لأن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم جعل المغفرة عبادة , يقول عن نفسه : الله يغفر الذنوب جميعا , وترد العشرات من الآيات القرآنية الكريمة تؤكد حالة الغفران , غير إننا نجد كل الحركات المدعية بالإسلام تشحذ همتها بإتجاه التنكيل والعقاب ومصادرة الآخر , وكأن هذا الأخر ليس من خلق الله وبالمقابل نجد أن شعوب الأرض كافة خارج منظومة الدول العربية والدول الإسلامية يعطون وزنا للآخر .
دخل مانيلا السجن 25 عاما , بعيدا عن النورإلا عندما يستعرضون له حالة التنكيل بشعبه يفتحون له كوة ليزيدوا من عذابه , لكنه حين أنتصرعلى جلاديه وخرج من السجن الرهيب قال كلمته المشهورة : إن لم أغفر أعذب نفسي , دعونا ننسى الماضي .
كم كان الشعب المضطهد طامحا بهذه اللحظة كي يعاقب جلادية , ترى لو صارت هكذا لرأينا الآن جنوب أفريقيا غابة وحوش وفرائس ممزقة , الرجل ترك الماضي وتعامل مع الإنسان الآخر, تعامل الله , ولهذا حين مات بكاه العالم قبل دولته , بكاه البيض أكثر مما بكاه السود , لأنهم وجدوا فيه بقاءهم خارج المحاسبة والتنكيل .
في قصص السلف نماذج عن كيفية الرحمة وكيفية الغفران , تقول الكاتبة اليهودية نجاة النهاري : أحبُ الأحاديث عن الإسلام وأجد في تراثهم الرحمة لكني للأسف لم أجد في المسلمين اليوم أية رحمة بل بالعكس يقتلون بعضهم أكثر مما يقتلون أعدائهم , في حين في حياة رسولهم الكثير من المفغرة العفو والرأفة , قرأت أن يهوديا كان يسكن بجوار محمد وكان يؤذي محمد كثيرا , وذات يوم مرض اليهودي فزاره محمد داعيا الله أن يمن عليه بالصحة , خجل اليهودي وطلب المسامحة وأسلم . تتساءل ماهو الموقف في سلوك المسلمين اليوم يدعوني أن اسلم !؟.
أين نحن من هكذا تسامح ومغفرة !؟ بالعكس نحن نتدحرج نحو هاوية سحيقة لا يعلم مداها إلا الله . خاصة عندما تيسر للحركات المتأ سلمة فرصة مسك الأرض والتحكم بارواح البشر . والمشكلة يتحكمون بإسم الله وأسم الدين ,هذه داعش تطعن المسلمين بأعز تراثهم ومغفرتهم وعبادتهم عندما تهجر المسيحين وتنكل بالازيدين وتهدم المراقد وتصادر أموال الناس وتنتهك حرماتها , وتنذر وتتوعد بمصير لم يخطر على بال أحد , كذلك مثيلاتها في سوريا وليبيا واليمن , أنه الطاعون الأسود الذي جلبته حضارة القرن الواحد والعشرين . وطلبت من متخلفي القرون الوسطى تطبيقه .