هذه المظاهرات هي امتداد للمظاهرات السابقة التي حدثت في الصيف الماضي والذي قبله وقبله اي الدافع الفساد المستشري في مؤسسات الدولة بشكل عام وسوء الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء بشكل خاص ، ولم تستمر تلك المظاهرات الى النهاية حتى تحقيق المطالب وإنما استمرت لبضع ايام أو اسابيع بسبب تغير الجو (اي الحرارة قلت بعض الشيء مع الأيام) وطرح بعض المهدئات من قبل الحكومة والقيادات الفاسدة المتصدية كأن يكون تزويد حصص الكهرباء أو طرح إعلانات للتوظيف بالإضافة الى تخويف الناس بعودة البعث من خلال تغلغل المندسين الذين توجههم الدول المعادية للشعب العراقي كالسعودية والإمارات وأمريكا وغيرها من الدول التي تريد تدمير العملية السياسية وإرجاع الأقلية الى قيادة العراق من جديد ، ولكن الذي نريده من هذه المظاهرات أن تستمر ولا تهدأ إلا بتحقيق المطالب ومعاقبة الفاسدين وتصحيح المسار من خلال إيجاد قضاء عادل وقوي ووطني يلاحق الفاسدين ولا يميز ما بينهم تحت شعار الجميع سواسية أمام القضاء ، واخترنا القضاء العادل أهم مطلب يجب أن يطالب به المتظاهرون ، لأن القضاء هو الحارس الأمين للأنظمة الديمقراطية والمحامي والمدافع عن حقوق الشعب والذي يطالب الجميع بالقيام بواجباته في احترام القوانين (الدستور) التي تنظم حياة المواطنين بشكل عام والمؤسسات التي يتبناها النظام الديمقراطي كالمؤسسة التشريعية وكذلك التنفيذية بالإضافة الى القضاء نفسه بشكل خاص ، ونرجو من الجميع أن لا يتعدوا على الممتلكات العامة والخاصة لأنها ملك الشعب وقد بُنيت بأموال الشعب فلا يمكن تدمير أملاكنا بأنفسنا وهذا التدمير هو جزء من الفساد ، والابتعاد عن العنف لأن الشرطي والجندي ورجل الأمن جميعهم إخواننا وأحبائنا فلماذا نجرح ونقتل من نحبه وليس له أي علاقة بأوضاع العراق المأساوية ، لذا يجب التركيز على الأدوات التي تحقق التغير الصحيح وهو الإستمرار بالمسيرات الشعبية السلمية مع الضغط على المرجعية في القيام بدورها وواجبها الديني والأبوي والقيادي الحقيقي في هذه الظروف المأسوية في اختيار القضاة العدول الأقوياء في الحق مع دفع الحكومة الإيرانية للضغط على القيادات الحزبية في تلبية مطالب الشعب بصورة فورية من خلال رفع الشعارات المطالبة بذلك ( وأنا اخترت طرح إيران كعامل ضاغط لأنها تمتلك وجوداً مهماً وقوياً ومؤثراً تخشاه وتعترف به حتى أمريكا في الساحة العراقية في مختلف طبقاتها وفئاتها السياسية والعسكرية والدينية على الرغم من التحفظات الكثيرة على هذا المطلب ولكن الظروف الحالية تدفعنا لهذا الطريق بالرغم من مخاطره ولكن لا يوجد دواء كيماوي لا يصاحبه تأثيرات جانبية ) لأن القيادات السياسية العراقية وكذلك القضائية أصبحت كالسرسي في المنطقة والذي لا يعترف بأي شيء من عرف ودين وقانون وأصول ولا يردعه شيء إلا القوة فلا يمكن ردعه إلا بجلب رجل قوي يدمغه على رأسه ويجعله يتعامل مع الجيران أو ابناء المنطقة بلطف وتعقل )، وهذا الدور لا يمكن أن يقوم به أحد في هذه الظروف إلا إيران بسبب المخاطر الناتجة من قيام الآخرون به إن كانت قوى خارجية أو داخلية كانقلاب عسكري لأن الشعب العراقي قد دخل في تجارب سابقة مأساوية من خلال قيادة العسكر والأقلية بالإضافة الى استمرار هذه الأوضاع وبهذا الشكل الغامض ستكون نتائجه على الشعبين العراقي والإيراني سيئة ووخيمة لذا يجب التركيز على أهم الأدوات التي تحقق مطالب الشعب هما إيران والمرجعية ودعمهما بالمسيرات السلمية الواعية المستمرة حتى تحقيق الإصلاح الحقيقي وفي مقدمة هذه الإصلاح خلق قضاء عادل وقوي ووطني يلاحق الفاسدين ويقضي عليهم.