23 ديسمبر، 2024 4:49 م

المغزى من مقالاتنا حول الخارجية

المغزى من مقالاتنا حول الخارجية

يبدو ان هناك حاجة لي لتفسير مقالاتي الموسومة (الهجوم على الخارجية ومبدأ ان طاح الجمل تكثر سكاكينه)،، اذ لاحظت ان احد الاخوان السيد (ابراهيم محمد) قد تكلف عناء كتابة رد انفعالي دونما التأني وقراءة المقال بروح منفتحة، وقبل ان اتطرق لهذا الموضوع انوه ايضا برد السيد رياض السندي عن مقالي (رياض السندي-دبلوماسي مطرود بشهادة مزورة)، فالرجل اورد مجموعة من الامور يدعي بها ان شهادته غير مزورة، وبصرف النظر عن شكوكي في صحة ما اورده فان كنت تحديدا بهذا الموضوع قد ظلمته فانه لابد لي من ان اعتذر له عن وصفي له بالمزور، ولكني في نفس الوقت اشير الى تطرقه الى نقطة هو بالرغم من انه وضع صورته في احد تعقيباته وردي لي ان لم الاحظه وهذا دليل على اني لا اعرفه،، وبهذا صدق السيد رياض السندي فانا لا اعرفه ولا اعرف غيره، ولا اعرف من الدبلوماسيين سوى واحد او اثنين معرفة شخصية بحكم مراجعتي للسفارة كمواطن عراقي لاكمال بعض الامور القنصلية في فترات متباعدة. ولكن لفت نظري ان احد التعليقات على مقالته اشارة الى ان السيد رياض السندي طلب اللجوء الى سويسرا، ورد عليه هو شخصيا بان طلبه للجوء هو نتيجة للظلم في وزارة الخارجية. وهذا امر بالتأكيد يثير استغراب اي مواطن عراقين فشخصيا عندما طلبت اللجوء انا وكثر من العراقيين في التسيعينات هربنا من طغيان النظام الصدامي الاجرامي. اما في ظل العراق الديمقراطي الجديد فان يطلب موظف وهو اشار الى انه كان قائم باعمال في جنيف اي رئيس بعثة عراقية وواحدة من اهم البعثات العراقية في العالم اللجوء فهذه كارثة ما بعدها كارثة، ولا اشكك في ان السيد رياض السندي كان لديه خلافات مع السفير محمد علي الحكيم، والاخير بالمناسبة من السفراء المرشحين من احد الاحزاب السياسية القوية، ولا اشكك في ما طرح السيد رياض السندي حول ادعاءاته عن سلوك السفير وتجاوزاته المالية ولا اقر بصحتها فالموضوع من الممكن ان يطرحه السيد السندي بوثائق قانونية على الجهات القضائية المختصة والتي هي من يجب ان تحقق في الموضوع فان تجاوز السفير الحكيم على المال العام يجب ان يحاكم فلا حصانة له في العراق. ولكن اعود للنقطة الرئيسية كيف يطلب قائم باعمال ودبلوماسي اللجوء في دولة اجنبية،، لا تحدثنا عن ظلم، فما هو طبيعة الظلم الذي لاقيته من وزارة خارجية العراق الجديد؟؟؟ هل تم نقلك الى بغداد؟؟؟ ثم ماذا؟؟؟،، هل تم طردك من الخارجية؟؟؟ ثم ماذا؟؟؟؟ العراق الجديد به مؤسسات قضائية وكان من الممكن ان تقدم شكواك القضائية وتنتظر حكم القضاء اذا كنت تملك ادلة موثقة،،، ولكن طلب اللجوء من دبلوماسي مو الاسف هذا وصفه الوحيد خيانة للوطن وبغض النظر عن ذرائع المظلومية،، وحسبما سمعت من احد الموظفين في سفارتنا في الخارج، ان عدة حالات نقل تعرض لها دبلوماسيين وقسم من الحالات ربما لم تكن صحيحة بسبب وشايات بعض السفراء ولكن الغالبية رجعت وواجهت التهم ودافعت عن نفسها. وفي نقطة اخرى وعن تهجمه على د.الحاج حمود وبحساب الفارق العمري والعلمي استغرب من هذا التجاوز على هذا الرجل والذي عرفت بانه منذ سنين خلت ليس سوى مستشار للوزير مكلف ببعض الملفات التفاوضية الحساسة، اذن الرجل ليس له صلاحيات تنفيذية في الوزارة، بغض النظر عن اتفاقنا او اخلافنا معه حول كيفية ادارته للملفات التفاوضية. وختاما للاخ السندي نقول قدم اوراقك للوزير الجديد الجعفري وللمفتش العام والقضاء ولنرى هل كنت على صواب؟؟؟ رغم اني اصلا اشك في سبب طلبك للجوء ولكني لا اود ان ادخل في مهاترات، فان كان زعمك ان الوزير زيباري ظلمك وانت كما تدعي كوردستاني ،، فعليك بالوزير الجعفري ولنرى مصداقية ادعاءاتك.
اما بخصوص رد السيد (ابراهيم محمد)،، فالاسف الشديد هو لم يقرأ ربما مقالات السيد السندي وردي عليه، فهذا تحديدا ما نواجهه اليوم ولن اسهب بانجازات الوزير زيباري فهي معروفة ولكن السيد (ابراهيم محمد) له مطلق الحرية في ان يختلف معي، وهذه هي ثقافة الاختلاف التي تعلمناه من الدول التي منحتنا حق اللجوء،، ثقافة الديمقراطية، فرأيه محترم ولكنه مجرد رأي لشخص، وان ايضا لدي رأي وهو رأي الشخصي بنيته على مشاهداتي السابقة لسيرة الوزير زيباري والدبلوماسية العراقية الجديدة.
اما موضوعة اني احترم او لا احترم الاخ الوزير الجديد الجعفري فاني ارفض بالمطلق ان أقول على لساني من اي شخص، فمبدا الاحترام للجميع لدي هو اساسي، ولكني في مقالاتي هذه اردت ان انبه الوزير الجعفري ان تصفية الحسابات بين قسم من موظفي وزارة الخارجية وربما عدد من العراقيين ممن لديهم طموحات او ربما حتى من عدد من الموظفين العراقيين المحليين ستدفع باتجاهات الشكاوى الكيدية، ومن هذه الشكاوى الكيدية عليه ان يتنبه وان يكون ذو صدر رحب يتأنى في اتخاذ القرار، واشير الى ان عدة نقاط سردها السيد (ابراهيم محمد) في مقالته الاولى والثانية ما هي امور كتبت وذكرت على مدى السنوات الماضية ولم يثبت صحتها.. ولكن لا اشكك في سلامة نية الرجل، فهو يطرح او يعيد طرح امورا يريد ان يتم التحقيق بها،، وهذا حق مشروع لاي مواطن عراقي، واتمنى ان تكون لديه وثائق ويطرحها بشكل مباشر على الوزير الجعفري او على المفتش العام للوزارة ، وفعلا نتمنى ان يصحح الوزير الجعفري اي خلل يجده، فرغم ايماني الشخصي بما بذله الوزير زيباري من جهد لبناء الدبلوماسية العراقية الجديدة، الا اني على اقتناع تام بانه لا يوجد عمل متكامل وبالتالي فاي جهد يواكبه نجاح ويواكبه خلل، والخلل لا نعزوه للوزير زيباري لنكن منصفين، بل لجميع الكتل السياسية التي ضغطت لتعيين اتباعها كدبلوماسيين (وهل ننسى ان المالكي اصدر تعليماته بالعفو عن اصحاب الشهادات المزورة مثلا) ، وهل ننسى ان كل حزبا سياسيا وكل شخصية نافذة قدمت قوائم وقامت بضغوط جبارة على زيباري، والرجل رفض قسما منها واضطر لقبول القسم الاخر تحت طائلة الضغوط السياسية الهائلة؟؟ ومن غير الممكن ان نتجاهل ان كل السفراء الحاليين لم يختارهم الوزير زيباري وانما فرضتهم الكتل السياسية فرضا ولذا تجد الكيماوي والطبيب والمهندس وخريج العلوم والبيطري وعديم الشهادة كلهم اصحبوا سفراء ،، حيث رفض مجلس الوزراء والبرلمان معا قبول ترشيح موظفين مسلكيين من الخارجية كسفراء، واليوم نعاني الامرين من انعدام قدرة معظم سفرائنا في الخارج، فعسى ان ينجح الجعفري في ان يخلص الدبلوماسية العراقية من القسم الذي لا نفع منه بل وجوده يشكل مضره.. فالامور السلبية نتمنى ان ينجح الوزير الجعفري في معالجتها وان كان هناك خلل في التعيينات فلا بأس من ان ينظر في هذا الموضوع فهذا واجبه، والامور الايجابية عليه ان يستمر بها، كموقف زيباري ورفضه اعادة تغلل جهاز المخابرات في السلك الدبلوماسي العراقي، فرأي زيباري ان هناك العديد من الوسائل التي يمكن ان ينشط بها جهاز المخابرات العراقي في الخارج دونما فسح مجال له للتغلغل من جديد في السفارات ثم العودة الى مبدأ مراقبة الجاليات العراقية مخابراتياً، فهذا غير مقبول في العراق الجديد، ولكن لهم مطلق الحرية في ان يجدوا وسائل اخرى تحقق اهدافا مخابراتية تخدم الوطن بعيدا عن اسلوب المخابرات الصدامية التي يرغب بعض الضباط السابقين في عودتها للسفارات. ولكل وزير رؤيته فزيباري عين د.الحاج حمود وغيره مستشارين له، ويبقى الامر متروك للوزير الجعفري في ان يستبقيهم او يعفيهم ان وجد لهم في نظره بدلاء بمستوى كفاءتهم.
اذن اصاب الوزير زيباري واخطأ،، حاله حال اي وزير مجد عمل بوطنية وباخلاص، ولكن لا يوجد عمل كامل، وسنرى عمل الوزير الجعفري ونجكم على عمله في مدى صوابه ومدى خطأه، وبعيدا عن اسلوب التمجيد او التصغير، فلا استهداف شخصي في النقد البناء، وربما سنرد على مقالات اخرى من واقع ايماننا بحرية الراي وليس من واقع التعريض بشخص كتابها، كما تصور للاسف الشديد السيد (ابراهيم محمد). واكرر احترم رأيه ولكني اختلف معه. وكما اسلفت فانا وغيري نترقب بكل تأكيد عمل الوزير الجعفري ليس من باب الاستهداف الشخصي له ولكن من باب تقييم هذا العمل من حيث صوابه او عدمه وفقا لرؤية كل متابع.