• الثقة لن تباع او تشترى
• فقدنا سنوات ..هل تنفع ساعات ؟
وأنا أرقب هذه التحركات السطحية الخالية من أية مضامين بناءة تفرض نفسها على الساحة السياسية العراقية , يشدني الأسف لضياع الوقت الثمين , والهدر في الأموال والفرص المتاحة ربما الآن أكثر من أي وقت مضى , كما كنا نقول منذ سنوات عشر مضت , أمضاها ويمضيها السياسيون بمماحكات وصراعات , لايستقيم أي منها مع مصالح الشعب العراقي ومتمنياته بوحدة البلاد أرضا وشعبا , واستثمارثرواته من اجل كفاية ورفاهية الشعب , وصيانة كيانه السياسي ووضع مرتكزات مستقبله .
الحكيم جمع (الأخوة الأعداء) , وقبل ذلك شكل رئيس السلطة التنفيذية اللجنة تلو الأخرى ل(تلبية مطالب المتظاهرين ) , التي لم تعد تظاهرات ( انبارية او سامرائية او موصلية ) , بل تجاوزت ذلك الى تظاهرات عمت المحافظات الوسطى والجنوبية ,لتنبأ عن اساسيات صراعات بين أحزاب وكتل , تجزأت بفعل سيادة هدف الإستحواذ على المقاعد النيابية والوزارية . في حمى الصراع مع الأخر !
الشارع يتحكم بتوجهاته (مقتدى الصدر) , وريث أرث عريض .و(المجلسيون) باشروا برامج الإنتعاش بفرضية (الليبرالية الإرثية ) , والمحاولون تحت راية (العراقية ) المتشظية الى بيضاء ورمادية وأهل الحلول والإنقاذ والمتحدون ..الى آخر السلسلة ..أدركوا أرضيتهم الحقيقية , فتقافزوا منها للفوز بموقع او منحة !
الأقبية والمخابيء , تشحذ فيها السكاكين والكواتم لتحقق أسرع انجاز في القتل على الهوية , ولتعيد أسوء ماشهده العراق من جرائم عامي 2005 و2006
النواب العاجزون اكتفوا بغنائمهم ورواتبهم الخرافية , وسياراتهم المصفحة , جوازاتهم الدبلوماسية , وعطلهم , ولسان حالهم يقول (هانحن قاعدون).
رئيس جمهوريتنا في غيبوبة طويلة , لن تؤهله أثارها لممارسة حياة طبيعية فكيف بإدارة دولة مثل العراق ؟ وعلى الشعب العراقي يضحك الضاحكون في تزوير صورة التقطت منذ سنتين !
على أديم الصحراء الغربية , تحركات قبليّة متصارعة , لتحاول استعادة وتنمية نفوذها ووجاهتها وتجارتها (المفتوحة) عبر الحدود ! من المؤكد أن المناطق الغربية تحتاج الى تلبية لمطالبها في تنمية البنى التحتية واشاعة الأمن والإستقرار , وذلك لايمكن انجازه من غير دور مؤثر للشعب في تلك المناطق ,الذي يثلمه الصراع بين وجوه القبائل التي وصل الى العداء فيما بين الأخوة وابناء العم ..وهذا يؤشر حالة الإنعكاس السلبي لما نشهده من تقاطعات سياسية على الأمن المجتمعي .
مزايدات ومناكفات , لم ولن تفضي الّا الى المزيد من خراب علاقات قوامها الشظف والحاجة والتخلف عن ركب حضارة الانسان .
وفوق هذا كله فقد عنان القضاء , وصار (مطاطيا ) ليس بينه وبين روح القانون الإلهي والوضعي سلام
فقد اختلط الحابل بالنابل , ورقص الجاهل على أكتاف العاقل , وضاعت البوصلة في أديم بحر متلاطم الامواج ..
وصارت المباحثات السياسية عبر القنوات الفضائية ..كل هذا وذاك , نال من مكانة العراق ومصداقيته ودوره التأريخي , فصار مطمعا لجوار تغذيه نزاعات قديمة , ايران , وتركيا , السعودية , وكل من رأى في نفسه تقزما ورأ ى في العراق عملقة ! أسلحة توجه اليه من كل حدب وصوب محيط ..فأميركا تطبق نهج (الفوضى الخلاقة ) , ليصفو لها ولأدواتها في المنطقة ومعتمديهم (الاخوة الأكراد) تنفيذ استراتيجية التقسيم الناعم عبر(أقاليم) , يمكن استغلالها لأحداث (التقسيم) على الأرض , فبعد ان كانت قوة الدولة , جامعة للشتات , صارت مبررا لتشتيت المواطنة , ومحاولة التشبه ب(كونفدراليات) و(فيدراليات) , ولكل من المعاني لايفهمون وإن فهموا لايطبقون !
يصفق المصفقون ل(فرية) اجتماع الوزراء في (اربيل) , وهي حل شكلي لمعضلة ( تجونا لو نجيبكم) ..مالذي ستفعله زيارة من ساعات من دون برامج منسقة للموضوعات الجوهرية , التي تشكل أساس التقاطع بين الحكومة ورئيس (الإقليم) ..فهل تغطي ساعات من المجاملة على هامش اجتماع الوزراء, قضايا جوهرية كالمناطق المختلطة, والنفط انتاجا وتسويقا, وتمويل (البيش مركة) , ودراسة حصة (الإقليم) من الموازنة العامة , والموارد الحدودية , والوضع في (كركوك) و(سهل نينوى) , والتقاطعات في مسألة تواجد الجيش العراقي و(البيشمركة) في مناطق محددة ..نعم يمكن أن تحدث لقاءات, تعمّد بعناق (أخوي) , الا أن ذلك كله لن يحل مشكلة ! الذي يحل مشاكل العراق فعلا يكمن في تصفية النوايا (صفي النية ونام بالثنيّة) , واعتماد عامل الثقة , شريطة أن ينزع الطرف الكردي عنه استراتيجية المزايدات , التي تحاول أن تجعل من (الأحلام) الكردية في الإمتداد خارج المنطقة الكردية التاريخية , أهدافا معتمدة وفي حقيقة الأمر فان بينها وبين الواقع مسافات طويلة لاتستقيم مع ظروف المرحلة , ولا مع رغبات عموم الشعب العراقي , والحل في استمرار تمتع الأخوة الأكراد باقليمهم , ودراسة وتعميق اية صلاحيات قانونية ضرورية , تؤدي الى استقرار العلاقة (المفترض انها تكاملية بين المركز والإقليم) مع وجود معترف به للأكراد في (كركوك), وغيرها من المناطق , لهم فيها ما للمواطن العراقي من حقوق وواجبات
ماالذي يحتاج اليه سياسيونا ؟ هل الشهادات الدراسية ؟..ليست دائما هي المعول عليه في انتاج القادة ..خذوا تجارب العالم الأشتراكي , سترون الأمر على حقيقته , ولكنهم ايها السادة نفعوا شعوبهم ,وتنزّهوا عن السحت الحرام فصاروا عناوين ورموزا وطنية , ليس عيبا ممارسة الانسان اي عمل شريف , ولكن العيب كله في ثلم اخلاص ووطنية المسئول , فهو ان ان انحرف سقط في مستنقع الخيانة ..ونقولها بصراحة شديدة .. معظم هؤلاء المسئولون المتصدرون سدة الحكم ,هم عاجزون او فاشلون او متسترون على الجرائم المرتكبة , او ذوي ارتباطات خارجية , يدينها قانون العقوبات البغدادي , ويجرّمهم بموجبها بعقوبة الإعدام , فهم المسئولون المنتخبون أولا وأخيرا , وهم من أقسم يمين الأخلاص للعراق . ولن يفلت احدا منهم يوم تدور الدوائر ..وهذه هي حركة الزمن !
ماالذي يحتاجه من يتصدر المشهد السياسي ؟ , او يتعلق بذيوله اليوم ..الثقة , وليس غير الثقة !
فهل تنبع هذه الثقة من فراغ ..؟ والى اي مدى يمكن للعراقيين الصبر حتى رؤية تلك الثقة ؟
ورود الكلام ..
حق الشعب !
دققت هيئات تدقيق نتائج الموازنة الهولندية , لتجد ان مبلغا كبيرا من المال , بدا فائضا بعد تنفيذ برامج الموازنة ..تلقى المواطنون الهولنديون الذين يعيش بينهم بحقوق قانونية متساوية منحدرون من 36 جنسية من شتى بقاع العالم , اشعرا مصرفيا بإدخال ملغ 120 يورو في حساب كل منهم ! (عرب وين طنبورة وين ) !