المعلم هذا الكيان الإنساني الذي تتدفق الحياة من جنباته كلمات وحركات، ومهما حمل من بؤس النظام الدكتاتوري البائد فهو ما زال يزرع الأمل في نفوس طلبته بأن الظلم زال والخير آتٍ وأن الباري جلت قدرته أوصانا بالصبر والصلاة على مكاره من تسلق على أكتافنا ونسوا المقهورين المعوزين وهم في سدة الحكم (الجمهوري) الجديد الممتد منذ عام 2003 ، والطلبة لهُ منصتين وهم غير مصدقين أن معلمهم المحمل بالتفاؤل في التغيير يسكن في دار مؤجرة ويأمل بالحصول على سلفة المائة راتب، ولم يتوقف عن سرد الحال فبقية المقال للمعلم القدوة الزاهد حيث زاد:
طلبتي الأعزاء…بعدَ معاناةٍ لم يحسب العراقيون مدى الحظوة التي سيحتلها جهابذة السياسة أمام تجربتنا الديمقراطية الحديثة التي انجبت لنا لاعنيين و سبابين ومشككين بكل مفاصل التغيير في عراقنا الجديد، ومقابل التدخل السافر من (الأخوة والأصدقاء!!) في محاولة رسم خارطة مستقبل العراق غير آبهين للإنسان العراقي حقه في الاختيار ، ستجرى الإنتخابات لمجالس المحافظات كما جرت انتخابات مجالس النواب في سالف الأعوام لتتوج عراقنا الجريح بأكاليل المسيرة الديمقراطية ولتعطي أملاً في الأمن و السلام وبناء دولة المؤسسات.
وليس عيباً أن نقول، والحديث ما زال للمعلم الجليل، ان الدور الذي سينوء به عضو مجلس المحافظة سيصب في إعداده وتدريبه وتأهيله للمناصب السياسية الكبرى في الحكومة والبرلمان، مما يساهم في تجديد حيوية المجتمع ويضمن مشاركة عناصر مجربة جديدة في وضع السياسات.
ولربما في ظن أحدكم، طلبتي الأعزاء، أن ثمة مقاصد أخرى من هذه الإنتخابات في التعبير عن مبدأ أن الشعب هو مصدر السلطات، وانتخاب الحكام، وتسوية الصراع على السلطة بطرق سلمية، وتوفير الشرعية الشعبية للحكام وآلية التداول على المناصب السياسية العليا ومحاسبة الحكام. هذا فضلاً عن أنها تمثل مصدراً لتوعية وتثقيف المواطنين وتجنيد السياسيين والقادة المنتجبين.
ايها العراقيون (لهجة حماسة الخطاب استعرت لدى المعلم متناسياً أنه يخاطب طلبة)، وحدوا كلمتكم ، رصوا صفوفكم، إن قدركم أن تكونوا في بلدٍ لن يستقر ولن يتقدم ما لم تضحوا من أجله ابتداءً من التغاضي عما يفرق صفوفكم والتطلع الى تحقيق ما يخدم ويسعد أبناء شعبكم، أعيدوا للعراق وجهه المشرق بعد عقود من السنين العجاف، وإنهضوا به موحداً معززاً بأبنائه وبناته الخيرين، لتستكملوا الطريق الى حرية العراق وتحريره مما زرعه الإحتلال وبناء مستقبله الزاهر..
الآن أنتهت المحاضرة، شكراً لإصغائكم، تفضلوا بالخروج.