يقبل المعلمون على اكمال دراستهم في الكلية التربوية المفتوحة العائدة الى وزارة التربية لادراك ما فاتهم وتطوير قابلياتهم والتعلم والاطلاع على المعلومات واساليب وطرائق التدريس الحديثة وما الى ذلك من الاهداف التعليمية والتربوية التي يمكن الحصول عليها للارتقاء بمستوياتهم العلمية. وهذا هدف تخطط له الجهات القائمة على التعليم في مختلف البلدان، بل ان بعضها حظر الانخراط في سلك التعليم الابتدائي من دون التخصص والحصول على شهادة البكلوريوس ونرى في بعضها فئات من الاسرة التعليمية تحمل شهادات عليا وهي تدرس المرحلة الاساسية للتعليم.. والاهم ان ذلك يجري بقناعة المعلمين ولا نراهم يبحثون بشتى السبل عن فرص للانتقال الى مرحلة اعلى من تعليم الطلبة وذلك لاهمية التعليم الابتدائي والامتيازات التي تحضى بها هذه الفئة من العاملين. لا خلاف ان الاساس الرصين في التعليم يكتسبه التلميذ في المرحلة الابتدائية، فهو يتعلم القراءة والكتابة وعلى ضوء الجودة والاتقان يتقدم في المراحل الاخرى، فلا يمكن لتلميذ لا يجيد القراءة ان يجتاز المرحلة المتوسطة والاعدادية وايضاً ما لم يجد الكتابة الى جانب بقية العلوم الاساسية الاخرى التي تعتمد بنسبة مئة في المئة على اتقانه القراءة. من هذا وغيره جاء الاهتمام والتفكير بالكلية التربوية لتطوير قابلية المعلمين، وافتتح النظام السابق هذه الكلية ليس في بغداد وانما بعدد من المحافظات لاستيعاب اكبر عدد ممكن من الراغبين في الدراسة واعطى او بالاحرى وجه مدراء المدارس بمراعاة ظروف المعلمين الدراسين في هذه الكلية في جدول توزيع الدروس وغيره.. والاهم من ذلك يتمتع المعلمون الذين تخرجوا فيها بالامتيازات المادية للشهادة ومساواتهم مع اقرانهم من الذين اكملوا الدراسة في الكليات وهذا صدر بقرار من مجلس قيادة الثورة انذاك وتم الالتزام بالقرار وتطبيقه وتخرج الاف الذين اسهموا في العملية التربوية بشكل محسوس وملموس. الان لا تسمح وزارة التعليم العالي للخريجين باكمال دراستهم بل ان شهادة البكالوريوس التي تمنح لهم تحاول الالتفاف عليها والتقليل من شأنها والانتقاص من حامليها والسعي الى الغاء قرار اعلى سلطة تشريعة آنذاك بعد الامتناع عن تطبيقه في ظل النظام الجديد لحالة من الانفلاش في الدولة وفرض سياسة الامر الواقع. المشكلة امام البرلمان وهي تخص اكبر شريحة عاملة في الدولة تضم خريجين بالالاف من هذه الكلية والدراسة مستمرة بها اذ قبل ايام دعت وزارة التربية المعلمين الراغبين في الدراسة الى التقديم للكلية في بغداد والمحافظات .. فيما يحاول بعضهم تحويلها الى معهد للتدريب على خلاف الحاجة ورغبة الدراسين والخريجين منها. من عناصر تطوير العملية التربوية الاهتمام بالمعلمين احد الاركان الرئيسة فيها كي تنهض على اسس صحيحة وسليمة هذه الفئة الاوسع في المجتمع التي ينتسب اليها اكثر من نصف مليون انسان ان أي ارتقاء في مستواها الثقافي والمعرفي ينعكس ايجاباً في كل الصعد بالبلاد ويعطي دفعة قوية للاصلاح الشامل.. واخيراً نقول ان تحفيز الاسرة التعليمية اسهامة رشيدة لمعالجة مشكلات التعليم وانتشاله مما هو فيه من ترد وتخلف.