18 ديسمبر، 2024 7:56 م

المغيبون ملف يحيطه الاهمال والنسيان

المغيبون ملف يحيطه الاهمال والنسيان

برغم ما يحمله ملف المغيبيين من جوانب انسانية سواء من تم اختفائهم ابأن العمليات العسكرية لتحرير المحافظات التي سيطرت عليها عصابات داعش الارهابية ام من كان منهم ناشطون في التظاهرات تم اختطافهم لمجرد معارضتهم لممارسات احزاب السلطة ورفضهم للمحاصصة ، فانه بقي شبه مهمل ويكاد يطويه النسيان .. سنوات مرت بايامها ولياليها وشهورها من دون ان تلوح بارقة امل لمعرفة مصير عشرات الالف من المغيبين قسراً ، امهات وزوجات واطفال لم يتركوا باباً الاو طرقوها عسر ان تهتز الضمائر لكنهم لم يحصلوا على غير الوعود  وتمر الايام ثقالاً من دون التوصل الى نتائج لهذا الملف الانساني الكبير .. بل انه بالكاد يذكر اعلامياً او سياسياً وكأن عشرات الالاف من المغيبين ليسوا مواطنين وكأن عوائلهم ليس لها حقوق ..لا اعتقد ان حسم ملف المغيبين مستحيلا اذا ما توفرت النية الصادقة لحله خاصة وان هنالك اسماء وعناوين معتقلات تابعة لميليشيات متنفذه معروفة لدى السلطات الحكومية التي تقف عاجزة امام نفوذ هذه الميليشيات التي تمنعها من دخول مناطق تحت سيطرتها ، وهو ما يؤشر خرقاً كبيراً لهيبة الدولة واجهزتها المعنية بالامن كما انه يسبب بفقدان ثقة المواطن بهذه الاجهزة ..المأساة الكبرى في موضوع المغيبين هو هذا التعتيم السياسي والاعلامي المريب ،بل ان اسماء بارزة لناشطين طواها النسيان مثل الناشط جلال الشحماني الذي اختطف وسط بغداد منذ 2015 والناشط سجاد العراقي والناشط فرج والمحامي جاسب وغيرهم ، بل صرنا نسمع قصصاً غريبة لتبرير اختفائهم القسري ..واذا ما فهمنا بعض اسباب الاهمال والتقصير الحكومي والاعلامي المتعمد كما يبدو ، فان الحيرة تتلبسنا ونحن نرى موقف التشرينيين الا مبالي لهذه القضية الانسانية الكبيرة ..وارجو ان يعذرني الاخوة والابناء الشباب من ابطال تشرين على انتقادي وصراحتي معهم هنا ، ولكن مثل هذه القضية يتبغي ان تكون في الولويات اهتمامكم ولا اعرف سبب عدم محاولتكم نقل هذا الملف الى منظمات حقوق الانسان في العالم .. ومع ذلك فما زال هنالك متسع من الوقت لفتح هذا الملف على الاقل في ما يخص الناشطين كمرحلة اولى .. ويمكن البدء بتشكيل لجان في كل محافظة لجميع المعلومات عن ظروف اختفاء الناشط ومكان اختطافه وغير ذلك عسى ان تكون وسيلة ضغط على الجهات الحكمومية للتعامل مع هذا الملف جدياً .. وهنا يفترض بالاحزاب والتيارات الوطنية المعارضة ان تبادر هي الاخرى بالاتصال بعوائل المغيبين وفتح ملفات عنهم وعرض قضيتهم محليا وعربيا ودولياً .. لم يعد من المقبول بعد كل هذه السنوات ان يبقى مصير عشرات الالاف من المواطنين مجهولاً ، واكرر هنا طلب احد ذوي المغيبين لاحدى وسائل الاعلام بحقهم لمعرفة مصير ابنائهم ان كانوا احياء ام لا .. فقد طال قهرنا وصيرنا ونحن ننتظركما قال بحسرة ووجع  ..