23 ديسمبر، 2024 12:28 م

المفهوم العام للامة والقومية /تاريخ واستدلال

المفهوم العام للامة والقومية /تاريخ واستدلال

هنالك أطروحة سائدة ومكررة في الخطاب السياسي والثقافي العربي والشرق أوسطي، تعطي أهمية حاسمة الى العامل اللغوي. إذ يكفي أن يوجد تقارب لغوي بين جماعات ما، سرعان ما يطلق عليها تسمية (امة وقومية). هنالك مثلاً “الامة العربية” أو “القومية العربية” التي تشمل كل الشعوب الناطقة بالعربية، وهنالك أيضاً “الامة الكردية” التي تشمل كل الناطقين باللغات الكردية (السورانية والبهدانية والزازائية والفيلية) في بلدان الشرق الاوسط، وهنالك أيضاً “الامة التركية” التي تشمل كل الناطقين بالغات التركستانية من حدود الصين حتى حدود يوغسلافيا!!وهذا التوحيد اللغوي قائم على اعتقاد خاطىء ، يؤمن بأن هذه “الوحدة اللغوية” تعني بصورة محتمة ومطلقة “الوحدة العرقية السلالية”، أي الاعتقاد بأن جميع الناطقين بلغة مشتركة لا بد أن يكونوا من أصل عرقي سلالي قبائلي مشترك، وبالتالي هذا يعني حتماً انهم مرتبطون بمصالح وأهداف مشتركة! فجميع الناطقين بالعربية لا بد أنهم ينحدرون من قبائل الجزيرة العربية التي نزحت الى البلدان العربية بعد الفتح الاسلامي! وإن جميع الناطقين بالتركية هم أيضاً منحدرون من ذات الاصول العرقية والاسلاف المشتركين لمنطقة طوران في أواسط آسيا. نفس الشيء بالنسبة للناطقين بالكردية.. وهلم جرا..إن هذا الاعتقاد الذي يمزج العامل اللغوي بالعامل العرقي، له أساس قديم لدى كل شعوب الارض. فمثلاً في التراث الديني المشرقي (التوراتي والمسيحي والاسلامي) هنالك أسطورة (نوح) السلف الاول للاجناس المعروفة: (سام) سلف الجنس الابيض و(حام) سلف الجنس الاسود. والمشكلة ان هذا الاساس الاسطوري قد تم تبنيه وتعميقه لدى المؤرخين الغربيين منذ القرن الثامن عشر، مع بدايات نشوء الفكرة القومية الحديثة في اوربا. إن المؤرخين والآثاريين الاوربيين هم الذين منحوا الاساطير التوراتية مسحة علمية جادة عندما اعتبروا ان (سام) هو سلف جميع الشعوب الناطقة باللغات “السامية”، وان (حام) هو سلف الشعوب الناطقة باللغات “الحامية” (البربرية والمصرية وغيرها). وقد بلغت هذه الفكرة (العرقية ـ اللغوية) ذروة تطرفها مع الحركة النازية التي اعتبرت جميع الشعوب الناطقة باللغات الآرية، من الهند ومروراً بأيران حتى امريكا، من أصل عرقي واحد، وعلى رأس هذا “الجنس الآري” هنالك “العرق أو الامة الجرمانية” أي جميع الشعوب الناطقة بالجرمانية من المانيا والنمسا وسويسرا والبلدان الاسكندنافية.طبعاً لا يمكن أبداً فصل دور المشاريع الاستعمارية والصهيونية في نشر هذه الفكرة اللغوية ـ العرقية، في العالم وبالذات في منطقة الشرق الاوسط. إن “الفكرة الصهيونية” قامت أساساً على فكرة “اللغة العرق” بأعتبار إن جميع اليهود هم بالأصل من الناطقين بالعبرانية وهذا يعني ان جميعهم من “أصل عرقي واحد” يعود الى يهود فلسطين، وبالتالي فأن لهم مصالح مشتركة تجمعهم خارج بلدانهم الاصلية. ضمن هذا الهدف العرقي تمت كتابة تاريخ شعوب الشرق الاوسط، والمشرق العربي خصوصاً، على أساس وجود “أعراق وقوميات وأمم” مختلفة تبعاً للغات السائدة. فهنالك مثلاً الناطقون بالعربية، وهم لا بد أن يكونوا جميعهم من أصل “عرقي قبائلي” واحد. والمقصود من هذا طبعاً، القول بأن سكان فلسطين من مسلمين ومسيحيين، بما أنهم ناطقون بالعربية، فانهم من المحتم ومن المؤكد أن يكونوا منحدرين من “العرق العربي” أي بصورة صريحة، إنهم غرباء عن فلسطين نازحين من الجزيرة العربية وليس لهم أي “حق عرقي”  قومي تاريخي في أرض فلسطين “اليهودية”!. وإن يهود العالم، هم الممثلون “العرقيون” الأصليون لسكان فلسطين الاوائل!! والطامة الكبرى لا تكمن في هذا الادعاء الصهيوني وحده، بل الانكى من هذا انه قد تم تبنيه حرفياً من قبل الفلسطينيين أنفسهم بتأثير التيار القومي العروبي الذي انتشر منذ أواخر القرن التاسع عشر مع باقي التيارات القومية التركوية والكردوية وغيرها من التيارات التي سادت الامبراطورية العثمانية وبدعم غربي متمثل بالمؤسسات الماسونية والتبشيرية واليهودية، ليس حباً بهذه الشعوب، بل من أجل التسريع بتفتيت الدولة العثمانية وباقي أوطان الشرق الاوسط والتهيئة لقيام دولة اسرائيل!حقائق التاريخإن حقائق الماضي والحاضر تمنحنا ما لا يحصى من الامثلة التي تدحض تماماً هذه الفكرة (العرقية اللغوية)، وإنه تقريباً جميع أمم العالم لم تتكون في الاصل بفضل العامل اللغوي، بل ان العوامل (الجغرافية ـ التاريخية) هي الاساس الاول والاخير بتكوين الامم. لنأخذ مثالاً قريباً جداً: يوغسلافيا.. من المعروف إن الصرب والكروات والبوسنياك يتكلمون نفس اللغة (صربوكرواتية) ويعتقدون بأنهم من نفس الأساس الأقوامي (السلاف الجنوبيين) ويعيشون متجاورين مع بعضهم البعض، ولكن الفروق التاريخية والجغرافية ومؤثرات البلدان المحيطة والدول المختلفة التي سيطرت على المنطقة، خلقت ثلاث جماعات مختلفة دينياً وأقوامياً وسياسياً رغم وحدتها اللغوية: الصرب أرثوذكس، الكروات كاثوليك، البوسنياك مسلمين! وكانت هذه الفروق التاريخية السياسية كافية لأن تخلق منهم أمماً مختلفة بل متنافسة.ولنا مثال ايرلندا الشمالية أيضاً، الصراع الدامي القائم بين البروتستانت والكاثوليك، رغم وحدتهم اللغوية والأقوامية وحتى المناطقية..ولنا مثال الشعوب العربية، رغم الوحدة اللغوية والتداخلات التاريخية والثقافية، لكن الفروق السياسية والخصوصيات الوطنية والميراثات الروحية والنفسية والتاريخية وتأثير المصالح ودول الجوار وغير ذلك من العوامل، منعت حتى الآن من خلق وحدة قومية سياسية تلغي الحدود والدول والفروق الوطنية.لنا أيضاً مثال الأكراد، فهم رغم تسميتهم الكردية المشتركة وتقاربهم الثقافي إلاّ أن هنالك عوامل عديدة منعت طيلة التاريخ من قيام دولة موحدة تجمعهم: هنالك عدة لغات كردية مختلفة رغم تقاربها، هي السورانية والبهدنانية (الكرمنجية) بالاضافة الى الزازائية والفيلية. وهنالك أيضاً الفروق المذهبية بين النقشبندية والقادرية والتشيع الجعفري والعلوي. وهنالك أيضاً مؤثرات وتجاذبات القوى الحضارية المجاورة: ايرانية وأناضولية (تركية) وعراقية وقفقاسية (أرمنية).. كل هذا منع من توحدهم ولم يمكنهم طيلة التاريخ سوى اقامة امارات صغيرة متنافسة فيما بينها وتابعة للقوى الحضارية المحيطة. وأفضل مثال على ديمومة هذه الحالة هو الصراع بين القوى الكردية العراقية ضد القوى الكردية التركية ذات الخصوصية العلوية. بل ان الإنقسام المذهبي (نقشبندي ـ قادري) واللغوي (سوراني ـ بهدناني) لعب دائماً دوراً حاسماً في الإنشقاق الدائم بين عشائر الطالباني الجنوبية ذات اللغة السورانية والمذهب القادري وعشائر البرزاني الشمالية البهدنانية ذات المذهب النقشبندي، وشكلت هذه الفروق أساس انقسام الإدارة الكردية الحالية الى طرفين متصارعين رغم كل الدعم الامريكي والغربي.على هذا المنوال يمكننا سرد ما لايحصى من الأمثلة التي تدحض الإعتقاد القائل بالدور الحاسم للغة. هنالك ما لا يحصى من الأوطان التي تضم جماعات مختلفة لغوياً وأقوامياً لكنها متوحدة وطنياً ومصيرياً. لايمكننا تسمية هذه البلدان لسبب جدا بسيط هو أن الغالبية الساحقة من بلدان الكرة الارضية تتكون من شعوب متنوعة اللغات والجماعات الأقوامية، مثل الهند والصين وروسيا وفرنسا واسبانيا وامريكا وايران وباكستان وأوزبكستان وغيرها. بل ان التاريخ يثبت لنا بأن جميع “القوميات”.. نعم جميع الوحدات اللغوية الأقوامية الكبيرة خصوصاً، لم تتكون في الأصل من جماعة عرقية واحدة، بل من جماعات عرقية مختلفة، قد حتمت عليها ظروف الجوار والتصاهر والهيمنة السياسية أن تتوحد لغوياً. المثال الفرنسي نموذج واضح على هذه الحالة. فمن المعروف انه حتى القرن السادس عشر كان ملك فرنسا عندما يغادر باريس يأخذ المترجمين معه لأن الفرنسية لا يتم التكلم بها خارج باريس!! وحتى الآن لا زالت بقايا “اللغات الفرنسية” موجودة في اللغات البروتانية في الشمال والاوكسيتان في الجنوب والالزاسيان في الشرق بالاضافة الى الكورسيك والباسك. لكنهم مع الزمن ومؤثرات التاريخ وضرورات الجغرافيا جعلتهم يتقبلون جميعهم لغة باريس كلغة وطنية مشتركة أسمها اللغة الفرنسية!يكفي النظر الى الأشكال المختلفة للشعوب العربية التي تضم مختلف الأجناس والأعراق والثقافات لكي ندرك هذه الحقيقة. فمن الناحية العرقية البدنية ليس هنالك أي مشترك بين السوري ذي الشكل المتوسطي، والسوداني ذي الشكل الافريقي، رغم إن الاثنين يتكلمون العربية ويعتقدان بحماس بأنهما “عرب عاربة أقحاح” من النسل المباشر لقحطان وعدنان!!كذلك هنالك مثال الشعوب الناطقة بالتركستانية، حيث نجد فيهم الجماعات الآسيوية الصفراء والهندية السمراء والأوربية الشقراء، إذ تمتد مساحة انتشار هذه الشعوب من حدود الصين حتى البلقان. بل ان الدراسات الحديثة تعتبر عائلة اللغات (الالتية التركية) تشمل أعراقاً في أقصى جنوب آسيا هي اليابانية والكورية، ولغتين في أوربا هي الهنغارية والفنلندية!! نعم هذه العائلة اللغوية تضم الفنلندي الاشقر والتركي الابيض والكوري الاصفر!كذلك هنالك مثال الأكراد، الذين بدأو يهبطون من جبال زاغروس مع الفتح الإسلامي بموجات هجرة بحثاً عن الكلأ وعن المكافآت والتسهيلات التي راحت تقدمها لهم الدول الإسلامية (العباسية ثم العثمانية) ليكونوا محاربين ينشرون الإسلام ضد السكان الاصليين الذين كانوا بأغلبيتهم الساحقة أما غير مسلمين مثل المسيحية الارمن والسريان واليزيدية، أومسلمين غير “سنة” أي شيعة علوية من عرب وتركمان مختلفين عن العثمانيين السنة. هكذا لبت القبائل الكردية نداء العثمانيين ضد العدو المشترك المتمثل بالايرانيين الصفويين الشيعة، وراحت تجتاح وديان وسهول شمال الرافدين أي المنطقة التي تشمل الآن شمال العراق وجنوب تركيا وشمال شرق سوريا. راحت هذه القبائل الرعوية الجبلية المحاربة خلال القرون الاخيرة تنشر الاسلام بمذهبه السني العثماني والاستيلاء على قرى وأراضي وممتلكات السكان الاصليين. علماً بأن الأكراد الأصليين (سكان جبال زاغروس) أنفسهم قد سبق لهم في القرون السابقة للإسلام، أن تعرضوا لغزوات بعض القبائل الآرية القادمة من ايران والتي فرضت عليهم اللغة الكردية (الآرية) وذوبت لغتهم الأصلية المجهولة التي على أية حال لم تكن آرية.هنالك أمثلة معاصرة حية تجري أمامنا، وهي بلدان امريكا الشمالية والجنوبية، وبالذات الولايات المتحدة، التي تصهر بشكل مستمر الجماعات اللغوية المختلفة في اللغة الأنكليزية والثقافة الأمريكية.مشكلة (الامة العراقية)رغم كل التطورات التي مر بها العالم والمنطقة العربية والشرق أوسطية، ورغم المتغيرات السياسية والفكرية، إلاّ أنه حتى الآن لا زالت تسود المفاهيم القومية العرقية اللغوية للقرن التاسع عشر. والغريب ان هذه المفاهيم بقي لها من القوة بحيث انها لا زالت تتردد في طروحات جميع التيارات اليسارية والقومية والدينية، وخصوصاً في بلدان المشرق العراقي الشامي. فبالنسبة للعراق مثلاً، لا زلنا نسمع الجميع يتحدثون عن: (أمم وقوميات وشعوب عربية وكردية وتركية وآشورية، مع أقليات لا تحصى) أما العراق كهوية وكيان فانه حتى الآن لا يستحق من أبنائه تسمية (أمة عراقية)، رغم ان هذه التسمية كانت رائجة وطبيعية في العهد الملكي، وهي رائجة في الكثير من البلدان العربية بل حتى امارات الخليج العربي! فكيف يمكن الابقاء على وحدة وطن وإقامة الدولة الديمقراطية فيه ونحن نرفض حتى أن نعتبره أمة : (أي انه وطن وشعب ودولة).إن تسمية أمة وقومية حسب الشائع على الأقل في المفاهيم الأوربية، تعني الشعوب التابعة لدولة ووطن واحد. فعندما يقال مثلاً (أمة أو قومية فرنسية)، لا يقصد بها جميع الشعوب الناطقة بالفرنسية، بل هي الشعب الفرنسي القاطن في الدولة الفرنسية، مهما تنوعت لغات فئاته المختلفة. لم يفكر أي فرنسي مهما كان متطرفاً للغته الفرنسية أن يعتبر البلجيك أو السويسريين الناطقين بالفرنسية جزءاً من الامة الفرنسية، لأن الامة الفرنسية هي وطن وأرض ودولة أولاً وأخيراً، وليست لغة. نفس الشيء عن سويسرا، فرغم تشكيلها الفدرالي وتقسيمها الأداري على أساس ثلاث مجموعات لغوية: ألمانية فرنسية ايطالية، إلاّ أن أياً من هذه المجموعات لا تطلق على نفسها (أمة أو قومية) بل يقال بكل بساطة (جماعة لغوية)  ). لهذا فأننا مع اقتراح استخدام تسمية (فئة) ليطلق على الجماعات المحلية التي تتكلم بلغة خاصة ، بدلا من (قومية أو أمة) كما أشاعها القوميون واليساريون في الشام والعراق. ولكن يمكن الحديث مثلا عن (الأمة السورية) مادام جميع السوريين بمختلف فئاتهم اللغوية والمذهبية والدينية مجتمعين في وطن واحد تقوده دولة واحدة. نفس الشيء بالنسبة للأمة العراقية والأمة الاردنية والأمة اللبنانية، وكذلك الأمة الفلسطينية التي لا زالت في طور التشكل وتكوين دولتها الخاصة بها. طبعاً إن الإقرار بوجود هذه الأمم لا يتعارض مع الرغبات والمشاريع الداعية الى تقريب هذه الأمم وتوحدها على أمل خلق (أمة شامية) تجمع بلدان الشام، أو (أمة مشرقية) تجمع بلدان الشام والعراق، أو (أمة عربية) تجمع البلدان العربية على غرار تجربة توحيد الأمم الأوربية في مشروع مستقبلي لخلق (أمة أوربية). المقصود من هذا، ان تسمية “امة وقومية” يجب أن تتحدد بشرط وجود الوطن والدولة، وليس بشرط اللغة، وإلاّ فإن تسمية “فئة محلية” دينية أو لغوية أو مذهبية أو مناطقية، هي المعقولة والمناسبة. مع رفض استخدام تسمية (أقلية) إلاّ في حالات أكاديمية محدودة جداً يقصد بها الناحية العددية فقط، لأن تسمية (أقلية) فيها الكثير من المهانة والتصغير.وحدة الوطن أم وحدة العرق؟بالاضافة الى الانقسامات الدينية المذهبية والطبقية، فان الانقسامات الاقوامية (اللغوية) تعتبر هي الاهم والاخطر في معظم البلدان العربية. حتى الانقسامات الدينية المذهبية لا يمكنها أن تصبح خطيرة وفاعلة سياسياً إلاّ بعد أن تأخذ بعدها (العرقي اللغوي). ان التيار الماروني المتعصب مثلاً يعتقد بفينيقيته ولغته السريانية الاصلية، وان المسلمين هم (عرب غزاة).. كذلك بعض التيارات القبطية المتعصبة، تعتقد بأن المسلمين المصريين هم (عرب غزاة) وإن الاقباط وحدهم يمثلون تاريخ مصر وحضارتها الفرعونية! نفس الشيء بالنسبة للمسيحيين في العراق، أو المسيحيين في السودان، الذين يعتقدون بأن المسلمين الناطقين بالعربية هم (عرب غزاة). ولكن نظرة سريعة الى الواقع تثبت لنا خطأ هذه الطروحات التي تربط اللغة بالعرق. يكفي النظر الى الشعوب الناطقة بالعربية، فكل واحد من هذه الشعوب، رغم انه ناطق بالعربية إلاّ أنه يصهر في داخله مختلف الجماعات الوطنية الأصلية والجماعات القادمة في وحدة لغوية أقوامية قامت على أساس اللغة العربية التي بدأت تنتشر مع الفتح الاسلامي. إن الغالبية الساحقة من الناطقين بالضاد ينتسبون عرقياً الى الشعوب الاصلية السابقة للفتح العربي. فنسبة الدماء المصرية “الفرعونية” لدى المصري المسلم لا تقل عن نسبتها لدى القبطي.. ونسبة الدماء “البربرية الفينيقية” لدى البربري في بلدان المغرب العربي لا تزيد عن نسبتها لدى أشقائه الناطقين بالعربية. ونسبة الدماء “العراقية” لدى الكردي أو التركماني لا تقل عن نسبتها لدى السرياني أو الصابئي أو العربي.. نعم ان الانصهار “التاريخي الجغرافي الوطني” أقوى بكثير من الاختلاف اللغوي، لأن اللغة شكل أما الوطن فجوهر!