18 ديسمبر، 2024 6:13 م

المعادل الموضوعي الصيني

المعادل الموضوعي الصيني

القوات الأمريكية قوات احتلال صريحة للعراق كما هو واضح من تصريحات المسؤولين الأمريكيين ، سادة البلطجة في العالم . وأن تكون مواقف الكثير من القوى السنية والكردية رافضة لخروجها ومخالفة للإجماع الوطني أمر متوقع بحثيا . فالقوى في غرب العراق مهاجرة ، والقوى الكردية تمكنت من هذه الأرض بالقوة بعد قتل أهلها العرب .
فقد جاءت معظم القوى السنية خلال العهد الملكي ، لذلك هي لا تعاني حساسية تجاه الاحتلال الأجنبي ، بقدر ما يستشعره اهل العراق الذين فقدوا أجدادهم في معارك تاريخية عنيفة ضد البريطانيين مثلا .
وبعد أن سرق قانون الإصلاح الزراعي أراضي العراقيين وأعطاها لهم ، ثم حوّل مجاري الأنهار باتجاههم ، لم يجدوا في تاريخهم صراعاً مع الأجنبي ، بل هم انتفعوا من وجوده أكثر .
وهذا الحديث لا يشمل جميع القوى السنية ، بل المهاجرة فقط ، فالتكتلات السنية العراقية الاصل أكثر حساسية تجاه الأجنبي في كثير من الأحيان .
لقد كان شيخ الدليم يأخذ شهرية معلنة من قوى الاحتلال البريطاني وكان يعقد المؤتمرات المخالفة للإجماع الوطني . لذلك لن نجد من ذريته ما يخالف سيرته .
وفيما احتاجت القوات الأمريكية عام 2003م لثلاثة أسابيع لعبور منطقة البصرة ولأسبوعين لعبور منطقة ذي قار في جنوب العراق ، لم تحتج في عبور الرمادي نحو بغداد سوى ساعتين فقط .
هناك شرفاء من سنة العراق ومن اكراده ، إلا أن غالبية قواهم السياسية تعاني مشكلة حداثة تشكّل الهوية الوطنية .
إن الصفقة العراقية الصينية ينقصها عامل حسم مهم ، ينقصها طلب حماية الأجواء العراقية ، وخلق معادل موضوعي للقوات الأمريكية . حتى إتمام بناء القوات العراقية . إذ من الضروري وجود المحققين الصينيين لكشف التعاون الأمريكي الداعشي . كما من الضروري إعادة ضبط القوات العراقية بعد العبث الذي نشره الأمريكان والمالكي في صفوفها .
فالنفط العراقي – كما يعلم المختصون – مرهون للولايات المتحدة الأمريكية بصورة مباشرة أو غير مباشرة . والعراق محتل أمريكياً بكل معنى الكلمة ، رغم دعايات القنوات الممولة أمريكيا . ومعظم القوى السياسية السنية تعاني هاجس ترسبات المرحلة الصدامية تجاه الشيعة وإيران . أما القوى السياسية الكردية فتراهن على السياسة الأمريكية في فرض الإنفصال عن العراق ، لسرقة الأرض العراقية .