6 أبريل، 2024 10:31 م
Search
Close this search box.

المعركة التي تسبق معركة الموصل

Facebook
Twitter
LinkedIn

كشفت صحيفة ذي ليف كرونيكل الاميركية ، أن الفرقة الاميركية المحمولة 101 اكملت استعداداتها للانتشار في العراق فيما اكد قائد الفرقة ان معارك تحرير مدينة الموصل ستكون صعبة جدا. ونقلت الصحيفة, عن القائد الجنرال غاري فولسكي قوله إن “مدينة الموصل هي جوهرة التاج في العراق والقتال فيها سيختلف عما كان في الرمادي”. وأضاف أن “العملية العسكرية فيها ستكون صعبة جدا لكن العراقيين يتدربون من اجل ذلك”، مشيرا الى أن “الفرقة ستكون مسؤولة عن 4000 جندي من التحالف من 18 بلدا. وتابعت الصحيفة أن “500 جندي من مقر الفرقة 101 الرئيسي سيتوجهون الى العراق فيما سينضم اليهم 1300 جندي من اللواء القتالي الثاني في وقت لاحق”.
قال السيد العبادي ” لا يمكن للحكومة ان تقف بوجه اي عراقي يريد ان ينال شرف المساهمة في طرد الارهاب من ارض العراق او ان تحرمه من القيام بواجبه الوطني تجاه العراق ولايمكن لها ان تفرط باي جهد عسكري عراقي “.
يصر حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء على اشراك الحشد الشعبي في معركة الموصل ، في حين يرفض ابناء الموصل ونوابها وعشائرها مشاركة الحشد الشعبي ، وكذلك يرفض التحالف الدولي بقيادة امريكا اشراك الحشد , ان الاصرار على زج الحشد بمعركة الموصل يمكن أن يؤدي الى حرب طائفية جديدة ، اشرس واقوى وابشع من تلك التي اشعلها ابراهيم الجعفري عام 2007.
اعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لو فول , أن فرنسا والولايات المتحدة تعدان لضربة منسقة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الموصل العراقية.
وقال لإذاعة فرانس انفو، إن “وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان يعد مع الأمريكيين لهجوم منسق على الموصل”.
وزير الدفاع العراقي السيد خالد العبيدي قال , تهربا من الاجابة عن سؤال محرج , ان القيادة العامة للقوات المسلحة هي التي ستقرر الجهات التي ستشارك في تحرير الموصل .
وقال مدير اعلام الحشد الشعبي النقيب عصام الدين عبد الله في حديث صحفي أن “بعض فصائل الحشد توجهت الى الموصل للمشاركة بمعارك تطهيرها من داعش “
ذكر متحدث عن السيد اسامة النجيفي ” ان القوة التي تشكلت من ابناء الموصل لتحرير المدينة قد أتمت تدريبها بعد ان وصلتها اسلحة متوسطة من تركيا ” وفي هذا المجال ذكر ناطق باسم الحكومة التركية ” ان تركيا لا تؤيد اشتراك الحشد الشعبي في عملية تحرير الموصل “.
ذكر ممثل الامم المتحدة في العراق “ان معركة الموصل قد تؤدي الى مجزرة تفوق ما حدث في العراق الى حد الآن بسبب الوضع في المنطقة , وفي العراق بالذات ,
ولم يشرح المسؤول الاممي أسباب ذلك .
ان الاسباب التي تجنب ممثل الامم المتحدة الاشارة اليها معروفة للجميع , أهمها تداخل الخنادق في المعركة وتعدد مراكز القوة , وصعوبة خلق مقر مسيطر على جميع القوات المشاركة في المعركة , وتنوع النوايا التي يتبناها المتلهفون لتحرير المدينة , فبالاضافة الى الرغبة الوطنية في تطهير العراق من فلول داعش الارهابية هناك اسباب مذهبية وطائفية وتنفيذ اجندة فارسية تسعى الى اشباع شهوة الانتقام والحقد التاريخي وجعل العراقيين يتقاتلون فيما بينهم .
كل السياسيين والعسكريين يعلمون ما هو الحشد الشعبي الذي يضم بين صفوفه , وليس كله , ميليشيات تابعة لأيران تنفذ أوامر قاسم سليماني وترفع صور خامنئي وخميني مع شعارات طائفية مقيتة لم يعهدها الشعب العراقي , تقاتل وكأنها جاءت لقتل العراقيين وليس لمقاتلة داعش الارهابي , ولم يسلم من شرورها المدنيون من الرجال والنساء والاطفال , وحتى دوائر الدولة ودور المواطنين والجوامع والبنى التحتية كما حدث في بيجي المنكوبة وديالى وتكريت والرمادي والفلوجة , من دون ان يتمكن لا وزير الدفاع ولا القائد العام للقوات المسلحة من محاسبة المجرمين والمخربين الذين يطلق عليهم ( المندسين ) لمجرد التغطية على تقصير القيادات . سيدي القائد العام للقوات المسلحة , لا اعلم من هو مستشارك العسكري , لكني أعلم ان رئيس اركان الجيش هو القائد الميداني للجيش , وهو من يقدم المشورة للقائد العام للقوات المسلحة في ما يتعلق بالشؤون العسكرية , ولكن أين رئيس اركان الجيش ؟ اذا كان رئيس اركان الجيش غير موجود فتلك غلطة , اما اذا كان موجودا ولكن بلا صلاحيات ولا عمل , فتلك مصيبة .
سيدي القائد , ارجو ان تأخذ بالحسبان أن الاستعدادات التي تسبق المعركة في كافة المجالات , هي التي تقرر نتيجة المعركة , وان ( وحدة القيادة العسكرية التي تعني ان كل المحاربين يتبعون قائدا واحدا ) هو الطريق الاوحد للنصر , وأن عليك ان تعرف عدوك جيدا , ثم لا تخش ان تدخل معه مئة معركة .
سيدي القائد , ان الاستعدادات لمعركة الموصل غير واضحة ولا معروفة لحد الآن , سواء بالنسبة لمستوى التدريب والتسليح وحتى التخطيط , وأن وحدة القيادة هي حالة غير متوفرة الآن ولم يسبق لها ان تحققت سابقا , وان معلوماتنا عن داعش متوفرة لكنها غير كافية , هذه حقائق تجعل معركة تطهير الموصل صعبة بالنسبة
للجيش والقوات الامنية المشاركة , و حالة خطيرة بالنسبة للعراق ومستقبله كدولة موحدة .
كل الاستعدادات لحد الآن هي عبارة عن تصريحات وبيانات , أي مجرد كلام .
معركة تكريت أدت الى تخريب اكثر من نصف الدور والمؤسسات الحكومية والبنى التحتية , وجرى تفجير الجوامع و نبش القبور . ان نفس الشيء حدث في مدينتي الرمادي والفلوجة , ألا أن التخريب كان شاملا وتفخيخ الدور السكنية بالعبوات المتفجرة أشمل , لقد طال التخريب والتدمير تلك المدن وشرد سكانها وكلهم من مكون واحد , أي من المكون السني , بحجة تحريرها من داعش , حتى ان السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء طلب من ابناء الشعب الخروج الى الشوارع والاحتفال بتحرير الفلوجة التي دمرت كمدينة و شرد اهلها وفقد اكثر من 1000 شاب لا يعرف مصيرهم حتى الآن , تم بوشر بحفر خندق حولها لمنع عودة الاهالي لاصلاح دورهم والسكن فيها بعد ان كثرت وفيات الاطفال وكبار السن نتيجة حرارة الجو في المنطقة الصحراوية التي خصصت لهم .
لم يبق في العراق مدينة اهلها من المكون السني لم يتم تخريبها وجعلها غير صالحة للسكن مثل تكريت وبيجي والدور وجرف الصخر والرمادي والفلوجة , الا الموصل .
اذا ما جرى الهجوم على الموصل بحجة تحريرها بنفس عقلية واساليب وخطط ووحدات القتال ( الجيش والحشد الشعبي ) التي دخلت تكريت وبيجي ومدن الانبار فان النتيجة ستكون , تدمير المدينة عن طريق تهديم دور سكانها وتفجير جوامعها وحرق مزروعاتها وتخريب البنى التحتية واخلائها عن طريق تهجير اهلها وتحقيق حلم الانفصاليين بتسليم اراض وقرى معينة الى اقليم كردستان .
اذا ما تم ذلك فان ( السنة العرب ) في العراق سيصبحون عبارة عن مهجرين , ومدنهم مخربة وخالية , لا بيوت لديهم ولا مدارس ولا مستشفيات يعيشون على اعانات الدول المانحة . هل هذه الحالة صدفة أم مدبرة مسبقا ؟ ؟
ما هو الحل اذن ؟ الحل واضح وهو تخصيص قطعات من الجيش فقط , يساندها متطوعون كلهم سنة من محافظة نينوى بقيادة ضباط متقاعدين من كافة انحاء العراق , على ان يكون الجميع تحت قيادة واحدة , وان لا يشترك الحشد الشعبي في العملية مطلقا رغم الضغوط الايرانية المكشوفة , وان يتم اعلام اهالي الموصل ان مقاومتهم لداعش هو امر حيوي لانقاذهم من براثن ذلك التنظيم الارهابي.
لماذا هذا الاصرار الشيعي على اشراك الحشد الشعبي في تطهير المدن السنية التي سلمت من قبل المسؤولين الشيعة كالمالكي الى داعش من دون قتال مثل الموصل ؟ وأين التقرير الذي اعدته لجنة برلمانية برئاسة النائب حاكم الزاملي عن كيفية سقوط الموصل بيد داعش الارهابي ؟ وما هو مصير الاف الاشخاص الذين اختطفوا اثناء تحرير مدن ديالى وصلاح الدين والانبار ؟ وكم عدد المهجرين من العراقيين الذين منعوا من دخول بغداد أو اي مدينة عراقية , وما هو مصيرهم وبعضهم هجر قبل اكثر من سنة او سنتين كمواطني مدن ديالى التي يسعى هادي العامري لجعلها محافظة شيعية ؟ وهل هناك خطة مشتركة ومنسقة بين ( القيادة العسكرية العراقية وقوات التحالف الجوية والمستشارين الامريكان وقاسم سليماني الذي أكد ابراهيم الجعفري انه مستشار عسكري لدى وزارة الدفاع العراقية ) لتحرير الموصل ؟.
ان البدء بعملية تطهير الموصل قبل الاجابة على الاسئلة اعلاه , وقبل تشكيل مقر أعلى واحد يتولى السيطرة على جميع الفرق و التشكيلات والوحدات العسكرية , والارتال والمجموعات المدنية , والمليشيات المسلحة الي ستشترك في معركة الموصل , سيؤدي الى حدوث مجزرة رهيبة وتخريب وكارثة تتحمل مسؤوليتها , امام الله عز وجل , وأمام الشعب العراقي , الجهة التي تتخذ قرار شن الهجوم .
هناك معركة يجب تحقيق النصر فيها قبل البدء بمعركة تحرير الموصل وهي , معركة توحيد القيادة العسكرية , وخضوع جميع القوى المشتركة في القتال لمقر ميداني واحد يشكله القائد العام للقوات المسلحة , وان مخالفة اوامر هذا المقر من قبل اي قوة محاربة , يعتبر بمثابة خيانة عظمى .
هكذا يتحقق النصر في معركة الموصل , وليس بموجب غايات واهواء ونوايا مختلفة بعضها وطني بحت , وبعضها مستورد من دول خارجية منها ايران .
اذا حدث في الموصل ما وقع ويقع اليوم في الانبار وصلاح الدين وديالى , فان النتائج ستكون وخيمة على الجميع , وان ردود الفعل قد تتجاوز محافظة نينوى وتحرق الاخضر واليابس .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب