23 نوفمبر، 2024 7:19 ص
Search
Close this search box.

المعارض الحقيقي لازال معارضاً

المعارض الحقيقي لازال معارضاً

كان الشعب العراقي المظلوم من نظام صدام حسين يتطلع الى رؤية وجوه ماكان يعرف بالمعارضة العراقية وكذلك كان الشعب يعلق آماله عليها ويعتبرها هي المنقذة للعراق والمؤسسة لقيم العدالة والديمقراطية التي منعها صدام حسين طيلة حكمه الأستبدادي الدموي وكان الكثير من المواطنين يجازفون بحياتهم من أجل الأستماع الى شعارات المعارضة وأفكارها الوردية التي كانت تبث في الأذاعات وهذا مابدى واضحا عندما عاد المعارضون في بداية سقوط صدام فهب الشعب العراقي لتأييدهم والتصفيق لهم وأستضافتهم وفتح الأبواب لخدمتهم وأستمر هذا الشعب بدعمهم وأعطاهم أكثر من فرصة لكي يقدموا شيئا لهذا الشعب المظلوم
وبعد كل هذه التجارب المريرة مع هؤلاء ثبت للعراقيين بأن هؤلاء المعارضة الذين شاركوا في الحكم مابعد صدام قد خانوا هذا الشعب وعملوا بالضد من جميع الأفكار التي كانوا يتبجحون فيها وهذا أن دل على شيء فأنه يدل على أن هؤلاء المعارضين لايؤمنون بعراق جديد خالي من الدكتاتورية والبطش بل أنهم يؤمنون بفكر صدام وبممارساته اللاأنسانية ولكن صدام كان مجتثهم لأسباب هم يعرفونها ولذلك أن أغلب مايسمى بالمعارضين عملوا مع صدام في البداية وشاركوا في ترسيخ حزب البعث وساهموا في تثبيته وهاجروا من العراق لأسباب شخصية وألتحقوا بالمعارضة لكي يعتاشوا على أموال المنظمات الأنسانية وحتى يكون لهم مستقبل في عراق مابعد صدام وللأسف الشديد كان الشعب العراقي يدفع ضريبة غالية من الدماء الزكية بسبب هؤلاء حتى أصبحت كلمة المعارضة مجرد حجة يستعملها صدام من أجل قتل العراقيين الذين لايؤمنون بالبعث حتى أصبح داخل كل عائلة عراقية أكثر من شهيد بنفس الحجة ونفس التهمة وهي الأنتماء الى المعارضة حتى أصبحت كلمة المعارضة في ذلك الزمن بمثابة الجهاد وبمثابة القيم النبيلة التي يتشرف بها كل من ذاق عذاباتها وظلمها لأن العراقيين يعرفون بأن طريق الجهاد يحتاج الى دماء وكان العراقيون يوميا يقدمون المئات من الأرواح الزكية ويعتبرون هذه الدماء ضريبة حقيقية من أجل رؤية العدالة وجهاد حقيقي من أجل نصرة هذا الشعب المظلوم وأصبح لدينا جيل كامل يمتلك ثقافة المعارضة الحقيقية التي لايمتلكها حكام مابعد صدام وهذا الجيل لايمكن أن يقبل بدكتاتورية جديدة ولايمكن أن يقبل بمبادئ التهميش والأقصاء ولايمكن أن يقبل بالحكم الطائفي ولايمكن أن يقبل بأن يحكم العراق بعقلية الرجل الواحد والحزب الواحد ولايمكن لهذا الجيل أن يقبل بحكومة تحمي الفاسدين بأسم الدين وبأسم الطائفة
هذه الممارسات التي تمارس بعد 2003 لاتستحق الأحترام لأنها مشابهة الى درجة كبيرة من ماكان يمارسه صدام حسين والمعارض الحقيقي يتبريء الى الله والى الشعب من هذه الممارسات اللاأخلاقية التي دمرت العراق وغيبته من الحضور كبلد نموذجي بسبب نهبها لأموال العراق وزرع الفتنة الطائفية بين الشعب , وكل من يؤيد هذه الممارسات فهو لايمتلك ثقافة المعارضة الحقيقية وهو من أنصار الظلم والدكتاتورية وكذلك كل من يقف مع هؤلاء الفاسدين فهو فاسدا لأن الطيور على أشكالها تقع ولله الحمد أصبح المواطن العراقي المظلوم يمييز بين من شارك في سلب العراق وبين من عارض الفساد والدكتاتورية الناشئة , فالمعارضون الحقيقيون لازالت أياديهم نظيفة ولن تتلطخ لابدماء العراقيين ولابأموالهم وهم ينظرون الى العراق وقلوبهم تعتصر لمعاناة المواطنين ومايمر عليهم من نفس الأنتهاكات ونفس الشعارات والأساليب القديمة التي بدأت تتساقط في بلدان العرب ولكنها للأسف الشديد بدأت تنمو في عراق حكام مابعد صدام كما أن المعارضين الحقيقيون كانوا يطمحون بعراق جديد ولكنهم اليوم لايعتبرون أن هنالك عراق جديد بل أن هنالك عراق موالي الى صدام حسين الى يومنا هذا ولذلك يتطلع المعارضون الى قيام دولة العراق الجديد التي لم ترى النور الى يومنا هذا
وبسبب هؤلاء الطغاة الجدد أصبحت كلمة البعثي هي العليا وهي الصادقة فالبعثيون راهنوا على فشل العملية السياسية وهاهي تفشل بالفعل والبعثيون أتهموا هؤلاء بالسراق وهاهم يسرقون العراق بالفعل والبعثيون أتهموا هؤلاء بالطائفية وهاهم يسيرون بالخط الطائفي والبعثيون أتهموا هؤلاء بأنهم يريدون تقسيم العراق وتفتيه وهاهم بالفعل يقسمون العراق ويفتتونه وكذلك أتهم البعثيون هؤلاء بالكذب وهاهم درجة أولى في الكذب كل الروايات التي كان البعثيون يرونها عن هؤلاء الحكام الجدد أصبحت حقيقة كا نشاهدها على الواقع العراقي وعلى الساحة السياسية العراقية
وفي هذا الصدد أرسل رسالة تطمين الى كافة البعثيين وأقول لهم بأن المعارضين الحقيقيون لازالوا يعارضون هذا الوضع السياسي المرتبك بسبب أشراك البعثيين فيه وسوف يأتي اليوم الذي يقوم المعارضون الأصلاء في أدارة الحكم وفق المبادئ السياسية النظيفة التي تقضي على قض وقضيض البعثيين وكل من يؤمن بمبادئ الدكتاتورية .
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات