , فبدء يعي الخطأ ان يكرر نفس الوجوه بدون وعي وارادة .

ان العازفين عن المشاركة ادركوا حقيقة ان السياسين لـ 15 سنة الماضية فاسدين وفاشلين ومرتبطين باجندات اقليمية ، وبوجودهم لا وجود غيرهم يعاني الشعب المرض والفقر وسوء الخدمات والوضع الامني المزري , بنفس الوقت لم تبرز نخب سياسية لديها مشروع وبرنامج واهداف , فالعراقيون ايتام قيادة دينية وسياسية لذك انعدم وجود البديل عن السياسين الفاسدين والفاشلين , يضاف الى ذلك ان وسيلة الانتخابات وهي قانونها هو فاشل بمعنى الاصطلاح بل غير عادل بالمرة كما وصفه بيان المرجعبية في 4-5-2018, وان مفوضية الانتخابات التي اختيرت على اساس المحاصصة الحزبية والطائفية , والتي هي طرف رئيسي بتدني نسبة المشاركة، لأنها فشلت بتوزيع؛ ما نسبته 20% من بطاقات الناخبين، وبذلك حرمت قرابة خمسة ملايين عراقي على الأقل، من المشاركة في الأنتخابات الحالية , هذا جزء وليس كل من اسباب مقاطعة الانتخابات البرمانية الواسعة لعام 2018 , لهذا كانت المقاطعة في الانتخابات يشكل رفضا لقانون الانتخابات والطبقة السياسية الحاكمة .

ان الذي قاطع الانتخابات عن وعي حرم قائمة فاسدة ومرشح فاسد من صوت بينما المشارك فيها حتى وان كان عازما على صحة الاختيار(المجرب لا يجرب …شلع قلع) فقد يخطا في الانتخاب او يتحيز الى كتلة او مرشح بدوافع شتى , فاستفادت منه الكتل او فاسديها بالتصويت لهم , اذن الفاسدون حرموا 100% من اصوات المقاطعين بينما حصلوا على بعضها بنسب مختلفة من المشاركين , مع انهم لا يملكون جمهورا حقيقيا بل جمهور سلطة كذبوا عليهم…اذن من انتخب فاسدا ارجعنا الى المربع الاول ومن قاطع وضعنا في سكة طريق الحل ؟! وبهذا حصل الزلزال بان قوائم ومرشحين سياسين مخضرمين جلدوا بسوط الشعب بل ذبحوا بالقطنة لاسيما بعد اعلان المرجعية ان الانتخاب حق وليس واجبا , فكثير من الناس لم يمارسوا حقهم الذي اعتادوا ان يؤدوه في الدورات الانتخابية السابقة بعنوان واجب ديني كما كان يصور لهم اعلام الاحزاب الاسلامية , فاليوم ادرك الناس حقهم في المقاطعة كما للمشاركين حقهم في المشاركة .

لناخذ نتائج ما اسفرت عنه المقاطعة لشخصيات سياسية في عدد اصواتهم في انتخابات 2018ونقارنها بما حصلوا عليها في انتخابات 2014 ستلاحظون ان هناك ورم سرطاني دب في جسم العملية السياسية سيؤدي الى موتها حتى وان كان اجلا…لناخذ على سبيل المثال عرض حالات .

· نوري المالكي …حصل على اكثر من 721000صوت عام 2014….انخفض اى 102000 صوتا عام 2018

· اياد عاوي…حصل على اكثر من 229000صوت عام 2014….انخفض الى 28000 صوتا عام 2018

· اسامة النجيفي… حصل على اكثر من 112000صوت عام 2014….انخفض اى 11650 صوتا عام

· حنان الفتلاوي…حصلت على اكثر من 90000صوت عام 2014….انخفض اى 4733 صوتا عام2018 ولم تفز , وهناك رؤوساء قوائم لم تؤهلهم اصواتهم للفوز كعلي العلاك في بابل وموفق الربيعي في بغداد , اذن العراقيون احسنوا لعبة الانتخابات سواء بالمشاركة او المقاطعة وهم اوفاء لمن يخدمهم , فرغم ان عبد الحسين عبطان لم يفز بدورتين انتخابيتين متتاليتن , ولكنن عندما استوزر فيما بعد وبذل جهدا في تطوير الرياضة كافأه العراقيون ب34461 صوتا في الدورة الانتخابية الحالية , كما ان النائبين محمد السوداني وقاسم الاعرجي لحسن سيرتهما سابقا وحاضرا حصل الاول على اكثر من 14000صوتا والتاني على 13166صوتا , ومثلهما ماجدة التميمي ب 55184 صوت , وقد سمعتم بان خالد العبيدي وزير الدفاع السابق الذي سحبت الثقة منه باستجواب مجلس النواب كيف عاد ومعه 72690 صوتا وهذا يعكس ان للشعب رؤيته غير رؤوية السياسين ويقينا ان رؤوية الشعب هي الاصح , وعصائب اهل الحق تحقق فوزا كاسحا من نائب واحد في انتخابات 2014 الى 15 نائبا في انتخابات 2018, .

ان الفاسدين والفاشلين لم يستسلموا لقرار الشعب باسقاطهم عبر الانتخابات , فبعد ان تم طردهم من الباب يسعون الى العودة بالتسلق من الشباك وقد استخدموا طريقة التزوير والتلاعب بنتائج الانتخابات خاصة للعراقين في الخارج والتي اظهرتها مقطع فديوhttps://www.facebook.com/sadiq.almussawi1/videos/10215024987150960/UzpfSTEwMDAwMDE3NDg5MDU2OToyMjY2NjQ5ODcwMDE3NDg3/

او ينتظرون من احزابهم منحهم مراكز ووظائف عليا في السلطة التنفيذية , متحدين ارادة الشعب وخياراته متناسين ان هذا سيؤدي الى زلزال جماهيري عارم والى بركان جامح غير مسيطر عليه , لذا فمن الان على هيئة النزاهة والقضاء العراقي منع النواب الفاشلين في الانتخابات من السفر وفتح ملفاتهم بعد ان رفعت الحصانة عنهم .