يقول وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف ان فرنسا اغلقت اكثر من ١٢مسجدا وداهمت اكثر من ١٢٠٠ منزلا مسلما وتحقق الان مع اكثر من ٣٠٠ شاب مسلم ووضعت تسعة منهم رهن الاقامة الاجبارية وشددت على منع ارتداء الحجاب منذ تفجيرات باريس.
تصرف فرنسا بعد اعلان حالة الطوارى اتثبت حقيقة واضحة ان الغرب بات لايفرق ابدا بين داعش والاسلام وبين المتطرفين والمعتدلين ويتحمل ذلك صراحة رجال الدين الذين يدعمون التطرف والقتل وسفك الدماء وتفجير الابرياء وازهاق ارواح الناس وهم اخوان الشياطين وعشاقهم بل هم اضل سبيلا و يرافقهم المعممون الجهلاء الذين لايقرأون الا هامش التأريخ و يجرون الناس نحو الافكار السيئة ويعملون على تشبيح الدين وتعصبيه وتحويله الى فوبيا وينامون في احداث الماضي ويتجاهلون المستقبل وينشغلون بأمة قد سبقت لها اجرها وعليها ذنوبها.
وليس سرا أن سمعة الاسلام بفضل داعش واخواتها من الحركات المتطرفة تضررت كثيرا وتحول الاسلام من مفهوم سلام الى مفهوم دم وجثث ورؤوس مقطوعة .
لقد اكلت داعش الكثير من الاسلام هذه الحقيقة المرة التي لابد ان يتجرعها المسلمون ليحافظوا على ماتبقى من سمعة الاسلام، تحول جزء ليس يسير من المسلمين الى قنابل غير موقته تنفجر بغض النظر عن الوقت والزمان.
نعيب على داعش كيف نشأت بهذه السرعة ونغض النظر عن الكتب والمناهج الداراسية والصحف ووسائل الاعلام واصحاب المنابر الداعشية وخطب الجمعة الانتحارية وساحات الاعتصام السوداء والسياسيين والمحللين الطائفيين اصحاب الوجوه الصفراء.
ملخص القول الاسلام في خطر كبير، والمسلمون ولاسيما الذين مازالوا يدعمون داعش والحركات المتطرفة الاخرى هم الاقرب والاشهى الى السيف والعبوة والصاعق والقنبلة التي بيد داعش.
ومعلوم ان العراق وسوريا يخوضان حربا شرسة ضد داعش وتتوقع السعودية(مصنع التكفير) وتركيا(داعشية الهوى واخوانية العقل) ومصر والبحرين وقطر والاردن والمغرب و تونس وغيرها من الدول انها بعيده عن هذه الحرب، لكنها على شفا حفرة من هذه الحرب.
مطلوب من دول المنطقة ان ارادات ان تبعد شعوبها عن اذى التطرف والتدعيش ان تبدأ بحرب فكرية ضد منابع تأسيس التطرف والقتل ونشر مفاهيم انسانية وترك نغمة الدين يثبت بالسيف والعمل بما يتناسب مع حجم التحديات التي يفرضها واقع وجود داعش واخواتها في المنطقة ومحاسبة رجال الدين الذين يبثون الفتنة ويعتاشون عليها، فلا فائدة من اطلاق الرصاص على الدواعش من دون اعلان حرب فكرية شاملة ضد الفكر الداعشي وهذا بيد المعممين الذين يخافون على الاسلام وبيضته وانسانيته!