9 أبريل، 2024 4:25 م
Search
Close this search box.

المعارض الحقيقي لازال معارضاً

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان الشعب العراقي المظلوم من نظام صدام حسين يتطلع الى رؤية وجوه ماكان يعرف بالمعارضة العراقية وكذلك كان الشعب يعلق آماله عليها ويعتبرها هي المنقذة للعراق والمؤسسة لقيم العدالة والديمقراطية التي منعها صدام حسين طيلة حكمه الأستبدادي الدموي وكان الكثير من المواطنين يجازفون بحياتهم من أجل الأستماع الى شعارات المعارضة وأفكارها الوردية التي كانت تبث في الأذاعات وهذا مابدى واضحا عندما عاد المعارضون في بداية سقوط صدام فهب الشعب العراقي لتأييدهم والتصفيق لهم وأستضافتهم وفتح الأبواب لخدمتهم وأستمر هذا الشعب بدعمهم وأعطاهم أكثر من فرصة لكي يقدموا شيئا لهذا الشعب المظلوم
وبعد كل هذه التجارب المريرة مع هؤلاء ثبت للعراقيين بأن هؤلاء المعارضة الذين شاركوا في الحكم مابعد صدام قد خانوا هذا الشعب وعملوا بالضد من جميع الأفكار التي كانوا يتبجحون فيها وهذا أن دل على شيء فأنه يدل على أن هؤلاء المعارضين لايؤمنون بعراق جديد خالي من الدكتاتورية والبطش بل أنهم يؤمنون بفكر صدام وبممارساته اللاأنسانية ولكن صدام كان مجتثهم لأسباب هم يعرفونها ولذلك أن أغلب مايسمى بالمعارضين عملوا مع صدام في البداية وشاركوا في ترسيخ حزب البعث وساهموا في تثبيته وهاجروا من العراق لأسباب شخصية وألتحقوا بالمعارضة لكي يعتاشوا على أموال المنظمات الأنسانية وحتى يكون لهم مستقبل في عراق مابعد صدام وللأسف الشديد كان الشعب العراقي يدفع ضريبة غالية من الدماء الزكية بسبب هؤلاء حتى أصبحت كلمة المعارضة مجرد حجة يستعملها صدام من أجل قتل العراقيين الذين لايؤمنون بالبعث حتى أصبح داخل كل عائلة عراقية أكثر من شهيد بنفس الحجة ونفس التهمة وهي الأنتماء الى المعارضة حتى أصبحت كلمة المعارضة في ذلك الزمن بمثابة الجهاد وبمثابة القيم النبيلة التي يتشرف بها كل من ذاق عذاباتها وظلمها لأن العراقيين يعرفون بأن طريق الجهاد يحتاج الى دماء وكان العراقيون يوميا يقدمون المئات من الأرواح الزكية ويعتبرون هذه الدماء ضريبة حقيقية من أجل رؤية العدالة وجهاد حقيقي من أجل نصرة هذا الشعب المظلوم وأصبح لدينا جيل كامل يمتلك ثقافة المعارضة الحقيقية التي لايمتلكها حكام مابعد صدام وهذا الجيل لايمكن أن يقبل بدكتاتورية جديدة ولايمكن أن يقبل بمبادئ التهميش والأقصاء ولايمكن أن يقبل بالحكم الطائفي ولايمكن أن يقبل بأن يحكم العراق بعقلية الرجل الواحد والحزب الواحد ولايمكن لهذا الجيل أن يقبل بحكومة تحمي الفاسدين بأسم الدين وبأسم الطائفة
هذه الممارسات التي تمارس بعد 2003 لاتستحق الأحترام لأنها مشابهة الى درجة كبيرة من ماكان يمارسه صدام حسين والمعارض الحقيقي يتبريء الى الله والى الشعب من هذه الممارسات اللاأخلاقية التي دمرت العراق وغيبته من الحضور كبلد نموذجي بسبب نهبها لأموال العراق وزرع الفتنة الطائفية بين الشعب , وكل من يؤيد هذه الممارسات فهو لايمتلك ثقافة المعارضة الحقيقية وهو من أنصار الظلم والدكتاتورية وكذلك كل من يقف مع هؤلاء الفاسدين فهو فاسدا لأن الطيور على أشكالها تقع ولله الحمد أصبح المواطن العراقي المظلوم يمييز بين من شارك في سلب العراق وبين من عارض الفساد والدكتاتورية الناشئة , فالمعارضون الحقيقيون لازالت أياديهم نظيفة ولن تتلطخ لابدماء العراقيين ولابأموالهم وهم ينظرون الى العراق وقلوبهم تعتصر لمعاناة المواطنين ومايمر عليهم من نفس الأنتهاكات ونفس الشعارات والأساليب القديمة التي بدأت تتساقط في بلدان العرب ولكنها للأسف الشديد بدأت تنمو في عراق حكام مابعد صدام كما أن المعارضين الحقيقيون كانوا يطمحون بعراق جديد ولكنهم اليوم لايعتبرون أن هنالك عراق جديد بل أن هنالك عراق موالي الى صدام حسين الى يومنا هذا ولذلك يتطلع المعارضون الى قيام دولة العراق الجديد التي لم ترى النور الى يومنا هذا
وبسبب هؤلاء الطغاة الجدد أصبحت كلمة البعثي هي العليا وهي الصادقة فالبعثيون راهنوا على فشل العملية السياسية وهاهي تفشل بالفعل والبعثيون أتهموا هؤلاء بالسراق وهاهم يسرقون العراق بالفعل والبعثيون أتهموا هؤلاء بالطائفية وهاهم يسيرون بالخط الطائفي والبعثيون أتهموا هؤلاء بأنهم يريدون تقسيم العراق وتفتيه وهاهم بالفعل يقسمون العراق ويفتتونه وكذلك أتهم البعثيون هؤلاء بالكذب وهاهم درجة أولى في الكذب كل الروايات التي كان البعثيون يرونها عن هؤلاء الحكام الجدد أصبحت حقيقة كا نشاهدها على الواقع العراقي وعلى الساحة السياسية العراقية
وفي هذا الصدد أرسل رسالة تطمين الى كافة البعثيين وأقول لهم بأن المعارضين الحقيقيون لازالوا يعارضون هذا الوضع السياسي المرتبك بسبب أشراك البعثيين فيه وسوف يأتي اليوم الذي يقوم المعارضون الأصلاء في أدارة الحكم وفق المبادئ السياسية النظيفة التي تقضي على قض وقضيض البعثيين وكل من يؤمن بمبادئ الدكتاتورية .
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب