8 أبريل، 2024 2:40 م
Search
Close this search box.

المعنى السياسي للزيارات الدبلوماسية المالكي ممتحنا ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

في 12|12|2011 ستكون زيارة لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الى واشنطن , وقد أعلن عنها رسميا .
هذه الزيارة ستكون أختصارا لكل الزيارات التي تمت بين واشنطن وبغداد , وستتحمل مسؤولية تاريخية لمن يعرف خطورة المرحلة وماذا قطع العمل السياسي من مراحل لدى الطرفين ؟
سأكون مضطرا للحديث من أجل العراق مع السيد نوري المالكي الذي كان زاهدا بالفكر العراقي والعقل السياسي العراقي طيلة وجوده على رئاسة مجلس الوزراء , وزهده بالعقل العراقي وخصوبته يدلل عليه أصراره على وجود من حوله من غير المتخصصين ومن غير ألاكفاء والذين نعرفهم بألاسماء وبالتاريخ وبالتفاصيل ولكننا لسنا في وارد ذكرهم في مثل هذه المناسبة التي نريد للحديث أن يكون فكريا سياسيا يستفيد منه الجميع ومن يعنيهم ألامر ؟
على السيد رئيس الوزراء أن يعلم أن السيد أوباما لم يعد المفضل للشعب ألامريكي في دورة رئاسية جديدة لآسباب كثيرة على رأسها العامل ألاقتصادي ؟
وعلى السيد رئيس الوزراء أن يعلم : بأن القادم المحتمل لرئاسة الولايات المتحدة ألامريكية هو السيد ” مت رومني ” قائد تيار المرمون ” وهو تيار ديني كنسي توراتي متطرف ؟
وعلى السيد المالكي أن يعلم : بأن القيادة ألامريكية الحالية والمستقبلية هي قيادة دينية متطرفة تعتقد أعتقادا جازما بصداقة اليهود وأسرائيل وهي تعمل على التحضير للحرب العالمية ” الخلاص ” التي يسمونها ” بالهرمجون ” لمواجهة يأجوج ومأجوج أما بالقرب من بابل أو في أيران ؟
وعلى السيد المالكي أن يعلم : أن أمريكا تحضر لمواجهة التنين الصيني مستقبلا والذي بلغ النمو ألاقتصادي لديه 11|0 بينما النمو ألاقتصادي في أمريكا هو 8|0 وهذا يعني أن الصين أقرب للسباق المستقبلي , ومن هنا فأن أمريكا تعتبر العراق مكانا للثروات والمعادن ألاستراتيجية لمواجهة تحديات المستقبل ؟ وهذا المعنى هو بيت القصيد الذي لم يدركه السياسيون العراقيون ولا أحزاب السلطة ؟
من هنا تبدأ الحكمة الحقيقية ويأخذ العقل السياسي دوره الذي يجب أن لايغيب لمصلحة العراق والشعب العراقي ؟
وعلى السيد المالكي أن يعلم : أن العقل السياسي المطلوب لمواجهة مثل هذا ألامتحان مغيب وغير موجود لا في الحكومة ولا في الكتل السياسية المتصارعة ولا في أحزاب السلطة ؟ ولكنه موجود بين أطياف الشعب العراقي يراقب ويكتب ويعيش مع المواطنين ومنتشر في مساحات أعلامية بطاقة فكرية تغذي المواقع والصحف والفضائيات وأكتشافه ليس سرا ولا عسيرا لمن يريد النجاة من أحزمة التطويق المحلية والآقليمية والدولية بألوانها الطائفية والعنصرية وبثقافتها التاريخية التي تغترف من سفر التكوين المحرف تارة بكتابة حزقيال بأجزائه 38-39- وتارة تغترف من حشرجات الوهابية المتخلفة عن فهم ألاسلام والمنقلبة على سننه الحضارية ألانسانية بأعلان التكفير وهدر دماء المخالفين ؟
والمالكي لايراد منه أن يكون مفكرا , ولا داهية من دهاة السياسة ؟
ولكنه يراد منه أن يكون حلقة وصل بين المفكر والسياسي ليتم البناء بتوازن , ويراد منه أن يكون عراقيا في السياسة الداخلية والخارجية , لايراد للمالكي أن يظهر حزبيا ينتمي لحزب بمسمياته المعروفة وأن كان من حقه ألانتماء الحزبي الذي لايمنع من وجوده في السلطة , ويراد للمالكي في سفرته القادمة أن يكون وطنيا حتى لايطوق بهامش طائفي أو مذهبي , وأن كان من حقه ألانتماء المذهبي ؟
وعندما يتخلص المالكي من أطواق الحزبية والطائفية والعنصرية يمكنه أن يكون محاورا مع من يعرفون عنه كل شيئ ؟
على السيد المالكي أن يعلم أن تقريرات السفراء ألامريكيين في العراق من أيام بول بريمر ستسبقه الى قراءات البيت ألابيض وتلخيصات وزارة الخارجية التي تحتفظ بقسم كبير ومتخصص بشؤون العراق ؟
على السيد المالكي أن يعلم ويعي تصاعد التوتر بين أمريكا التي سيزورها وبين أيران الزائر الدائم للعراق , وهذا التوتر الذي ربما يسبق زيارة السيد المالكي بشرارة هنا أو هناك وفي كلا الحالتين على السيد المالكي أن يعد نفسه للحالتين قبل وبعد وقوع شيئ ما ؟
على السيد المالكي أن يكون حذرا فمن سيزوره لايتوقع منه طرح موضوع التوتر بينه وبين أيران فللطرف ألامريكي أجندته الخاصة في ذلك وهو يعرف مع من يتشاور في مثل هذه المواضيع الحساسة ؟
على السيد المالكي أن يستجمع كل طاقته لتفاصيل ألانسحاب ألامريكي وما يتعلق بذلك من تفرعات لعل مسألة المدربين ألامريكيين غير ذات أهمية بالنسبة للجانب ألامريكي في الظاهر ولكنها تعتبر من المجسات التي تستعمل لآختبار النوايا وصاحب ألاختبار يمتلك مفاتيح كثيرة منها ” الفصل السابع ” وعقدة الطاقة الكهربائية , وتراخيص النفط والتي تمثل للجانب ألامريكي شهية لاتضاهيها شهية أخرى , ومسألة السماء العراقية وحمايتها وهي من أهم المسائل ألامنية التي لم يعرف الجانب الحكومي العراقي التعامل معها ولذلك ظلت تمثل ثغرة أمنية كبرى غير منظورة ألا للمتخصصين , ومسائل الحدود وأكثرها حساسية الحدود التركية التي تعتبر جزءا من ألامن ألاوربي الذي وضع منظومة درع الصواريخ لحماية أسرائيل وليس تركيا ؟ وستبقى مسائل المياه وميناء مبارك الكويتي بالمشورة البريطانية والدعم ألامريكي تحتاج ذكاء ولباقة المحاور العراقي ممثلا بالسيد المالكي فهل يتحقق ذلك ؟
الوفد المصاحب للسيد المالكي سيكون ترجمة لنجاح السيد المالكي من عدمه في نظر مستقبليه ؟
طريقة التعامل مع الجالية العراقية في أمريكا وألاهتمام بها نرجو أن لاتتكرر سلبيات الزيارات السابقة ؟
ليعلم السيد نوري المالكي أن هناك أختبارات وأمتحانات كثيرة لمن في الحكم في العراق وربما ستكون هذه الزيارة أن حصلت هي أخر ألامتحانات للسيد نوري المالكي ؟
وهناك ملفات كثيرة ولكننا نميل الى ألايجاز وألاختصار نرجو أن يقرأ السيد المالكي هذه المقترحات بروح المسؤولية وأن لايتركها بيد من هم حوله فهم سبب عدم تواصله مع من ينتفع منه العراق ومن يريد خيرا للعراق ؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب