هل هناك شك اننا نعاني بالدرجة الأساس من انهيار الذات العراقية، إلانا العراقية، الشخصية العراقية
الانسان العراقي؟ اننا نمر في مرحلة الالتصاق بين العراقي والتأريخ، اننا نمر في بمرحلة الجمود الفكري والثقافة السمعية والمنبرية والوعي السطحي الذي يلغي الاخر المختلف.
ماقيمة الديمقراطية من دون وعي؟ ماقيمة المواطنة من دون قراءة ؟ ماقيمة الكتابة في ظل السعي المقصود لنشر التجهيل الديني والمعرفي والانساني والأكاديمي.
ماقيمة الانسان العراقي؟ الذي يسعى البعض الى جعله سجينا وحبيسا للروايات الدينية ذات الطابع الانتقامي التي تكرس الكراهية وتنشر العنف الفكري والغاء الاخر.
يمر المجتمع العراقي حاله حال الوطن العربي بالبداوة الفكرية، طلاب لايقرأون وشباب لايميزون بين الحابل والنابل بين المعمم الواعي وبين المعمم الذي يسعى لنشر التجهيل.
سلطة القراءة، هي التي تبني الذات العراقية، المواطن القارئ أفضل بكثير من المواطن الذي يستمع، المواطن الباحث أفضل من المواطن الذي يتلقى اي شيء ويصدق به ويعتقد ذلك ويعمل عليه.
سلطة القراءة تنقذ الجميع، السياسي ، الجامعي ، الإعلامي ، سائق التكسي ، المصرفي ، المثقف بنوعيه الفعّال و الكسول، الجندي ، الضابط.
نحن بالأساس نعلن يمن انهيار ثقافة احتواء الاخر المختلف، للأسف الشديد حاول بعض المؤسسات الدينية والمتطرفة وحتى المدنية او الذين يدعون أنفسهم انهم مدنيون ان يعرفوا كل اخر مختلف هو عدو على الواقع!
لا اعرف لماذا او كيف يصعد معمم على المنبر وهو لم يحصل على الثالث المتوسط؟ لينشر معلومات وروايات قد تضر بالامن الإنساني وتزيد الفجوة الطائفية في البلاد؟ قد يقابل هذا السؤال اجابة نمطية مكررة بملل ان الشهادة العلمية ليست كل شيء لكنها بالاخير مقياس لنمو الفكري المعتدل.
لابد ان يكون رجل الدين المعمم مثقفا بالدرجة الأساس وقبل هذا لابد ان لايحمل أفكارا اجتثاثية تلغي الاخر الذي لايرافقه بالرأي
في هذه المرحلة لابد ان يكون الوعي الثقافي منتشر بكثافة لتقابل موج التجهيل المقصود، فاذا انتشرت القراءة الواعية، تعزز معها بناء الانسان العراقي وإذا بني الانسان بُني المجتمع واذا المجتمع بنُيت المؤسسات وإذا بُنيت المؤسسات بنُيت الدولة ومن ثم الحكومة.