لاشك ان زيارة الامام الكاظم (ع) من المستحبات المؤكدة التي حرص اتباع مذهب اهل البيت على اداءها في كل العصور ومختلف الظروف …عقود من الزمن مرت والمؤمنون يذهبون لزيارة الامام الكاظم (ع) بذكرى استشهاده بشكل سلس ومنتظم ولكن ليس بمظاهرات المشاية لان ظاهرة المشي لزيارة اهل البيت انفردت لاربعينية الامام الحسين (ع) حصرا وهي موروث شيعي متعارف عليه وقد عجز الحكام والسلاطين والظلمة من محو او محاصرة هذه شعيرة المشاية بكل ما اتوا باجراءات وتدابير ففي عهد النظام السابق كان زوار الامام الحسين (ع) يلبسون ملابس عمال البناء فيسيرون في الليل ويختلطون بساحات العمل بالنهار بحجة انهم عمال مسطروكثير من المؤمنين دفعوا اعمارهم بالقتل او السجن من اجل هذه الشعيرة … لكن خلال هذا العقد الزمني ظهرت حالة تعميم لظاهرة مشاية اربعينية الامام الحسين (ع)تقريبا لكل المناسبات الدينية الخاصة باهل البيت , قد يكون السلوك الجمعي هو المحرك لدافع المشي , لكن بدء يلمس عند الكثير تعارض موقفهم الاستحبابي مع الوجوب الشرعي فكثير من الزائرين يترك عمله الوظيفي دون اذن دائرته بذريعة الزيارة ويعطل مصالح الناس وبدلا ان يحصل على اجر استحباب الزيارة يحصل على اثمها , وكثير من النساء لا تحتشم في مشيها وتظهر مفاتن جسمها فتاثم , والادهى من ذلك الزائرون يقطعوا الطرق العامة ويزاحموا المارة في اعمالهم كما حصل في طريق بغداد – كوت بان جعل ممر واحد على مدى سبعة ايام وقد حصلت عشرات الحوادث المرورية راح ضحيتها موتى وجرحى , كان الاولى يفترض بالحكومة ان تجعل طريقا خاصا للمشي في محرم الطريق العام ولا اعتقد كلفته كبيرة خاصة اذا نفذت بمراحل وعلى مدى سنوات كما هو لطريق الزائرين بين بغداد وكربلاء … ويبقى السؤال المهم هل الامام المعصوم (ع) يقبل زيارة شخص ارتكب معصية بحجة الزيارة ؟ الواقع لا يقبل الامام هذه الزيارة بدليل شرعي وعقلي.
وبعيدا عن ثرثرة وازداجية بعض رجال الدين ونفاق السياسين من قتل الامام الكاظم (ع)؟!
والسؤال الاخطر هل يعلم هؤلاء الزوار من هو قاتل الامام الكاظم (ع) ؟ فان كانوا لا يعلموا فهذا ماخذ كبير عليهم حيث ان زيارتهم لم تكن بوعي ومعرفة الامام وسيرته وحقه وحقيقته , وان كانوا عارفين ان قاتله هو هارون الرشيد فاعتقد الاولى من الزيارة ان نلعن القاتل الظالم وليس تمجيده ورفع شانه وجعله رمزا بان يطلق اسمه على شارع ومقهي وجامعة ومصرفا وقناة فضائية بل يطلق على مدينة بغداد بكاملها , اليس يزيد والرشيد وقبله المنصور في درجة واحدة من الجريمة لان يزيد قتل الحسين (ع) لماذا يزيد معلون ولماذا الرشيد والمنصور رموز دون يزيد ؟ الم يكن الائمة المعصومين بمستوى واحد من المكانة والقدسية ؟ فاذا بقي الرشيد والمنصور رموز نسمي باسماءهم فانا لا اعيب ولا استنكر على احد ان يسمي احياء او شوارع او مؤسسات باسم يزيد بن معاية او الشمر وسؤالي هل احد يستطيع ان يتجرا ويلغي هذه التسميات ويرفع وثن المنصور قرب مدخل مدينته او يغير اسم شارع الرشيد ؟ لا اعتقد احد يمتلك من الشجاعة والقدرة والمسؤولية ان يفعل ذلك ؟! انا لا اقبل من احد يتفلسف برؤسنا بقوله هذا موروث حضاري عباسي اقترن باسماء هؤلاء فان سنة النبي الاعظم(صلى) اولى باعتمادها فقد قبل اسلام وحش ولكن قال له غيب وجهك عني فانك قاتل عمي الحمزة فهل يامن تدعون الولاء لاهل بيت النبي انتم اكبر قلبا واكثر صفحا تسامحا من النبي (صلى) ؟!
لقد احببت ان اعرض لكم تغريدة للشيخ السعودي حسن بن فرحان المالكي على صفحته الشخصية في 16-3-2013والرجل ليس من اتباع مذهب اهل البيت ولكنه منصف ولسانه صادق حيث قال: (كل طاغية منحناه لقباً جميلاً… مثل: “ناصر السنّة” وآخر “المنصو”ر وثالث “الرشيد” ورابع “خال المؤمنين”… كل الطغاة لهم ألقاب جميلة! هل نحن مسلمون حقاً؟) وانا اقول هل نحن مسلمون ونبغي زيارة الامام الكاظم (ع) طمعا في الاجر ونحن نمنح قاتله لقبا جميلا ؟!