كل يوم نسمع بالفساد ، وكل ساعة نسمع المسؤول وهو يتأهب للانقضاض على الفساد ، حتى اغتيل رئيس هيئة مكافحة هذا الفساد ، والغريب ان الكل ضد المفسد ، والأغرب كثرة المفسد، بل والاكثر غرابة أن تصل بإنسان يغتال إنسان مريض بادية فاسدة ، فاسدون وأدوية فاسدة، تراها اليوم في خرج التاجر الفاسد ، وغدا تراها تقاتل لدخول الموانئ ، او مركونة في مخازن هذه الكمارك ، والادهى ان يجد العراقي ان مستشفى حكومي يتعامل بخيط للعمليات وهو منتهي الصلاحية ، او أدوية للسرطان منتهية الصلاحية ، او تجد أن عراقيا يتلاعب بتواريخ إنتاج الأدوية ، والمحصلة تداول واسع للدواء الفاسد ، والسؤال لماذا هذه الكثرة اليوم في تداول هذا الدواء الفاسد .؟ الجواب لوجود المسؤول الفاسد ، ولوجود الضمير الفاسد ، او وجود من يطبق القانون الفاسد ، او وجود المتداول الفاسد، او وجود المواطن الفاسد ، وإلا من أين يأتي الفاسد من الفراغ ، من هذا الشعب ، من الام التي تسكت على ابنها الفاسد او الزوجة التي تشجع الزوج الفاسد ، او الأب الذي لا يمنع ابنه الفاسد ، او القاضي الذي يتهاون مع الفاسد او الشرطي ، او الحارس، كلنا اليوم متهمون بالفساد لكثرته ، أين قييمنا التي كانت تحتقر المتلاعب ، المرتشي ، لقد اصبح الفساد مألوفا مقبولا ، لا يطأطأ له الرأس ،
ان من يريد محاربة الفساد يجب توفير الحماية للمخبر النزيه للشرطي النزيه للقاضي النزيه ، وهذه الحماية تتأتى من اختيار عناصر التنفيذ من القوى الامنية العاملة ، وان يتصدى القضاء المحمي جييدا لكل هذه المظاهر التي باتت تتعامل بكل شئ حتى الادوية ومستلزمات ادامة الحياة …