23 ديسمبر، 2024 8:47 ص

المظلة الايرانية والعراق

المظلة الايرانية والعراق

المأزق الکبير الذي يواجه النظام الايراني بسبب من سياساته ونهجه المشبوه الذي يتجاوز الحدود المألوفة، هو مأزق يختلف عن کل المآزق الاخرى التي واجهها هذا النظام منذ تأسيسه، ومن الواضح بأنه يسعى حثيثا من أجل الخروج منه بأقل خسائر ممکنة على الرغم من إنه يدري إن وجوده بالاساس هو المستهدف ولذلك فإنه وجريا على طريقة واسلوب هذا النظام فإنه يسعى لتوسيع رقعة ودائرة المتورطين معه على أمل أن يکون ذلك سببا وعاملا في تخطيه وخروجه من هذا المأزق، ومع إن العالم يعتبر أذرع النظام الايراني في دول المنطقة إمتداد له ومحسوبة عليه، لکن ينظر للعراق نظرة خاصة مختلفة بهذا الصدد ولاسيما وإنه يمتلك عوامل ومقومات لاتتوفر في غيره، ولذلك فإن هذا النظام يسعى لإدخاله في المعمعة والمأزق الذي يعاني منه کطرف أساسي.
الحديث عن نتائج زيارة الرئيس روحاني للعراق والتي وبحسب مختلف المصادر، قد کانت سلبية على العراق من کل النواحي وکان هدفها الاساسي هو إسعاف النظام الايراني وإنعاشه في غمرة الانتکاسات الاقتصادية والسياسية العميقة التي يعاني منها بشدة، کما إن ماقد تبع هذه الزيارة من تزايد الجهود المبذولة من جانب المحسوبين على النظام الايراني من أجل الدعوة لإصدار قرار من مجلس النواب العراقي يهدف الى إخراج القوات الامريکية من العراق بما يمکن وصفه في الخط العام بأن هناك مسعى جدي من أجل جعل العراق کله تحت الظلة الايرانية وهو أمر له نتائجه وتداعياته وتأثيراته عراقيا وعربيا ودوليا، إذ أن جعل الصبغة الايرانية هي السائدة على العراق سيکون له الکثير من العواقب والآثار السيئة.
أول الغيث قطر ثم ينهمر. هذا مايمکن إطلاقه کوصف على التحذير الذي أصدره رؤساء لجان الشؤون الخارجية والامنية والعسكرية في الكونغرس الامريکي في بيان يوم الاثنين المنصرم من عواقب انسحاب القوات الاميركية من العراق. وقد جاء في البيان الذي وقعه قادة قادة لجان من الحزبين الديمقراطي والجمهوري من إنه”سيكون من الخطأ، عند هذه المرحلة الحرجة الانسحاب من العراق في وقت يسعى فيه البلد للحفاظ على سيادته ومن التهديدات الداخلية والخارجية وبناء ديمقراطية مزدهرة.”، وإن الإشارة الى التهديدات الداخلية والخارجية ترتبط کلاهما بدور النظام الايراني، إذ إنه وعلى صعيد الداخل العراقي فإن الميليشيات التابعة لإيران تلعب دورا بالغ الخطورة من أجل إحکام القبضة الايرانية على العراق وخارجيا فإن النظام الايراني يمثل أکبر تهديد للعراق بشکل خاص من حيث جعله خاضعا له من کل النواحي کي يتم إستخدامه وتوظيفه لصالح المواجهة التي يخوضها ضد الولايات المتحدة الامريکية. ولاريب من إن قضية الانسحاب الامريکي ليست سهلة بتلك الصورة التي يتصورها النظام الايراني وأتباعه الحشدويون في العراق، إذ أن للولايات المتحدة مصالحها الاستراتيجية في العراق ولايمکنها أن تتخلى عنها لمجرد قرار يفرضه عملاء إيران على مجلس النواب العراقي، خصوصا وإن الامريکيون يعملون بکل جد على الملف الايراني وحتى إن ماقد ذکرته صحيفة”نيويورك تايمز” من إنه قد يتم إستصدار قرار في مجلس النواب الامريکي يعتبر قوات الحرس الثوري والميليشيات التابعة لها في العراق ضمن قائمة الارهاب، إضافة الى أن هناك تحرك أمريکي رسمي حثيث بإتجاه دعم نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير، ولهذا فإن المظلة الايرانية التي يسعى أتباع النظام الايراني لوضع العراق تحتها هي أضيق ماتکون ولاسيما وإنها مظلة مملوءة بالثقوب ورثة وبائسة لايمکن أبدا أن تسع العراق!