كانت قلوب الملايين من سكان غزة تنتظر بالأمل والصلاة أن يصوت مجلس الأمن على وقف فوري لإطلاق النار بعد مبادرات شجاعة وعادلة مع أهل غزة بدأت من الأمين العام للأمم المتحدة واستمرت بجهود من الوفود العربية والاسلامية.
تشعر معظم شعوب العالم والإنسانية جمعاء بالحزن والتعاطف مع أطفال فلسطين بسبب القصف العشوائي للمدنيين والإبادة الجماعية التي تشهدها غزة منذ 76 يوما” ولكن توجد عقول شيطانية تبرر المجازر خاصة من أصحاب القرار في أمريكا وإسرائيل إلى جانب وسائل الإعلام المنافق الذين يعرضون الأمورعلى أنها خير للسلام الدائم في غزة باستخدام الفيتو الأمريكي لكنهم في الحقيقة متواطئون في الجريمة بدعم آلة الحرب الجهنمية لإبادة شعب أعزل من خلال الاستمرار في جرائم القصف وإبادة الأطفال والنساء.
النفاق السياسي الدولي كان ولايزال يتمثل في تصريحات رؤساء الدول الغربية وسباقهم منذ اليوم الأول لإعلان حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها! لكن ضد من؟
هذه التصريحات والإعلام الغربي المنافق كانت قد وظفتها القيادة الشيطانية للكيان الصهيوني كعادتها بقصف غزة وسكانها الابرياء دون تمييز على مدار الساعة لقتل أهلها ولم يستثني هذا القصف المستمر المستشفيات وملاجئ الأونروا واليونيسف وقطع الكهرباء والماء والغذاء عنهم.
الحقيقة هي ان أكتوبر كان عبارة عن خطة إبادة جماعية وضع خيوطها مجرم الحرب رئيس وزراء دولة الاحتلال وفريقه من قبل عام من الآن وفي ذلك منفعة شخصية بهدف بقاءه في السلطة وإيقاف الملاحقات القانونية بحقه بتهم الفساد المالي. الدليل على هذا الرأي اعتراف حكومته اليمينية المتطرفة بالعلم بخطة الهجوم المزعومة وتفاصيلها بعد فضحهم في الإعلام المعارض. قاموا بعدها بإلقاء اللوم بشكل مباشر على جميع الفلسطينيين في هذا الهجوم واعتبروهم حيوانات لا تستحق الحياة حيث قاموا بتأخير الرد ثم قيام طائرات مروحية عسكرية بقصف المدنيين الإسرائيليين والمقاتلين الفلسطينيين دون تمييز مما أثار تساؤلات حول مخططات كانت جاهزة للحصول على الدعم وتبرير الغزو بمساعدة ماكينات الإعلام العالمي التي يملكها ويديرها أقطاب الصهيونية وتوجيه اصابع الاتهام للمقاتلين على جرائم إعدامات واعتداء على النساء لم يحصل .
إن إعلان دولة الاحتلال انسحابها من اتفاقيات أوسلو وعدم القبول بحل الدولتين ورفض كافة قرارات الأمم المتحدة يثبت مشروع الإبادة الجماعية الشيطاني من خلال المجازر المستمرة ضد سكان يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة أعزل. هؤلاء المدنيون الذين أجبروا على النزوح بالقوة من منازلهم أصيبوا بالصدمة أثناء انتقالهم حيث لا مكان أمن لهم في أي بقعة من أرض غزة حسب تصريحات رسمية من منظمات هيئة الأمم المتحدة العاملة على الأرض ومشاهداتهم الميدانية لما يعاني منه معظم الأطفال والنساء ومن الجوع والعطش حتى اليوم بعد أكثر من شهرين من بدء حرب الابادة.
العالم كله يطالب الان بوقف إطلاق النار باستثناء الولايات المتحدة ومعها انكلترا– ابطال حقوق الإنسان. تريد الولايات المتحدة أن تواصل إسرائيل القتل الجماعي للفلسطينيين ليس فقط في غزة بل أيضاً في الضفة الغربية ولبنان. رغم انه لا توجد حماس في الضفة الغربية أو لبنان لكن إسرائيل تقصف الجميع وضد كل الفلسطينيين.
بالنسبة للنازيين كان الحل النهائي هو تخليص العالم من اليهود كما كتبته الحركات الصهيونية للعالم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. بالنسبة لإسرائيل يبدو أن الحل النهائي بعقلهم المريض هو تخليص العالم من الفلسطينيين ولا يقتصر الامر على حماس فقط.
الطريقة الوحيدة برأيهم لإنهاء الحرب هي قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين في إبادة جماعية واسعة النطاق وربما معهم كل العرب الذين يعيق وجودهم تحقيق الحلم الصهيوني واجبارهم على حركة نزوح جماعية للدول المجاورة. الدليل والمؤشر على ذلك هوخريطة لدولة الكيان الصهيوني عرضها نتنياهو في اخر مشاركة لهذا الوحش السادي في خطابه في الأمم المتحدة التي تمهد لما يخططون الوصول له في المستقبل وهي دولة حدودها من الفرات الى النيل كما ينادون الان في الاعلام الإسرائيلي بأنهم تأخروا 70 عاما” لذلك يجب ان ينتبه كل العرب والعالم الاسلامي لهذه الخطابات التي وضعت للتنفيذ الآن حيث أن الغرب لايعترض على هذه الطروحات كما شاهدناه في المعايير المزدوجة في كل ما يخص قضايا العرب المصيرية والتواطؤ الرخيص لرؤساء بعض دول الغرب مع كل جرائم الحرب المقترفة في فلسطين بحجة حق اسرائيل في الدفاع عن النفس.
العتب على إخواننا في الدين والعروبة بسبب صمتهم واستسلامهم وعدم استخدام أضعف الإيمان وهو المقاطعة الرسمية وقطع العلاقات حتى تتوقف المجازر التي نشهدها نحن والإنسانية جمعاء يوميا” والجميع غير قادر على إيقافهم بسبب غزو دولة الاحتلال وداعميها.
هل ستتم محاسبة الداعمين الى آلة القتل التي أسستها إسرائيل وتذبح بها الأطفال والنساء والشيوخ الابرياء؟
هل تكفي 76 سنة من هذا النفاق العالمي لحل هذا الصراع بشكل عادل ونهائي ولإعطاء شعب فلسطين الحق في الاستقرار والحياة الكريمة على أرضه وأرض أجداده؟