18 ديسمبر، 2024 10:45 م

المعممون بين الدين والسياسة !!!!

المعممون بين الدين والسياسة !!!!

قبل فترة اصدر ملك المغرب امرا يقضي بمنع رجال الدين وخطباء المساجد والجوامع من المشاركة في العملية السياسية للمحافظة على مدنية الدولة …
جاء هذا الامر بعد ان تمادى رجال الدين المغاربة بزج انفسهم في العملية السياسية وهذا ما يتنافى مع اسس الدولة المدنية في المغرب .. التي يراد منها ان تكون دولة مؤسسات وليس دولة دينية ……
وهذا هو عين العقل برأيي فما من رجل دين في العالم زج نفسه في العملية السياسية للدولة المدنية الا وقد اساء لها لان ذلك يتنافى وميزات وصفات الدولة المدنية الديمقراطية التي تؤمن بالحريات بكل اشكالها وانواعها دون ان تكون هناك اساءة الى القيم الاجتماعية المتفق عليها على عكس بعض رجال الدين الذين يحللون لانفسهم ما حرم على الاخرين.
ولكن ما نجده في العراق يجعل من دولتنا دولة ((ليست ذات هوية )) ودولة (( فوضوية )) لا يحكمها دستور او قانون …
فالعراق في دستور الدولة العراقية هو دولة مدنية .. ولكن لو جئنا الى المؤسسات التي تشكل الدولة لو جدنا بعض رجال الدين قد تركوا اماكنهم الحقيقية في ((دور العبادة من مساجد وجوامع )) وزجوا انفسهم في العملية السياسية … عدد كبير جدا تراهم نوابا ووزراء ومديرين عامين يعملون في مفاصل الدولة كلها ….
هذا اضافة الى كثرة الاحزاب الدينية التي تركت واجباتها الدينية وتمسكت بالسياسة لهدف (( مخفي )) وهدف (( معلن )) كموضوع (( التورية )) في علم البلاغة والذي يكون فيه للكلمة معنيان معنى قريب معلن ومعنى بعيد يقصده الشاعر
ف ((المعلن )) لدى بعض رجال الدين والاحزاب السياسية هو لتاسيس تسوية اجتماعية بين الناس والتاثير على الاحزاب المدنية والتقدمية والعلمانية ووقوفهم ندا لهم ولافكارهم .
و (( المخفي )) من مشاركتهم في السياسة العراقية هو للحصول على المكاسب المادية والمعنوية باي شكل من الاشكال ….. لأنهم لو تمسكوا بالجانب الديني سيخسرون حصتهم من الكعكة التي اتفقوا على تقسيمها بينهم .
فما الذي سيجنونه من جلوسهم في المساجد والجوامع وتوعية الناس وارشادهم دينيا ؟؟؟ هذا فعل لا فائدة مادية منه كما يتصورون .. اما الربح الكبير في رأيهم هو في ممارسة العمل السياسي ….
لذا لا ترى اي حزب ديني خارج العمل السياسي بل ان بعضهم ترك الدين ودخل السياسة ولم تعد (( للعمامة )) قيمتها اوهدفها… ف (( العمامة والجبة )) يستبدلان ب (( بدلات السموكن الفرنسية )) حينما يصعد الطائرة والتوجه خارج العراق
اليس من المفترض ان يكون مكان رجل الدين الحقيقي في كربلاء المقدسة والنجف الاشرف والكاظمية المقدسة اضافة الى الجوامع والمساجد في كل مكان من العراق ؟؟؟؟؟؟
اليست هذه الامكنة هي امكنتهم الحقيقية ؟؟؟
فان انغمس بعض رجال الدين في السياسة فمن سيرشد الناس ويوجههم الى الطريق الصحيح ؟؟؟؟؟؟
اليس هذا واجبكم يا رجال الدين .؟؟؟
اذن على دولتنا وبرلماننا ان يشرعوا قانونا يمنعون فيه كل رجل دين وكل حزب ديني من المشاركة في الانتخابات بنوعيها وبالتالي منعهم من المشاركة في العمل السياسي حفاظا على الدولة المدنية في العراق التي تضم قوميات واديانا وطوائف مختلفة ..
ولكن من الشجاع الذي يمنع رجال الدين من العمل السياسي ؟؟؟؟.
فالعمل السياسي بالنسبة لبعض رجال الدين في العراق يعني الغنى ويعني الحياة .
عاشت الاديان التي اغنت رجالها وغيرت ملابسهم وجعلتهم يتلونون مع الوان قوس قزح ..
متى سنعيش الدولة المدنية في العراق فعلا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟