18 ديسمبر، 2024 6:26 م

المعايير المزدوجة واقع حال فلا تستنكروها

المعايير المزدوجة واقع حال فلا تستنكروها

اليوم مع الحرب الروسية الاوكرانية يتحدث العالم عن ازدواجية المعايير وكانه حدث فريد من نوعه وحدث لاول مرة ، يقارنون احتلال اوكرانيا باحتلال فلسطين ، يقارنون حرب اوكرانيا بحرب اليمن ، يقارنون تعاطف الغرب وامريكا مع اوكرانيا وتجاهلها لحروبها التي اشعلتها في الدول الاسلامية ، ما هو الجديد في ذلك؟

سابقا كان هنالك نظام متبع في بريطانيا وغيرها من الدول انها تكشف عن الوثائق السرية التي يمر عليها ثلاثين عاما ، وهذه بدعة من بدعهم لانهم ينتقون ما يريدون عرضه على الراي العام لانه جزء من التشويش الاعلامي لما يخطط له الغرب بعد ثلاثين سنة .

اليوم اصبحت الامور مكشوفة والحديث عن الاجرام والحروب قبل وقوعها بشكل علني امر طبيعي لان العصابة متاكدة من خيانة وخيبة الحكام .

لو لم تكن حرب اوكرانيا فهل ستكون المعايير المزدوجة معدومة ؟ ايها العرب اليست الامم المتحدة ومجلس الامن لم يناقشا اطلاقا قرارات حول الجرائم الصهيونية ضد الفلسطينيين ؟ وان ناقشوها وارادوا اصدار قرار ادانة وعلى خجل تاتيهم الصفعة النقضية الامريكية لتلغي القرار .

الازدواجية كانت منذ وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وكان هذا الامر له رجاله يتجددون على مر السنين ، ولان الاختلاف في رؤية المسلمين لاحداث التاريخ تؤدي للطائفية فلنطوي دونها كشحا .

عندما قال جورج قرداحي عن حرب اليمن انها عبثية قامت الدنيا ولم تقعد عليه في السعودية حتى استقال الرجل ، ولو قال قرداحي عن حرب اوكرانيا عبثية سيصفق له الغرب ، كل حرب هي عبثية بما فيها الاوكرانية ولكن السنا نعيش ازدواجية المعايير فالافضل عدم الحديث عنها لانها لا تات بنتيجة .

بعد ثلاثين سنة او عشرين سنة سيتبين ان حرب اوكرانيا خطط لها قبل عشرين سنة من الان وهذا ما يستجد على الساحة الاعلامية بما يحدث على الساحة العربية التي وصفت بالربيع العربي وهذا المصطلح تم اقراره من قبل الامم المتحدة باصابع امريكية صهيونية منذ سنة 2005 ضمن تقرير التنمية الانسانية الرابع ، لياتي اوباما ويرفع شعار التغيير وتؤكد امريكا سنة 2010 على الربيع العربي قبل وقوعه ثم تتوالى الاحداث والباقي معروف لدى الجميع .

الاحداث اليوم لم تحدث بين ليلة وضحاها بل وفق تخطيط مدروس وامريكا تؤمن بسياسة العبث والفوضى والنظر عن بعد لدراسة النتائج ومن ثم ضرب من لا يكن من الخطة الامريكية او مؤازرة من تخلقه الصدفة ليخدمها ، والمؤسف ان الاعلام العربي الخائب ينسب اي عمل الى امريكا سقوط حاكم او استبداله او قيام ثورة او اشعال حرب او اتفاق مؤامرة وعبارتهم التي يرددونها امريكا هي تريد ذلك ، وللاسف الشديد لو اخرجنا هذا المفهوم من عقولنا سنرى امريكا على حقيقتها كالجرذ الذي يقرض ما يصادفه ويختبئ في الجحور كالقائد الضرورة ومكافحته سهلة.

وامريكا تستانس لهذه المقولة وتكذب ما لا يروق لها وتصدق ما يخدمها بعيدا عن الحقيقة ، واسمعوها مني جيدا ان الدور البريطاني في هذه الاحداث هو الاكثر تاثيرا وهو المخطط لها ولكنه بعيد عن الانظار .

ايها العرب استخلصوا الدروس من هذه الحرب ولا تقفوا مع اي طرف وفي نفس الوقت لا تستنكروا الحرب لانكم بالامس وقفتم بلا حس ولا نفس امام الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني ، وبعضكم هو من استقبل القوات الامريكية لتشن حربا واحتلال العراق فهل تستنكرون حرب اوكرانيا وتؤيدون حروب امريكا العبثية ؟ وبعضكم الى الان على اراضيه قوات امريكية تحت مسميات زائفة هي واقعة محتلة لهذه الدول ولكن بشكل مبطن .