7 أبريل، 2024 1:29 ص
Search
Close this search box.

المقاربة المفقودة بين السياسي الديني والسياسي المدني في العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

يذهب البعض من السياسيين ذوي الاتجاهات المدنية واغلب السياسيين ذوي الاتجاهات الدينية في العراق الى الاعتقاد بحتمية الصراع ، بل وقدريته ، بين المدنية السياسية والدين السياسي ، وبشكل ادق بين المدنية السياسية والاسلام السياسي ، بدلا من البحث عن ارضية للتعايش المشترك تتجاوز مرارة الصراع بين الطرفين طيلة العصر الحديث ، وقد اضرت تلك الثقافة بالمحاولات الهادفة لايجاد مقاربة مقبولة بين الطرفين تستند الى تطوير نموذج التعددية والشراكة التي خاضها الجانبان فترة مابعد التغيير ، فخطاب الجانبين يعمل ، حتى الآن ، باتجاه التحريض على الآخر ، متكأ الى خلفيات تاريخية لاتمت للحاضر بصلة ، ويسهم غياب القوانين وتطبيقها الى تعالي النبرات الاقصائية والدفع باتجاه زيادة الانقسام والعنف ، وربما تساوى الديني والمدني عند هذا المفصل ، وهو امر مؤسف حقا .
ان المقاربة المطلوبة تقوم على اقرار “المدني” بالهوية الدينية التاريخية للمجتمع ، واسقاطاتها على ثقافته وتقاليده وقيمه وحتى قوانينه ، في ذات الوقت الذي يقر فيه “الديني ” بالجذور الانسانية “المدنية” للدين ونزعة التجديد والتطور وقدرة المدنية على صياغة حياة الانسان وحضارته ، وقد راعى المشرع العراقي هاتين الخصوصيتين ،المتواكبتين وغير المتناقضتين ، في الدستور ؛ بتأكيده على عدم جواز المس بالحقوق والحريات الاساسية للإنسان من جهة وعدم سن القوانين المخالفة لثوابت احكام الاسلام من الأخرى .
ان القبول بسقف الدستور شرط لازم للمشاركة في الحياة السياسية ، وعلى جميع الاحزاب والقوى السياسية بمختلف مشاربها وتوجهاتها الالتفات الى ان الدولة العراقية – بوصف الدستور – ليست دينية ولامدنية ، بل دولة بمفهومها المطلق ، اي دولة مواطنة ، بما يملي على هذه الفعاليات تكييف خطابها السياسي ومواقفها بما يتواءم مع هذه الحقيقة ويتطلب ذلك العمل على مقاربة التعايش المشترك ضمن اطار الاختلاف والتنوع .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب