لم يكن التعرض لشخص الرسول الاقدس شيئا مستبعدا بل هو متوقع جدا لان اعداء رسول الله ” صلى الله عليه واله ” كُثُر فبعضهم لايريد لهذا الاسم ان يطرق الاسماع ولكن هؤلاء كمن يريد ان يستر الشمس بغربال ، ومنهم من يعادي رجلا لا يعرف عنه شيئا ، ومنهم من يعادي ملامحا صنعتها الذهنية الحاقدة التي الصقت كل ما لا يروق سماعه و ما لا يرضاه العقل وكل ما لا يمت للانسانية بصلة وجعلت من هذه التهم الجاهزة شخصاً لايسع أيَ احدٍ ان يحبه او يميل اليه ، ومنهم من جعلناه نحن المسلمين يعادي نبينا الذي ليس في سيرته الا العطاء والحب والانسانية ثم نأتي بعد ذلك لنقول بالحب وننادي بالعشق لهذا القديس الاعظم وما نحن له بعاشقين .
لا يضر إن قال جونز او اخرج باسيل فمحمد هو محمد ، حتى المظاهرات ليست الا تعبيرا عن ذاتنا نحن و لايضر الشمس ذرَ التراب فليكتبوا وليخرجوا الافلام ؛ وانا لا اقصد اننا نترك التظاهر كما قال مفتي السعودية لانه لا يريد ايذاء السيد الاميركي الذي يهمه جدا ان لا يعتكر مزاجه ولو للحظة ولا ما قالته مرجعية السيد السيستاني على لسان عبد المهدي الكربلائي من انه لا ينبغي السقوط فيما خطط له منتجوا الفيلم المسئ وترك التظاهر فإن مرجعية السيستاني تريد الهدوء دوما وابداً ولو على حساب الكرامة وهدرها والتعرض لاقدس المقدسات ، فنحن مطالبون بان نترجم صدق الانتماء ونحمل كرامة الانبياء ونشيع ثقافة الحب والعزة في آن معاً ولا نترك المهرجين يهرجوا والمغرضين ليصطادوا في الماء العكر ونعيش مع المنابع الصافية لرسالات السماء واقدسُها محمد .
لقد كتب التاريخ ” عندنا على الاقل ” سيرة وضاءة لشخص المبعوث من السماء لرحمة العالمين ؛ وهذه السيرة لم يكن لاحد ان يشوهها رغم التشويهات الموجودة في كتب المسلمين المعتمدة ولا بد هنا من الاشارة ان التشويهات مصدرها الدس الذي يملا كتب المسلمين وما زالت هذه المسألة شاخصة لكل من يبحث عن النقاط المضيئة والنقاط المظلمة في تاريخ الاسلام فليست المسألة حديثة العهد ويقوم بها اعداء الرسول من داخل وخارج البيت الاسلامي ، فهذه السيرة تبدا بالتواضع واشاعة المحبة بين الناس من رئيسهم ومرؤوسهم عامتهم وخاصتهم وهذا ما يتبحج به علينا طبقة الساسة الغربيين في ديمقراطيتهم ونظم حياتهم ، ومن سيرته كذلك مشاركته الجياع جوعهم والايتام معاناتهم ليكون لهم أبا حنونا صادقا يتحسس ما في قلوبهم ويمسح عيونهم ورؤوسهم عن قرب ولا ضير فهو الأب لهذه الامة ، كان معلما وطبيبا دوارا بطبه لمن اراد ، ومن تردد ، وحتى من اعرض ، لقد كان ساهراً لينام الناس وكاداً لينعم الناس وعيناً لينظر الناس ؛ وليس في اخلاقنا اليوم ولا في اخلاق الكبار قادتنا شئ من هذه المناقب الرسولية حتى يقول القائل هؤلاء ابناء محمد ، فاذا قالوا ان الاسلام يساوي اسامة بن لادن اكثرنا العويل والبكاء والصراخ ، ولكن لماذا ؟ فهم لايعرفون إلا بن لادن ولا ينقل لهم الاعلام الا ما يقوم به اسامة بن لادن ولا نقدم نحن بديلا يعكس صورة مشرقة لمحمد واسلام محمد . ثم ناتي بعد ذلك لنصيح منفعلين تحت ضغط العواطف – المعذرة يا رسول الله – وكيف هي المعذرة وماذا بعدها ؟
عذرا ايها التاج فليس لنا رؤوس ترتفع كي نضعك عليها وقد اعتدنا ان نطاطأها كي نلحس القفا صمتاً ، ولم ترتفع مذ تشبه رجالنا بنسائنا ، ومذ بدأنا نقفز على الحقائق من اجل الفتات الفتات ونصطنع لانفسنا المعاذير المهينة في زمن الذل والهوان ، وقد صار بعضنا يكذب بعض ويلعن بعض بل صرنا نكذب حتى على انفسنا ..
فكلنا باسيل وكلنا جونز وكلنا يرسم وكلنا يقول وكلنا يسئ فما بال الاباعد وماذا ننتظر منهم الا ان يرسموا ويمثلوا ويقولوا ويسيئوا .