لقد ولد في السنوات الأخيرة معتقد جديد اسمة”المحرقة اليهودية” وأصبح كل رافض أو مشكك لهذة الاكذوبة مارق وشرير وغير انساني، وسعت ألصهيونية العالمية بكل نفوذها وقوتها السياسية والفكرية لتجذير هذا المعتقد وتحويلة للعنة عالمية تستند لعقدة الذنب وممارسات النازية الهتلرية والتي اكتوت بنارها معظم الشعوب الاوربية وغير الآرية تحديدا.
كما انعكست ممارسات هذا “الدين” الجديد المزيف في كافة مجالات الادب والفن والسينما تحديدا وأصبحت قصص اضطهاد اليهود ومعاناتهم أو انتقامهم اللاحق جواز سفر للمخرجين والممثلين الطامحين بالحصول على الجوائز العالمية والاوسكارات، لنأخذ مثالا فيلم “القارىء” الذي نجح في الحصول مؤخرا على الاوسكار لتطرقة باباحية ورومانسية مبتذلة لقصة امرأة ألمانية ساعدت عن غير قصد في اعدام عدد من المعتقلات اليهوديات، وآخر هذة المهازل السينمائية اخر فلم للمخرج السينمائي الشهير “كونتين تارانتينو” والذي يتطرق لقصة يدعي أنها واقعية وانها حدثت خلال الحرب العالمية الثانية وخلف الخطوط في ألجبهة الفرنسية، حيث يقوم فريق من المجندين اليهود باقتناص الجنود النازيين وقتلهم بوحشية وحتى التمثيل بجثثهم! وقد حمل فيلمة هذا لمهرجان كان على أمل الحصول على السعفة الذهبية، ولا شك في الاستخدام الذكي الموجه للقدرات التقنية
والاخراجية الباهرة التي يتمتع بها هذا المخرج صاحب سلسلة”اقتل بيل”الشهيرة والتي نجح ربما بتسخيرها هنا
ببراعة ودهاء لمصلحة ألسياق الفكري لهذا الفيلم “المصطنع وغير المقنع”، حيث المغزى من هذا القتل الشنيع هو الانتقام الثأري والترويع والتخويف، حيث يتحول فعل الاجرام والقتل العنيف هنا لمغزى اخلاقي تخلق لة المبررات، ألم يقل شمعون بيريز أثناء الهجوم على غزة انة “لا يريد للاطفال سوى الهواء النقي والسماء الصافية”!
أما الهدف الاسمى الذي سعى اليه هذا المتصهين الجديد فهو اعلان انتسابة للدين العالمي الجديد واستمالة رضاهم والفوز ببركتهم تمهيدا للحصول على الاوسكار
مستقبلا أو حتى للحصول على عروض اخراج جديدة وفرص تمويل! اصابني الاشمئزاز وانا اشاهد هذا العرض العنيف واستعرضت في ذهني مشاهد التدمير والقتل الشنيعة التي مارسها الجنود الصهاينة في الحرب الاخيرة على غزة وشعرت بوجود ايحاء خبيث موجة اساسا للمشاهد الغربي العادي (القليل الوعي سياسيا) بأن يتقبل اخلاقيا ممارسات القتل الفظيع للمدنيين الفلسطينيين الابرياء كونهم ايضا أعداء اليهود التاريخيين وكأنة يقول: هكذا مصير من يعادي اليهود “شعب اللة المختار” أيا كان!
على كل أرجو ان يكون هذا الفيلم هو السقطة الكبرى لهذا المخرج وأن يخرجة نهائيا من قائمة المخرجين العباقرة، وأتمنى ان يتخلص الكتاب العرب من الرياء والخوف وأن يفضحوا ممارسات هذا المخرج وأمثالة، وأذكر بمرارة كيف رفض مدير موقع ثقافي عربي “شهير” مقيم بلندن نشر ملخض أنجزته لكتاب “اسطورة التكوين” بحجة خوفه من الرقابة البريطانية!…وبنفس السياق في العام 1994 حاز فيلم ” لائحة
شيندلر ” للمخرج الامريكي اليهودي ” ستيفن سبيلبيرغ ” على سبع جوائز اوسكارية . وقد صنع سبيلبيرغ فيلمه وفقا لنغمة الدعاية الصهيونية عن اليهود ومحارق النازية , يدور الفيلم حول حياة رجل اعمال نمساوي كاثوليكي نجح اثناء الاحتلال النازي لبولندا في انقاذ حوالي 1100 يهودي من الموت !
أما آخر مهازل ضحايا المحرقة المزعومة فتتمثل في قراري تغيير المسميات العربية في فلسطين وفي انكار النكبة، وكما قال احمد الطيبي انها محاولات لتهويد الرواية، فهل علينا كعرب ان نتحلى بالشجاعة الفكرية وننكر مبالغات المحرقة المزعومة كما ينكرون المسميات العربية للمدن والقرى الفلسطينية وكارثة النكبة! ام نبقى نسير في درب النفاق الغربي ونرضخ الان للحرب الثقافية التي تشن ضد ما تبقى من فلسطين وشعبها، ونروج للتطبيع الشامل المجاني “الغير مبرر” مع كافة الدول العربية بالعلن والسر وبدون مقابل، والمطلوب هو وقف للتعامل مع هذا المغتصب الشرس للارض والتراث والقاتل الصهيوني المجرم…ويبدو للأسف وكأن بوصلتنا النضالية قد تاهت اخيرا، فغرقنا او كدنا بمستنقع “الفرقة الطائفية” وأصبحنا نحارب بعضنا يضراوة وحقد “ظلامي”، وكاد بني صهيون يتحولون لحلفاء وموالين!