19 ديسمبر، 2024 12:24 ص

المعاني الدقيقة في كشف الحقيقة (ج1)

المعاني الدقيقة في كشف الحقيقة (ج1)

تزخر المحاضرات الاسبوعية التي يلقيها المحقق العراقي المرجع الصرخي الحسني بكثير من الالتفاتات المعمقة والمواطن اللطيفة التي لابد من مراجعتها وتحليلها وعكسها على الواقع الذي يعيشه العراق اليوم .
فقد تطرق المحقق الصرخي في محاضرته الثامنة عشر التي القاها مؤخرا عبر قناة اليوتيوب الخاصة بمركزه الاعلامي والموسومة (السيستاني ما قبل المهد الى ما بعد اللحد) الى رسالة الامام السجاد (عليه السلام ) الى الزهري الوزير في البلاط الاموي والتي ذكرها الكثير من المؤرخين وكتب التاريخ للفريقين ،عاكسا اياها على السيستاني وارتباطه بالمحتل والفاسدين والسراق وكشف ما قدمه للمحتل وللفاسدين والسراق من مساعدات ومعونات عبر فتاواه وافعاله المريبة، فكانت كلمات مؤثرة ووواقعية تعكس حقيقة ربما يتحاشاها الجميع من الخوض فيها لقلة جرأتهم واستكانتهم لاهل الباطل .
وربما من الاجدر ان اترك الحديث للمرجع الصرخي وهو يصف لنا السيستاني وافعاله عبر رسالة الامام السجاد (عليه السلام) للزهري ومنه الى السيستاني ، حيث قال :”السؤال المهم والأمر الضروري الذي علينا أن نعرفه: هل أنّ السيستاني التزم بما جاء في رسالة الإمام السجاد عليه السلام وكان مخالفًا لهواه مطيعًا لأمر مولاه ؟، فعندما خالف كل مراجع الدين بقبوله أن يكون مرجعًا دينيًا معيّنًا ومكلّفًا من لندن؛من المؤسسات التي عُرفت بالفساد والارتباطات المشبوهة والتآمرية المخرّبة، وقبوله ذلك وتصديه للمرجعية التي لازمت مواقفه وموافقته مع صدام ونظامه، ومع المحتلين ودستورهم وقوانينهم وسلوكياتهم وأفعالهم، وحكومات الاحتلال وتشريعاتها وسرقاتها وفسادها وإفسادها وظلمها، فهل علم أنّه بذلك قد آنس وحشة الظالم، وسهّل له طريق الغي بدنّوه منه حين دنى، وإجابته له حين دعاه، وأنّه سيبوء بإثمه غدًا مع الخونة، وأن سيسأل عمّا أخذ بإعانته على ظلم الظلمة؟؟، وهل علمت يا سيستانيّ بأنّك أخذت ما ليس لك ممن أعطاك، ودنوت ممّن لم يردّ على أحد حقًا ولم ترد باطلًا حين أدناك، وأحببت من حادّ اللّه؟”.
واسترسل المحقق الصرخي موجها تساؤلاته الى السيستاني بقوله : ” أو ليس بدعائهم إيّاك حين دعوك جعلوك قطبًا أداروا بك رحى مظالمهم، وجسرًا يعبرون عليك إلى بلاياهم، وسُلّمًا إلى ضلالتهم، داعيًا إلى غيّهم سالكًا سبيلهم، يدخلون بك الشك على العلماء، ويقتادون بك قلوب الجهّال إليهم، فلم يبلغ أخصّ وزرائهم ولا أقوى أعوانهم إلاّ دون ما بلغت من إصلاح فسادهم واختلاف الخاصة والعامة إليهم؟، فما أقلّ ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك يا سيستاني!.”.
وقد حذر الصرخي في حديثه السيستاني حول نتيجة افعاله العميلة هذه قائلا : ” ما أخوفني يا سيستاني أن تكون كما قال اللّه في كتابه”فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا”.إنّك لست في دار مقام أنت في دار قد آذنت برحيل، يا بؤس لمن يموت وتبقى ذنوبه من بعده، احذر يا سيستاني فقد نبّئت، وبادر فقد أُجلت، إنّك تعامل الله العالم الذي لا يجهل، وإنّ الذي يحفظ عليك لا يغفل، تجهّز فقد دنا منك سفر بعيد، وداو دينك فقد دخله سقم شديد، واعلم أنّك حظيت بما حلّ من حالك في صدور العامة، وولعهم بك، واقتدائهم برأيك، وعملهم بأمرك إنّما هو لذهاب وتغييب علمائهم وغلبة الجهل عليك وعليهم، وحبّ الرئاسة منك وطلب الدنيا منك ومنهم، فاعرض عن كل ما انت فيه حتى تلتحق بالصالحين الذين دفنوا في أسمالهم، ليس بينهم وبين الله حجاب ولا تفتنهم الدنيا ولا يفتنون بها، رغبوا فطلبوا فما لبثوا أن لحقوا، فإن كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا المبلغ مع كبر سنّك وحضور أجلك; فكيف يسلم الحدث في سنّه، الجاهل في علمه، الغبي الضعيف في رأيه، المدخول في عقله؟!”.وقد ختم المحقق الصرخي محاضرته قائلا : ” ما لك لا تنتبه من نعستك وتستقيل من عثرتك؟ أفهذا شكرك لمن خلقك وأنعم عليك! ما أخوفني أن تكون كمن قال اللّه تعالى في كتابه: ” أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا”ولا تحسب أنّي أردت توبيخك وتعنيفك وتعييرك، لكنّي أردت أن ينعش اللّه ما فات من رأيك، ويردّ إليك ما عزب من دينك، وذكرتُ قول اللّه تعالى في كتابه: ” وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ”، وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ، وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ.فنحمد اللّه الذي عافانا ممّا ابتلاك والسلام”.
يالها من كلمات ، بل سهام حق موجهة من مرجع لم يخشَ في الله لومة لائم ، ولا فعل ظالم ، ولا عتب مستعتب ، انه المحقق العراقي الصرخي الحسني الذي كرس حياته ومحاضراته وعلومه لدحر الظلم وكشف الظالمين والفاسدين ونصرة المظلومين … وللحديث تتمة .

[email protected]