22 نوفمبر، 2024 11:24 م
Search
Close this search box.

المظاهرات يجب أن تتجه صوّب النجف أولاً !؟

المظاهرات يجب أن تتجه صوّب النجف أولاً !؟

قولوا عني ما تشاؤون .. واقرءوا وافهموا العنوان كلٌ من الزاوية التي ينظر منها , أنا لا أطالب بالمستحيل أو أكتب من وحي الخيال , أو من أجل التسلية ؟, ولكني أرى بأن الأمور تسير وتتجه من سيء إلى أسوء , ليس بسبب قرب إعلان حالة الإفلاس الاقتصادي أو الاجتماعي أو الطائفي – المذهبي , لكني كمراقب وكمتابع  للشأن الوطني , أرى أن الأمور تتجه نحو المجهول وقريباً جداً ستخرج من السيطرة , فقد بلغ والله السيل الزبى , والأمور في العراق خاصة والوطن العربي عامة تتجه نحو المجهول , ووصلت حداً لا يطاق ولا يحتمل ,  ولا يمكن السكوت عليه بعد الآن , وربما سيأتي اليوم وهو قريب الذي سنتحسر فيه على هذه السنين العجاف التي مرت رغم مرارتها وشدة وكارثية وطأتها , لكنها ستكون أهون بكثير مما ينتظرنا وسيحل بنا قريباً  لا قدر الله , وهذه بحد ذاتها ليست نظرة تشاؤمية غير محسوبة أو غير مدروسة , ولكن واقع الحال يقول هكذا , جازماً بأننا إن لم نتحرك , ولا نبقى مكتوفي الأيدي , فإن نفس الاقتتال والمجازر الطائفية التي نراها الآن منذ بداية الاحتلال , وما يجري منذ عام ونصف في غرب وشرق وشمال العراق , ستنتقل عاجلاً أم آجلاً إلى مناطق الوسط والجنوب لا محالة وستكون بين الميليشيات الطائفية نفسها لتقاسم مناطق النفوذ والسيطرة على آبار البترول هذه المرة  , والمسألة أصبحت مسألة وقت ليس , إلا مع احتدام الصراع الإقليمي والأزمة الحالية بين إيران وروسيا وأمريكا من جهة والدول العربية والإسلامية الرافضة للهيمنة الإيرانية والتدخل الأجنبي في عموم المنطقة  .
لقد انكشفت اللعبة وسقطت جميع الأقنعة , لذا يجب علينا كعراقيين أولاً وكعرب وكمسلمين ثانياً وبكل تجرد وبصراحة وشجاعة مطلقة أن نعترف  , بأن ما يجري في العراق وسوريا واليمن وحتى في ليبيا , هي حرب طائفية عنصرية صفوية صهيونية ماسونية , بغطاء داعشي مشبوه , لتشويه صورة الإسلام الحقيقي , وضد كل موحد وكل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله , وأنها حرب تدميرية استباقية قذرة ,  للحيلولة دون وحدة ونهضة أمة العرب والمسلمين , ويمكن وصفها واطلاق تسمية مختصرة عليها بأنها ( حرب سنية – شيعية ) بامتياز كما أرادوا ويريدون لها أن تكون , وهذا بحد ذاته أخطر مشروع إجرامي تفتيتي  يواجه وجود ومستقبل الأمتين العربية والإسلامية , ولا يقتصر أبداً على بلد أو قطر عربي أو إسلامي بعينه , وعلينا أن نعترف بذلك , وأن لا نجامل أو نداهن أحد , وأن نكون شجعان في تشخيص وتسمية الأمور بمسمياتها , وأن لا نخاف في قول كلمة الحق لومة لائم , المسألة أصبحت مسألة وجود وليس خلاف نفوذ أو حدود ,  المطلوب هو تقسيم العرب والمسلمين , وجعلهم معسكرين قويين متناحرين مزودين بكافة أشكال وأنواع الأسلحة الفتاكة , ومدعومين من كل منْ يكن العداء لأمة العرب والإسلام , لكي يتقاتلوا ويبدوا بعضهم البعض . 

إن أوربا التي نشاهدها الآن ونفر ونهرب صوبها زرافات , متحدين أهوال الغربة ومستقبلها المجهول وركوب أمواج البحار والمحيطات بواسطة القوارب المطاطية , طلباً للأمان والأمان والعيش الحر الكريم , ما كانت لتكون هكذا ,  قبلة لكافة شعوب الأرض وخاصة العرب والمسلمين الفارين على وجوههم من بطش الحكام وعصاباتهم وميليشياتهم الإجرامية , لو لم تتخلص من هيمنة رجال الكنيسة الكهنة الذين عاثوا فيها على مدى قرون قتلاً وفساداً وخراباً , بالضبط كما هو حاصل في بلاد العرب والمسلمين منذ عدة قرون , وآخرها منذ بداية القرن الحالي , الذي لم يسبق له مثيل بشاعةً ودمويتاً وجوعاً وتهجيراً .

ولهذا أدعوا ناصحاً جميع المتظاهرين في العراق خاصة وعالمنا العربي عامة , إعلان الثورة الشعبية العارمة على رجال الكنيسة الجدد ( رجال الدين ) أو ما يسمى ( المراجع الدينية ) , كونهم كانوا وما زالوا أس البلاء , وسوسة جسد الأمة , وسبب الخراب والدمار والشحناء والبغضاء وممارسة كل أنواع الدجل والنفاق والشقاق , وممارسة غسل الأدمغة  لتجهيل الشعوب , وعلى رأسها الشعب العراقي المنكوب و المغلوب على أمره , وأن هذه المظاهرات الشعبية التي تطالب بتحقيق أبسط الحقوق من هذه الحكومة العميلة لا ولن ولم تجدي نفعاً , كون هذه الحكومة وسابقاتها من الحكومات , مرتبطة ارتباط عضوي بالمشروعين الأمريكي والإيراني وبما يسمى مراجع الدين وخاصة المراجع الشيعية الطائفية التي تأتمر بأوامر أسيادهم في لندن وواشنطن وتل أبيب وولاية الفقيه الإيرانية . لذا يجب على الشعب العراقي إذا أراد فعلاً الخلاص والخروج من هذا النفق الطائفي المظلم التحرك تجاه النجف قبل التوجه إلى المنطقة الخضراء ,  وإشهار الكارت الأحمر بوجه المرجعية , وتوجيه الإنذار ما قبل الأخير لهم , أما أن يكونوا مع الشعب أو مع الحكومة العميلة , وأن هذه التصريحات والتخرصات الممجوجة لن ولم تجدي نفعاً بعد اليوم , وما هي إلا عبارة عن مورفين ومخدر يحّقنون به هذا الشعب المسكين الأسبوع تلو الأسبوع في خطبة ما يسمى الجمعة , حتى وصل الحال إلى ما وصلنا إليه من إفلاس وكوارث وأمور لا يحمد عقباها ولا يمكن تصورها .

أخيراً أترككم مع هذه الأسطر الرائعة للمفكر المرحوم الدكتور ” مصطفى محمود ” الذي وصف الإسلام العظيم , بأنه ليس حرفة أو مهنة يحترفها أو يمتهنها ما يسمى رجال الدين …

الإسلام ليس حرفة و لا يصلح لأن يكون حرفة و لا توجد في الإسلام وظيفة اسمها رجل دين و مجموعة الشعائر و المناسك التي يؤديها المسلم يمكن أن تؤدى في روتينية مكررة فاترة خالية من الشعور ، فلا تكون من الدين في شيء و ليس عندنا زي اسمه زي إسلامي .. و الجلباب و السروال و الشمروخ و اللحية أعراف و عادات يشترك فيها المسلم و البوذي و المجوسي و الدرزي .. و مطربو الديسكو و الهيبي لحاهم أطول .. و أن يكون اسم ك محمدا أو عليا أو عثمان ، لا يكفي لتكون مسلما و ديانتك على البطاقة هي الأخرى مجرد كلمة . و السبحة و التمتمة و الحمحمة ، و سمت الدراويش و تهليلة المشايخ أحيانا يباشرها الممثلون بإجادة أكثر من أصحابها و الرايات و اللافتات و المجامر و المباخر و الجماعات الدينية أحيانا يختفي وراءها التآمر و المكر السياسي و الفتن و الثورات التي لا تمت إلى الدين بسبب ما الدين إذن … ؟ !
الدين حالة قلبية .. شعور .. إحساس باطني بالغيب .. و إدراك مبهم ، لكن مع إبهامه شديد الوضوح بأن هناك قوة خفية حكيمة مهيمنة عليا تدبر كل شيء . إحساس تام قاهر بأن هناك ذاتا عليا .. و أن المملكة لها ملك .. و أنه لا مهرب لظالم و لا إفلات لمجرم .. و أنك حر مسئول لم تولد عبثا و لا تحيا سدى و أن موتك ليس نهايتك .. و إنما سيعبر بك إلى حيث لا تعلم .. إلى غيب من حيث جئت من غيب .. و الوجود مستمر و هذا الإحساس يورث الرهبة و التقوى و الورع ، و يدفع إلى مراجعة النفس و يحفز صاحبه لأن يبدع من حياته شيئا ذا قيمة و يصوغ من نفسه وجودا أرقى و أرقى كل لحظة متحسبا لليوم الذي يلاقي فيه ذلك الملك العظيم .. مالك الملك
هذه الأزمة الوجودية المتجددة والمعاناة الخلاقة المبدعة و الشعور المتصل بالحضور أبدا منذ قبل الميلاد إلى ما بعد الموت .. و الإحساس بالمسئولية و الشعور بالحكمة و الجمال و النظام و الجدية في كل شيء .. هو حقيقة الدين إنما تأتي العبادات و الطاعات بعد ذلك شواهد على هذه الحالة القلبية .. لكن الحالة القلبية هي الأصل .. و هي عين الدين و كنهه و جوهره

اللهم هل بلغت … اللهم فاشـــهد

أحدث المقالات