20 مايو، 2024 11:43 م
Search
Close this search box.

المعادلة المقلوبة

Facebook
Twitter
LinkedIn

حين من الله علينا نحن ضحايا النظام العبثي البائد بسقوط الطاغية وجلاوزة البعث الفاشي الكافر لم تكن في حساباتنا أبدا ولا في تصوراتنا مطلقا ولا في خيالاتنا حتى ان يأتي يوم يمكن فيه ان نرى أولئك الجلادين الذين أذاقوا العراقيين مرارة الانبطاح لإراداتهم والخضوع لأهوائهم المريضة وتخبطاتهم المعتوهة وهم يصرخون في وجوهنا اليوم بذات الأفواه النتنة العفنة التي أسمعتنا في يوم مضى أقذع الشتائم والسباب والعبارات البذيئة …
لم يدر في خلدنا أبدا ان ترتفع ذات الأكف الملطخة بدماء آباءنا وإخواننا وأبناءنا والتي التفت في يوم مضى حول أعناق الأبرياء لتخنق صرخة مظلوم أو عبرة ثكلى لم نتوقع ان ترتفع اليوم ملوحة بإشارات حقيرة لا يلوح بها الا من لم يكن ابنا لابيه …
حين سقطت رموز الظلام وانبلجت صباحات الحرية كان يكفينا نحن المنتظرون لذلك النور ان تختفي خفافيش صدام في كهوفها وكان يرضينا نحن المذبوحون من الوريد الى الوريد ان تسقط تلك الخناجر من ايديهم وتختفي تلك الاكف الملطخة بدماءنا في جرابها
انشغلنا بمداراة جروحنا ومواساة الثكالى من امهاتنا ولم نكن نريد ان نلاحق الخفافيش حتى الكهوف وكان يكفينا اختفاء اكف القتلة بدلا من قطعها وكنا نرضى بكلمة تواسي جراحاتنا بدلا من ان نمزق افواه الشاتمين ونحطم اسنان السبابين
لم تكن كهوفهم مجهولة ولاجرابهم مخفية ولا افواههم مستورة ….
وماهم عنا ببعيدين ولا عنهم نحن بغافلين ….
لكننا تصبرنا وطوينا جراحاتنا واحتسبنا الله الذي لاتضيع عنده الحقوق ولا المظالم …
لقد بدات خفافيش البعث تخرج من كهوفها وعادت افواههم النتنة تصرخ وتشتم وتسب وهاهي خناجرهم تشحذ من جديد لتتسلط على رقاب العراقيين و كنا السبب في كل هذا !!
حين بدات بدلات (الزيتوني ) و(البوت الاحمر) تعود لتظهر من جديد وهي تمثل رمزية لاقسى انواع الظلم والطغيان الذي يمثله صدام وجلاوزته وهما ( اي الزيتوني والبوت الاحمر ) لهما مالهما في ذاكرة العراقيين الاليمة
وحينما يقف احد اعضاء البرلمان ليقول علنا انه يمثل كتلة البعثيين في البرلمان !!!
وحين يخرج مسؤول في الدولة العراقية ليتهم شهداء الانتفاضة الشعبانية المجيدة بانهم خونة
وحين تمتلئ مؤسسات الدولة باستثناءات رخيصة لقيادات البعث الكافر كي يسمح لها بالعمل في اخطر الاجهزة الحكومية الامنية والسياسية
وحين تبقى قرارات مايسمى بمجلس قيادة الثورة بظلمها وظلامها يحكم بها هذا الشعب المسكين رغم مايزيد على عشرة سنين على حله وانحلاله
وحين تكمم افواه الاحرار بحجة (فرض القانون ) !!!
وحين تكون طباع المحقق والسجان والقاضي اليوم هي ذات الطباع الظالمة المتوحشة الرخيصة التي قاومناها وعملنا على استنكارها والثورة عليها قبل عام 2003…
وحين ندعو رؤوساء العصابات البعثية والوهابية القتلة للمصالحة ((الوطنية ))
وحين نتجاهل حقوق الشهداء والسجناء والمعتقلين !!! ونصر على مصافحة القتلة والطغاة والبعثيين
حينها تصبح المعادلة مقلوبة
وينقلب الباطل حقا والحق باطلا
تسامحنا وعفونا وسكوتنا واستثناءاتنا ومصالحتنا ومداراتنا ومراءنا واهمالنا قلب المعادلة راسا على عقب قصار الاستثناء (من كثرته ) قاعدة وحقا يطالب به وترتفع الاصوات من اجله ويعلو صوت الشتائم والاتهامات الرخيصة من اجل تحقيقه
الجلادون يريدون اسقاط النظام !!!!!
دماء الضحايا هي من جاءت بالنظام وعلى اكتافهم ارتقى من استثنى الجلادين وجعلهم يعودون الى |(بدلاتهم الزيتوني )) وصالح القتلة وصمت على افتراءاتهم وفوق هذا منحهم الامتيازات !
ودماء الضحايا هي من جاءت برجالات النظام الذين يفاوضون القتلة اليوم ليعطوهم مالم يعطوا لضحايا العبث الصدامي
معادلة مقلوبة وقسمة والله ضيزى

لازالت عوائل شهداء المقابر الجماعية وسجناء نظام صدام منذ عام 2003 والى الان لم يحصلوا على ماصادرته قرارات ظلم صدام منهم !!!
وازلامهم اليوم ينعقون في وجوهنا ويريدون اسقاط نظام من المفروض انه نظام يقولون انه جاء من اجل (الشهداء والضحايا والسجناء السياسيون (

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب