لاأحد يدرس بعناية وتأمل مايجري في بلادنا , وتحديدا بعد 2003
أما ماقبلها فالزمن محشو بقبائح وفضائح , ولكنك عندما تتصفح ألاراء تجد القادح والمادح ؟
ألاخرون عرفوا سايكولوجية القادح والمادح عندنا , مثلما عرفوا معنى ” السبي ألاجتماعي , والسبي الفردي عندنا ” فتوافقوا جميعهم على أن نظل ” مسبيين ” .
ولذلك أصبحت ثقافة ” السبي ” عندنا الثقافة الشائعة …….
فالفرد عندنا محكوم عليه بالسبي في تفاصيل حياته اليومية , ومن يفلت من ذلك أما :-
حرامي سلطة ….
أو سارق حقوق …
أو منتحل صفة ….؟
وهذه الحالة لم تغيرها الديمقراطيات لآنها كاذبة في بلادنا
ولم تغيرها ألانتخابات لآنها مغشوشة ومفصلة على مقاييس العناوين الثلاثة : حرامي السلطة , وسارق الحقوق , ومنتحل الصفة ؟
ولم يغيرها الدين : لآنه لم يعط فرصته : فهو مختطف في المظاهر وألادعاءات ” والدين لعق على ألسنتهم ” .
ولكن الدين فرصته في غيب ألاحداث أتية , فهو ألامل المرجى , وكل المظاهر الكونية توحي بذلك ” مالكم لاترجون للله وقارا ” ؟
وألاخرون رسموا وخططوا , فتركوا لنا المعارك بابا مفتوحا على الجحيم الذي هو :-
خوف ورعب
تشرد وذل
أتهامات ومشاحنات تضج بها الفضائيات
فرقة وتمزق عبر التحزب غير المجدي
فقر وكفر : أجهض حيوية ألامة , وتركها سوادا يطمع به ألاخرون
ثم التنحي عن صناعة الحياة وكتابة التاريخ …
أرضنا لاتزرع , ومياهنا نلوثها بأيدينا ؟
وأنتاجيتنا أقرب للصفر حتى قيل عنا نحن من الشعوب الكسولة ؟
ولكننا أجتهدنا في الخصومة والعراك والحروب , ولذلك كانت خصومتنا غير مفهومة , ومعاركنا جاهلية , وحروبنا فاشلة ؟
وجاهلية معاركنا من غبائها فهي لاتعرف التظاهر بمعناه الحضاري , ولاتعرف المعارضة بمعناها القانوني الدستوري ؟
ولذلك خسرنا الشارع والجمهور , وربحنا تأييد ألاخرين , ولم نعرف أن تأييدهم مشاغبة , وتمويلهم أستدراج , وتسليحهم أسقاط لنا في الفتنة ؟
وهذا ماحدث للقاعدة الوهابية ألارهابية ومن معها في العراق حيث ظلت تنتهج أسلوب القتل على الهوية , ثم عندما يئست أنغمست بالتفجيرات , وهذا غباء سياسي , وأفلاس أخلاقي ؟
ومايحدث اليوم في سورية , والتي أعتبرها ألاخرون مسرحا لقتال المتنازعين حتى تستريح أسرائيل ؟
وهذا غباء جديد يضاف لغباء الذين أختطفوا الدين بأهوائهم وسيخيب ظنهم كما خاب ظن الذين من قبلهم ؟
فالدين قاتل لمن يختطفه , ومحيي من يعرفه ويتمثله في الحياة دليلا وفي ألاجتماع عونا , وفي الدنيا صديقا , وفي ألاخرة رفيقا ؟
والذين يدعون المعارضة في سورية أخطأوا طريق المعارضة مرتين , مرة عندما لم يعرفوا التلاحم مع شعبهم , ومرة عندما أستعانوا بالمرتزقة وبألاجنبي ؟
ولذلك أصبحت معاركهم بلا جدوى فهي :-
1- تشريد للمواطنين ” بلغت أعداد الاجئين السورين بألاف في الخارج نلهم الذل في تركيا وألاردن , والحيرة والحرج في لبنان .
2- تهديم المنازل والممتلكات وحرق السيارات , وتعطيل الحياة
3- تعطيل المدارس والجامعات والمستشفيات
4- خسرت تأييد غالبية الشعب , وبذلك أصبحت بلا غطاء شعبي ؟
5- لم تتمكن من أستحصال توازن القوى العسكري مع الجيش السوري ولذلك حسمت المعارك طيلة ألاشهر الماضية لصالح الجيش بما نال رضا الناس , وهذا أن دل على شيئ فأنما يدل على غباء المعارضة ومن معها من الداعمين بالسلاح والمال وألاعلام .
والمعارضة القوية هي التي تتحصن بشعبية الجماهير وتتحرك بقوتها , وهذا مما لم تفعله المعارضة السورية
ولجوء المعارضة السورية الى حرب المدن بلا شعبية كما حدث في حي الميدان في دمشق , ومنطقة السيدة زينب والديابية وداريا ودوما في ريف دمشق , يعبر عن عدم خبرة مما يجعلها في دائرة الغباء العسكري والسياسي رغم كل ألاسلحة والمعدات المتطورة التي حصلت عليها ومنها السلاح ألاسرائيلي الذي يفضح هويتها غير الوطنية مثلما فضحت نفسها بأحراق جثث قتلاها من غير السوريين في محاولة لآخفاء المقاتلين غير السوريين أمام السلطة السورية وهذا العمل مرة أخرى يؤكد غباء من يقود المعارضة لآن السلطات السورية ألقت القبض على مجموعة من المقاتلين غير السوريين من الليبيين والتونسيين وألاردنيين وألاتراك وقد أعترفوا بقيامهم بالقتال والتخريب داخل سورية , ثم أن الجيش السوري عثر على مستمسكات القتلى من غير السوريين مما يعطيه دليلا ماديا ملموسا على وجود المقاتلين غير السوريين , والذين أعتبروا في مثل هذه الحالة بالمرتزقة في مفهوم النزاعات الدولية والحروب الداخلية ؟
أن معارضة غبية بهذا المستوى , وقلة غبية تؤيد هكذا أعمال هو الذي أدى الى سبي الشعوب وأنهاك الدول , وتلك كانت فرصة ألامريكيين وألاوربيين ومعهم ألاسرائيليين وفرتها لهم أنظمة التبعية وشراذم التكفيريين الوهابيين ألارهابيين الذين أصبحوا حصان طروادة لمخططي الفوضى الخلاقة في الشرق , فهل يبقى هناك عذر وحجة لمن يتذرع بمساعدة الشعب السوري , والشعب السوري برئ من ذلك ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]