8 أبريل، 2024 8:00 ص
Search
Close this search box.

المظاهرات يجب ان تنتهي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا ينبغي ان يكون كسر شوكة المتظاهرين اوحتى اشعارهم بذلك احد الخيارات المطروحة في الكيفية التي يمكن بها انهاء التظاهرات التي مضى عليها اكثر من 120 يوما ، واحد من بين اهم اسباب استمرار الازمة هو ان الرسائل المتبادلة بين الحكومة والمتظاهرين تجعل كل منهما وكأنه خصم لدود للاخر ، هذا الشعور يتنامى مع استمرارالتظاهرات والتداعيات المريرة التي رافقتها ، ويديم زخمه الخطاب المشحون الذي يتلقاه المتظاهرون من على منصات التظاهر ، متسقا مع خطاب اعلامي يغذي هذه المشاعر .
وسط هذا الجو المشحون يفقد الناس القدرة على التفكير على نحو سليم ، فمشاعرالشعور بالظيم والخذلان والخوف والتهميش ، لايمكن ان تنتج خطابا عقلانيا وحلولا منطقية ، من الصعب مطالبة المتظاهرين الذين يقعون تحت ضغوط كبيرة ، بالتعاطي الايجابي مع من يعتقدون انها الخصم التي تريد هزيمتهم .
الحلول والقرارات ليست كافية وحدها لمعالجة الازمة من جذورها ، ينبغي اولا تهيئة مناخ سليم للحل ، يحتاج المتظاهرون الان اكثر مما يحتاجونه هو الشعور بانهم شركاء وطن وليسوا خصوما ، وان الحكومة لاتسعى كما يحاول البعض ايهامهم الى قهر ارادتهم .
من الطبيعي ان الاجواء المأزومة التي يعلو فيها صوت التهديد والوعيد لن تساعد البتة على ايجاد تسوية عادلة ، ومن الطبيعي ان نتوقع ان الشعور بعدم الثقة يدفع الاخر الى احضان الغرباء والاستماع الى املائتهم ،وهذا يتطلب جملة من الامور التي تعيد الثقة وتشعر الشريك بان الوطن هو الضمانة وان الشراكة هي الحل .
العراق قصة مختلفة ،فهو ليس سورية حتى يخشى احد من استنساخ تجربة الجيش الحر على ارضه  ، كما ان العراق ليس البحرين او السعودية حتى يحاول البعض ان يعيد هنا استنساخ تجربة البحرين والسعودية في التعامل مع المتظاهرين .
والعراق ايضا ليس قصة متظاهرين وحكومة بل لايجب ان يكون كذلك ، يخطأ كلا الجانبين الحكومة والمتظاهرين ان يختصرا العراق ويرهنان مستقبله بارادتيهما  ، ثمة اناس على الضفة الاخرى يفكرون بطريقة مختلفة ، لايستطيع المتظاهرون او الحكومة ان يجعلونهم جزء من حدث مهما بلغت في عيونهم عظمته  ، مازال هناك الكثيرون من هم خارج دوامة هذا الصراع اقوى بكثير من تأثيراته السلبية .
ومن العدل ان نقول ان السياسيين او بعضهم هم من يؤجج هذا الصراع ويدفع به الى منزلق محذور ، ان محاولات لي ارادة الاخر يجب ان تنتهي وان يرتقي التفكير الى العقلانية وهذا يحتاج بالطبع الى ارادة شجاعة لاتخشى من صيحات متطرفة ولايسيطر عليها هوس الانتخابات ونتائجها .
الحلول العظيمة لاتنتجها ارادة واحدة بل تنتجها ارادة طرفين ، يعرفان بوصلة اهدافهما ،وعند ذاك ستلد الحلول من رحم عراقي يفكر بالمستقبل اكثر من الماضي .
ونعود لنقول ان المناخات الان فيها كثير من التشكيك والتخوين والتخويف ، يحتاج كلا الطرفين الى تجاوزها ، ومن البديهي ان نقول ان الحلول ماعاد بالامكان ان تأتي عبر خطابات متبادلة بين الحكومة والمتظاهرين سواء من مواقعهما او عبر وسائل الاعلام .
في النهاية المظاهرات التي شهدتها عدد من المدن العراقية ، حملت ولم تزل مطالب سياسية ، ولان مطالبها كذلك ينبغي ان يترك التصدي لها لرجال السياسية ،وهو امر يسهل عملية الخروج من النفق المظلم .
ان التذرع بتطرف الخطابات المتطرفة وتغيير المواقف بين يوم واخر لن يكون مبررا للتشكيك بنوايا القائمين على المظاهرات ،ولن تكفي لتبريرعدم  للتواصل الايجابي والمباشر مع المتظاهرين ، فانعدام الثقة بين المتظاهرين والحكومة كان سيد الموقف طوال الاشهر الاربعة الفائته التي مثلت عمر تظاهرات ينبغي ان لاتكون هي الهدف .
اليوم يشعر العراقيون ومن الطبيعي بينهم المتظاهرين انهم وصلوا الى خط النهاية وباتوا امام مفترق طرق ، فليس من المعقول ان تستمر التظاهرات مع ماتلحقه بأذى بالغ بالنسيج المجتمعي ووحدة البلاد واستقرارها ونموها وهو امر لن يتحمله طرف دون اخر ، بعد ان اختبر المتظاهرين والحكومة صبر ومطاولة بعضهما البعض .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب