19 ديسمبر، 2024 12:24 ص

المظاهرات بين التغيير والتخريب

المظاهرات بين التغيير والتخريب

قد ينهض الانسان للتعبير عن حقه الشرعي من خلال المظاهرات عن عدة اشياء ولعل اهمها وابرزها وضع العراق المتردي من نقص الخدمات ولعل ابرزها واهما هي ضعف الكهرباء التي شكل حديث الساعة ومن ثم عدة خدمات اصبحت تتلاشى يوماً بعد الاخر من وجود نقص في الخدمات مثل البطالة والتي اصبحت تزداد يوماً بعد الاخر بل و الاضرب من ذلك هو وجود الشركات الاجنبية وبكادر اجنبي بدل من توفير ايدي عاملة من الشعب العراقي الغني بالثروات ولعل من ضمن المشاكل التي واجهت الشارع البصري تحديداً هي مشكلة ملوحة المياه التي تزداد بسبب قطع نهر الكارون من الجانب الايراني وطوال 15 سنة لم يتحرك اي مسؤول عن ذلك ومع كل هذا التدهور لم يطلب من ايران حل هذه الازمة بل بالعكس اهمل هذا الملف مخلفاً العديد من الحالات المرضية للعديد من ابناء البصرة ناهيك عن تدهور الاوضاع الصحية اضافة الى عدة جوانب في الحياة .كل ما ذكر اعلاه هو موجود في جميع المحافظات ولعل ما حدث في البصرة مكرر في محافظات الوسط و التي ازدادت سوء الخدمات بها من عدم توفير الكهرباء وادخالها في شركات الخصصة ومن تم تحويل الوزارة با كملها الى شركات اضافة الى انعدام البنى التحتية لأغلب الامور من فقدان الحس الوطني وكثرة الاحزاب بشتى اصنافها و عدم وجود رأي واحد .ومن الجدير بالذكر الحديث باسم الدين اصبح حديث الساعة ولكن هناك حالة جديدة ظهرت بعد الانتخابات في 12/5 والتي لم تصل الى اي نتيجة لحد الان وهي ظهور تحالفات تتدعي الوطنية لكن للأسف لا تجد اعمال جادة لا ي قواعد اساسية للعملية السياسية في العراق بل اصبحت الاحزاب بتعددها المنتشر في العراق و التسلط الاقليمي لاسيما من ايران قبل وبعد عام 2003 و نجد ان التاريخ يعيد نفسه في 1991 اذ انتفض الشعب العراقي ضد نظام حكم صدام حسين بعد دخوله الحرب مع الكويت لكن خلفت تلك الانتفاضة مظاهر سيئة وهي خلط الاوراق من خلال تدمير البنى التحتية وسرقة قوت وممتلكات الدولة السابقة والحالية في حين ان صورة التظاهر تكون على الفاسدين وبصورة اوضح تكون ثورة عارمة موحدة من البصرة الى بغداد تعبر عن رأي واحد و هو تغيير النظام السياسي الذي يزداد فساداً يوماً بعد الاخر واليوم خرجت التظاهرات وجرت عمليات الاعتقال ٍالعشوائي و استشهاد العديد من الضحايا الابرياء الذين كان شعارهم تغيير النظام و طلب العيش بكرامة وتوفير ابسط متطلبات العيش الكريم التي تفقده العوائل العراقية و نذكر هنا امهات الشهداء اللاتي فقدا اولادهن مع عدم توفير الحقوق لهن وهذا مالا تقبله الانسانية جمعاء ٍ بل ان هناك حالة وجدت خلال المظاهرات الاخيرة ظهور حالات في وجود حالة من التشابه بين الاعتقالات الاجرامية بين الماضي و الحاضر حيث أتبعت نفس اساليب التعذيب المستخدمة في السابق ولكن هناك حالة اكثر تعقيداً وهي وجود مظاهر تعذيب اكثر من حيث الضرب المبرح واللا متناهي الا يومنا هذا و فوجئت بعد ذلك بعدة تصاريح ووعود مماثلة لسابقاتها بعد ان استغلت عدة اطراف من محاولة اخماد هذه المظاهرات من خلال مجاولة اقناع البعض بتوفير الخدمات بل و اعطاء مبالغ مالية في سبيل اقناع الاغلبية هنا قد يتساجل البعض ما ذتب البعض الاخر و خاصة العاطلين عن العمل ومن هنا نرجع الى نقطة البداية معتمدين بالقول بكلمة (الله كريم) ونحن لا ننكر هذا الشيء ولكن الانسان له قدرة على اعمال ترضي الباري عزوجل ونود الاشارة الى ان في هذه الحالات باعتماد على النفس و عند تنفيذ الامر من توحيد الآراء فذلك عمل خير يرضي الله ورسوله و لنعود الى الماضي ونذكر سيرة نبينا الاكرم محمد (ص) فنجد ان هناك اوامر تأتي من الباري عزوجل من خلال القران الكريم و لكن هناك امور من خلال خبرة الرسول في الحث على التعاون و المصالحة مع اليهود على اساس الانسانية . وكذلك في مسيرة الائمة الطاهرين فترى ثورة الحسين (ع) هي ثورة اصلاح للجميع البعض يعتبرها للشيعة فقط و لكنها لكافة المسلمين بدليل قوله (اني لم اخرج اشرا ولا بطرا و انما خرجت لا إصلاح امة جدي رسول الله (ص)) ولكي نستلهم هذه الدروس والعبر لا ينبغي الرجوع للمرجعية في كل وقت للدفاع عن النفس بل المرجعية وجدت في الاستشارات الدينية فقط ولنجعل لنا قواعد في رص الصفوف .ولعل اغرب ما حدث في مظاهرات 2018 هو قطع خدمات الانترنت الذي يمثل احد الخدمات المهمة في دوائر الدولة و ذو حاجة ماسة للجميع هنا يزداد الكراهية للحكومة بقيادة حيدر العبادي اذ من المعروف في كل دول العالم تكون هناك مظاهر التظاهر السلمي ولكن هناك سؤال هل يقطع الانترنت و لماذا لم يقطع في دخول داعش على العراق فالمعنى واضح على ان الدولة لا تريد هذا التظاهر السلمي الذي يطالب بأبسط الحقوق المعدومة التي ذكرت في اعلاه اذن علينا بحلول جذرية ان يحول هذا النظام الى حكم رئاسي واعادة كل الحقوق للناس و للحديث صلة.