لا يخفى على الجميع ما هو الدور الذي يمكن ان يلعبه الشباب في بناء اوطانهم، فهم الوقود الذي يُغذي محركات عجلة التقدم لكونهم يمتلكون حركة ديناميكية نحو التجديد و الازدهار، ولهذا نسمع ونقرأ دائماً العبارة المشهورة الشباب بُناة المستقبل او جيل المستقبل، فكما هنالك يد تحمل السلاح لمحاربة المعتدين واليد الاخرة تبني وترسم مستقبل الاجيال.
مما تقدم ليس المقصود من ورائه تمجيد لِشريحة الشباب على باقي شرائح المجتمع فكل حسب دوره و امكانياته، فعلى سبيل المثال لتقريب المعنى هل يمكن القول بِان المسجد افضل من المنزِل?
الاجابة تكون كالتالي المنزل ليس افضل من المسجد ولا المسجد افضل من المنزِل! إذ كلاهما يؤدي وظيفته الخاصة، فالمسجد لِمُمارسة الطقوس العبادية فيه و المنزل لِإِيواء الاسرة ولِحفظ اسرارها وخصوصياتها.
اذاً من هنا نفهم ما معناه إِنَ الشباب يؤدي وظيفته مثله مثل باقي مكونات المجتمع مع الاختلاف في بعض المسائل، فالشباب دوره اكثر من غيره لكوّن اغلب المجتمعات تكون نسبة الشباب فيها نسبة كبيرة عن باقي فِئات المجتمع لاسيما في العراق، لهذا نجد الشباب من المبادرين و المسارعين في بناء وطنهم، بالاضافة لوجود عوامل منها انهم اكثر استيعاب من غيرهم في التنمية الذهنية والجسدية والقابلة للتطور والحداثة لكونهم مواكبين عصر السرعة ” التكنولوجيا ” بالاضافة الى انهم لا يعتريهم الخوف اي بمعنى ليس لديهم ما يخافون عليه من الضياع واقصد هنا برؤوس الاموال، وكما هو في المثل القائل “المفلس في القافلة آمين” لان اصحاب رؤوس الاموال يحابون ويتوددون للانظمة الحاكمة وان كانت تلك الحكومات ظالمة خوفاً على مصالحهم، لذا نجد فِئة الشباب مظلومة فتبادر مع كل حدث لِإزالة الظلم و الحيف الذي وقع عليها والتطلع لغدِاً مشرق لأوطانهم.
رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم بين الحين والاخر يطالب الحكومات في ان يأخذ الشباب دورهم في صناعة القرار فاطلق مبادرة ورفع شعاراً “بِشبابنا نبي الوطن”، في فترة زمنية مضت حيث لاقت استحساناً ومقبولية من قبِل فِئة الشباب ولكن في الوقت نفسه لم تروق للبعض خوفاً على مصالحهم و سلطانهم ولم تكن هذه هي الصرخة الاولى والاخيرة التي اطلقها، والتي يريد من ورائها الى استثمار هذه الكنوز الدفينة والمغيبة عن الساحة والطاقات التي بِامكانها تغير المعادلة الخاملة الى فاعلة، وهو بدفع الشباب العراقي بأخذ ِزمام المبادرة في رسم مستقبل بلاده في شتى الميادين، لان الاوطان لا تُبنى الا بايادي ابنائه المخلصين وفي طليعتهم الشباب، وان ينخرطوا في صنع القرار السياسي و الاجتماعي لِبلادهم، وان تترجم اقوالهم بافعالهم وان لا ينتظروا الى ممن يرسم مستقبل بلادهم، فمن هذا المنطلق اسس الحكيم تياراً ضم جل عناصره من الشباب بعد ان يأس من الحكومات المتعاقبة باحتضانهم، فبادر بنفسه بعد قراءة للواقع بان مسار العملية السياسية تحتاج الى دماء جديدة متمثلة بشريحة الشباب، مضحياً بذلك بتركه زعامة المجلس الاعلى والخروج منه من اجل هذه الشريحة المغيبة عن الواجهة السياسية والاجتماعية لينطلق بهم في بناء دولة المواطنة.