9 أبريل، 2024 3:17 م
Search
Close this search box.

المعاقين ذهنياً في ادمغتهم وليس في اجسدتهم

Facebook
Twitter
LinkedIn

لقد كرم الله سبحانه وتعالى بني آدم على المخلوقات كلها ومنحه دماغ يستطيع ان يرى ماحوله بصورة تلقائية عن طريق الجهاز البصري ويتحسس بالالام مباشرة عن طريق كل اعضاء جسمه ويشارك الافراح والاحزان عن طريق الإرادة والطاقة النفسيه له…
ولقد خلق الله سبحانه وتعالى بارادته قسم من البشرية مصابون باعاقات جسدية مختلفه لتكون عبرة ودلاله للناس المتعافون بشكل كامل وسليم….
ولكن الطغيان النفسي لبني آدم وبصفته المخلوق المميز على وجه الأرض وتوفير كل مغريات الحياة له من أكل لذيذ ومشبع وماء يروي عطشه وليل ونهار للعمل والراحة وكل الوسائل المتعددة لخدمة الانسان حتى وصل به الحال احيانا للضجر او الملل والبطر.. وهذا ماموجود مع الاسف اليوم في مجتمعاتنا التي نعيش بها
فاغلب شبابنا اليوم يعيش في فراغ تام لايعرف ماذا يريد كونه اصبح عاله على المجتمع بسبب توفر كل شيء عنده واصبح السهر ليلاً والتدخين بواسطة السيكارة او التدخين المحدث بواسطة النركيلة ملازمان لاغلب بيوتنا ولقد وصل العجز باغلب هؤلاء الى ابعد الدرجات ومع الاسف الشديد باتت هذه الظواهر واصحابها يقومون الى افتعال المشاكل داخل الاسرة من خلال تشخيص الخلل من قبل الاباء والدفاع من قبل الامهات او العكس احيانا اوربما من خلال وجود شخص منتفع منه من الاسرة ويحاول اصلاح الخلل في الاخر ولكن دون جدوى لانه سوف يجد آذان غير صاغية
وهنا نجد ان الوضع يزداد سوءً وخاصة عندما يظن صاحب الخطأ انه على صواب وان الظروف هي من اوصلته الى مرحلة الاعاقة الدماغية وبدون اي مبرر آخر او الاندفاع لايجاد البدائل وهنا نجد ان الاغلبية من هؤلاء وجدوا انفسهم يبحثون عن العيش السهل بدون اي تعب اوجهد يذكر او الاعتماد على الغير او كما يقول المثل الشعبي لا يستطيع ان يروي نفسه من الماء وهذا مايعتبر نوع من العوق الغير قابل للعلاج الا من قبل صاحبه فعلاجه الارادة والعزيمة والاعتماد على النفس وتبدأ من الابتعاد عن اصدقاء السوء وايجاد اي عمل لقضاء الوقت حتى وان كان عمل منزلي بسيط وتنظيم الاوقات والابتعاد عن السهر الليلي الى الصباح ومطالعة الكتب المدرسية اذا كان طالب مدرسة او تعلم مهنة حرة اذا كان من التاركين للدراسة او العمل في القطاع الخاص اذا كان ممن اكملوا دراستهم ولم تأتي لهم فرصة للتعيين في القطاع الحكومي وعدم الجلوس لسنوات في المنزل بحجة لاتوجد فرص عمل والجميع يعرف اليوم ان القطاع الخاص يعاني من شحة في الايادي العاملة…
لقد آن الاوان لكي نراجع جميعنا حسابتنا في بناء الاسرة الصحيحة وتحمل المسؤولية كلا من موقعه وان لانترك الامور بحجج واهيه لاتحمد عقباها لاسامح الله والتي تؤدي الا كارثة انسانية حقيقية وانا ارى ان اقوى كارثة انسانية هي تفكيك الاسرة والابتعاد من الترابط الاسري وحتى لانصنع في بيوتنا اشخاص معاقين ذهنياً وقد خلقهم الله بكامل قواهم العقلية والجسدية وتحميل ابنائنا المسؤوليه حتى وان كانت بالقوة او بلهجة قاسية وعدم مراعاة المشاعر في بعض الاحيان حفاظا عليهم من الضياع ومن مبدأ لايوجد شخص يدوم لمعيشة شخص آخر فالاب والام راحلون والاخ الاكبر اذا كان معيلا لاخيه هذا اليوم فهو غدا معيل لاسرته..
وعلى الامهات قبل الاباء ان تتحمل المسؤولية بعدم السكوت عن الاخطاء وتغطيتها بحجة العواطف او خلق اعذار غير مبررة… ولنلحق ونبعد انفسنا وعوائلنا من الضياع قبل فوات الاوان….
ان مانسمعه اليوم من مشاكل عائلية اصبح غريب جدا الى مسامعنا وقد وصل ببعض الاسر المتفككه الى مرحلة انتحار احد افرادها دون تقديم اي مشورة او معونه له… فاصحوا من غفلتكم ونومتكم يا أولي الالباب وما مقالتي الا نصيحة لوجه الله تعالى ولتصحيح اخطاء مجتمع قد تكون نهايتها مؤلمة للجميع…… والله من وراء القصد….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب