حينما تسلم عمار الحكيم منصب رئاسة المجلس الأعلى في عام 2009، بعد وفاة والده عبد العزيز الحكيم، ورث تركة ثقيلة قد تركها الراحل، كانت إنتخابات 2010 درسا كبيرا، لن ينساه تيار شهيد المحراب، والتي حصل فيها على 16 مقعدا، متراجعا بفارق كبير عن أقرب منافسيه، مما جعله يراجع حساباته؛ في سياساته، بناءه التنطيمي ” السياسي والعقدي “، وشتى المجالات الأخرى.عديد من الأسباب التي كانت وراء فقدانه الكثير من المقاعد البرلمانية؛ أولا: دخوله المعركة الإنتخابية بمرشحين كثر، ثانيا: غياب مسؤولي المجلس عن التواصل مع القاعدة الجماهيرية، للعلم القاعدة الجماهيرية لتيار شهيد المحراب تعتبر في السابق من أضخم القواعد، ثالثا: قيادات التيار إنصب إهتمامهم بما يحدث من مشاكل سياسية في الفضاء الوطني وهذا ما تسبب بنوع من التهاون في عدم محاسبة بعض مسؤولي مكاتب التيار، وما إلى ذلك من الأسباب .تصور بعضهم إن عمار الحكيم شخص مراهق، لا يمتلك القدرة على مجارات كبار الساسة ممن يمتلكون الباع الطويل في هذا المجال، حتى وصل الحال بهؤلاء، وخاصة بعد إنتخابات 2010، إلى أن يحاولوا إقصاء المجلس الأعلى من العملية السياسية، متوقعين إن تيار شهيد المحراب سيتخلى عن العمل السياسي ويتجه إلى دعم المشاريع الخيرية، والمواكب الحسينية متحولا من كيان سياسي إلى ” منظمة مجتمع مدني”إتخذت كتلة المواطن دور المعارضة داخل البرلمان العراقي،، بعد أن رأت في عدم فاعلية الحكومة، التي تشكلت بعد مخاضات عسيرة ومفاوضات دامت لأشهر عديدة في أربيل، فالكتلة رفضت بصورة أو بأخرى تسلم أي منصب وزاري مهما كان رفيعا، حرص نواب الكتلة على أن يقوموا مسار الحكومة اذا ما انحرفت، وعلى تقديم مشاريع قوانين تهدف إلى خدمة المواطن وهذا ما لاحظه المتابعين لسياسات المجلس الأعلى الإسلامي .فهم وعلى مدى الدورة البرلمانية الثانية، قد قدموا جملة من مشاريع القوانين، التي تصب في مصلحة الشعب، ومنها على سبيل المثال مشروع البصرة عاصمة العراق الإقتصادية، والذي يعد من أضخم المشاريع التي ستنهض بهذه المحافظة، يليه مشروع التنازل عن الرواتب التقاعدية لأعضاء مجلس النواب، وقانون منحة الطلبة، وأيضا على صعيد المبادرات الوطنية فهي طرحت مبادرة الطاولة المستديرة، مبادرة العراق أولا والتي جمعت شمل السياسين المتخاصمين، ومبادرة أنبارنا الصامدة والتي لو طبقت في وقتها ما وصل العراق إلى هكذا مشاكل أمنية. فأغلب هذه المشاريع لم تر النور، بسبب رفض الحكومة تنفيذها أو المضي قدما بالتعاون مع المؤسسة التشريعية لكي لا تحصل الكتلة على دعم جماهيري خلال إنتخابات 2014، وما فعلته من تجير المؤسسة الإعلامية لصالح الحكومة، والتي تسببت بنوع من التعتيم الإعلامي، في الأخير صدم المتوهمين, مما فعله المجلس الأعلى وزعيمه الحكيم، والذي استطاع خلال ثلاث سنوات أو أربع، هيكلة التيار وجعله من جديد، محورا في العملية السياسية، وهذا ما شوهد عند إعلان نتائج الإنتخابات البرلمانية 2014، عندما حصل على ضعف عدد مقاعده، وما فعله في عملية تشكيل الحكومة .