18 ديسمبر، 2024 7:23 م

المعاويون يعولون على صلح الامام الحسن عليه السلام

المعاويون يعولون على صلح الامام الحسن عليه السلام

انه ليس صلح بالمعنى الحقيقي بل تعهدات املاها الامام الحسن عليه السلام على معاوية ان فعل بها سيكون حكمه شرعي ، وهو العالم بانه لن يلتزم بها ولم يتفاجا الحسن عليه السلام عندما خطب معاوية في الكوفة ليعلن صراحة انه لا يلتزم بالصلح وانه قاتل من اجل الحكم ، وفي الوقت نفسه كان لجده نفس الموقف في صلح الحديبية ، ولابيه يوم التحكيم في صفين بين الامام علي عليه السلام ومعاوية ، ولكن الاختلاف فقط ان في صلح الحديبية لم يكن عن خيانة بل عن بعد نظر النبي صلى الله عليه واله وقد تحقق له ما اراد في العام الذي تلى عام صلح الحديبية دون اراقة دماء ليقول للمتبجحين اليوم على الاسلام ان الاسلام دين سلام ، واما يوم التحكيم فهو الاخر لم يكن عن ضعف بل خدعة مقابل قوة جيش الامام علي عليه السلام الذي كان قاب قوسين او ادنى من النصر المؤزر على معاوية ولكن المخدوعين الخوارج هم من غيروا بوصلة الانتصار الى خدعة ابن العاص وغباء ابي موسى الاشعري.

الامام الحسن عليه السلام مع علمه المسبق بحديث رسول الله صلى الله عليه واله بانه سيكون له دور مهم في حقن دماء المسلمين فانه لجا الى الصلح حفظا لبيضة الاسلام بعدما تخلى عنه قادته بل حتى اقرب الاقارب له .

وخلال عشر سنوات من بعد الصلح الى يوم استشهاده ( 8 صفر 50 هـ) قدم الامام الحسن عليه السلام عطاءً فكريا ضمن ظروف كانت اشد ما مرت على المسلمين وبالرغم من ذلك فانه وقف كالطود الشامخ يدافع وينشر رسالة جده وكان ترحاله بين الشام والمدينة هو لاجل نصرة دين جده وقد استخدم اسلوبا رائعا في مناظراته لمعاوية وشلته ، واستخدم اسلوبا رائعا للمغرر بهم المسلمين من قبل معاوية وقد اجاد على كلا الجبهتين .

امتازت مناظراته في مجالس معاوية بانه يعري حقيقة المناظرين له ويثبت حقائق للتاريخ لانه يعلم بان لمعاوية اسلوب تحريف التاريخ فكان يذكر المواقف والاقوال والانساب لكل من يناظره وسرعان ما تنتشر تفاصيل المناظرة بين الشاميين فيلجا معاوية الى ترحيل الحسن عليه السلام الى المدينة خوفا من فضحه ، ولان الله عز وجل يريد امرا فان معاوية كان كثيرا ما يخضع لعصابته في استدعاء الامام الحسن عليه السلام لمناظرته والنيل منه ولكنه كان يهزم في كل مرة وعندما يرى ذلك معاوية فانه يعتذر للحسن عن ذلك ويتهم اصحابه بانهم هم من ارادوا مناظرته ولكن الامام الحسن عليه السلام لم يترك معاوية وشانه فانه يلقي الحجة عليه ايضا ليقول له بان المجلس مجلسك وعقد بامرك وانت لست افضل حالا منهم في مساوئك فانت من عشيرة كلها مثالب ، فيحاول معاوية ان يغير الموضوع حتى يسكت الامام الحسن عليه السلام قبل فضح عيوبه التي لا يعلم بها اصحابه .

هذا الذي يسمى الصلح هو احد الادلة التي استند عليها الامام الحسين عليه السلام في شرعية نهضته بل انه الدليل الاقوى والسبب لذلك لان الحسين عليه السلام عاش عشر سنوات من حكم معاوية ولم يفكر بثورة بل كان يصبر اتباعه من العراق بالانتظار حتى يهلك معاوية وينظر وينظرون .

وهنا من يحاول ان يطلق الصفات الحسنة على معاوية بحجة صلح الامام الحسن عليه السلام، ولكن التاريخ يابى ذلك فالنسائي هذا الرجل الذي مات بسبب معاوية عندما طلب منه تاليف كتاب يمدح معاوية مثلما الف كتاب مدح الامام علي عليه السلام فقال لهم لا اعرف شيء عن معاوية سوى حديث النبي صلى الله عليه واله ” لا اشبع الله بطن معاوية ” فقتلوه .

هنالك مجموعة محاضرات للدكتور الفلسطيني عدنان ابراهيم بعنوان معاوية في الميزان فانه اجاد بتعرية حقيقة معاوية في كتب اهل السنة فقط وليس كتب الامامية