بين عشية وضحاها شرب العراق وأمريكا المرتبطين بمعاهدة إطار استراتيجي للدفاع المشترك من كاس الإرهاب وبجرعات متفاوتة فكان نصيب العراق كأسا كبيرة شربها حتى الثمالة أما ما شربته أمريكا فلا يوازي ملعقة شاي مما يشربه العراق .مع الفارق في ردة الفعل فهناك خرج الرئيس الأمريكي هادئا حزينا متماسكا غابت الابتسامة عن وجهه وان كانت بالأصل شحيحة لديه ليطالب المجتمع الأمريكي بالهدوء والتماسك وعدم الإسراع في الحكم على الحادث و توجيه التهم وان يبقى نسق الأداء تجاه الإرهاب أمريكيا لا ديمقراطيا ولا جمهوريا وترك سياسة الاستهداف العرقي لطوائف الأمة الأمريكية بذريعة مكافحة الإرهاب,في حين وجدنا في المنظور العراقي إن ردة الفعل العراقية امتازت بالانفعال والتشنج وتراشق التهم خصوصا وان الجو انتخابي بحت يمكن الافاده منه لمصلحة الأحزاب ومرشحيها…أما الخطط الأمنية الاستباقية فتلخصت بإقامة المزيد من السيطرات ونقاط التفتيش.لإتاحة الفرصة للإرهابيين في تحاشي مناطق الخطر والدخول والخروج على الراحة والكيف في مناطق التنفيذ والاختباء من منافذ آمنه ومموهة ومغطاة بغطاء من يمتلكون الحصانة الحكومية أو البرلمانية.
وإذ عاتب السيد بايدن الحكومة العراقية بتفويت فرصة الإفادة من معاهدة الإطار الاستراتيجي بين البلدين على اثر الأحداث الإرهابية الدامية في رمضان الفائت في مكافحة الإرهاب,,فإننا هنا ومن باب المعاملة بالمثل نعاتب الأمريكان على تضييع الفرصة من الإفادة من ذات المعاهدة والاستفادة من العراقيين في مواجهة الهجمة الإرهابية عليهم,,,لان العراقيين هم الأطول باعا والأكثر خبرة والأطول مدة في حرب الإرهاب ,,وبعد عقد من الزمن في التعامل مع الإرهاب
فعلى المسئول الأمريكي أن يتعلم من زميله العراقي كيفية التغلبس عن الحوادث الطفيفة التي يكون ضحاياها اثنين أو ثلاثة من القتلى أو الجرحى فلا حاجة للتضخيم الإعلامي لها,,,فان لم يستطع التغليس وكان الحادث اكبر حجما فعليه أن يتعلم كيف يشكل اللجان ألتحقيقيه في الحادث وكيف تنام هذه اللجان بالعسل لمدة ستة شهور في التحقيق حتى إن الأمة تنسى الحادثة وضحاياه يسلمون الأمر لله تعالى فتجد ملفات التحقيق ونتائجها الطريق إلى أدراج الحفظ والسرية,,,أما إذا زاد حجم الأحداث والضحايا بما لايمكن السكوت عليه عند ذلك عليه أن يتعلم من نظيره العراقي كيفية الاحتفاظ بسرية الملفات خوفا على موازين الدنيا من إن تنقلب ولا عزاء للضحايا مقابل ذلك
ومن باب الالتزام بالمعاهدة العراقية الأمريكية والإحساس بالمسؤولية تجاه الأمن الأمريكي وبحركة شهامة ومروءة ورجولة ,على الساسة العراقيين الذي دعوا أمريكا إلى احتلال العراق في المرة الأولى مع علمهم المسبق بتعهد السيد بوش الابن بنقل ساحة الحرب مع الإرهاب إلى خارج حدود أمريكا فكان العراق ساحتها الكبرى,,,أقول عليهم دعوة الأمريكان إلى نقل ساحة حربهم مرة أخرى للعراق لتخفيف الضغط عن المواطن الأمريكي المدلل المترف الذي قد يموت كمدا إذا ما واجه الإرهاب لمدة أسبوعين ,,أما العراقي فببركة صبره الأسطوري فانه سيتحمل الإرهاب إلى أن يأتي يوم اللطف الإلهي بإقامة دولة عدله على ارض العراق وعتدذلك سنكون حقا وبدون تهكم مسئولين ومذممين عن امن أمريكا وكل العالم ومن غير معاهدات هازلة ونحن لذلك اليوم من المنتظرين .