23 ديسمبر، 2024 7:10 ص

المظاهرات النظامية

المظاهرات النظامية

النظام للتظاهر ضد النظام هو افضل طريق لتحقيق الاهداف، والخطوة الاولى في نظام التظاهر ان يكون هنالك قائد للمظاهرات ، اما المظاهرات العفوية فان اهدافها ان تحققت تكون انية وعلى المدى القصير وقد ترافقها خسائر بشرية ومادية .

الخطوة الثانية دراسة الاهداف بدقة وعلى ان تكون جذرية تخص شعب ووطن واي شريحة ضمن الشعب هي عنصر اساسي لبناء الوطن لذا فان مطالباتها ضمن مطالبات الشعب.

اختيار الزمان والمكان المناسبين للتظاهر وان تكون وفق خطة مدروسة وسليمة تحقق الاهداف من غير خسائر .

على المتظاهرين ان يتحلوا بالصبر والثبات والعزيمة وان لا يتاثروا اذا تاخر النظام في الاستجابة .

في بلدي ارض خصبة للمظاهرات فالاداء الحكومي ليس بالمستوى المطلوب بل دون المطلوب بكثير يرافقه ملفات فساد خطيرة ، المتضررون من اداء الحكومة كل شرائح المجتمع باستثناء الكتلة الحزبية واتباعها ، وحتى يحصل الشعب العراقي على حقوقه عليه ان ينفذ الخطوة الاولى وان لا ترفع شعارات عشوائية وكل يكتب ما يعاني او يحلو له وقد تكون في بعض الاحيان كلمات غير لائقة بل انها تشتت المطلب وتمنح المتطفلين من الاعلاميين المدسوسين في هذا البلد وهم كثر للنيل من المظاهرات بحجة مؤازرتها والطعن في الحكومة في نفس الوقت لان غايتها ضرب العراق وشعبه .

في بلدي نظام انتخابي سمح للفاسدين بان يتبوأوا مناصب عليا تمنحهم امتيازات مالية بدون ضوابط ، وحتى يتحقق المطلوب فعلى الشعب العراقي المطالبة اولا بقطع الطريق الذي يمر من خلاله الفاسدون لاستلام مناصب السلطة وهذا الطريق هو الحجر الذي نصبه بريمر بامر الادارة الامريكية امام تطلعات الشعب المشروعة .

المكان للتظاهر مهم جدا واهم مكان للتظاهر هو الوقوف وحتى المبيت في الطرقات التي تؤدي الى الوزارات والى مجلس الوزراء وتعطيل عملهم وعدم الانسحاب من المكان مع رفع يافطات بشعارات موحدة والتاكيد على ان يكون هنالك من يمثلهم حتى يمكن التفاوض مع الحكومة للحصول على الحقوق .

اما مطالبات المتظاهرين اليوم هي حق ولكنها سلبت نتيجة تشريعات غير سليمة فالذي يشرع لكم تشريع استرداد حقوقكم هو نفسه من شرع سلبها وسيشرع لنفسه قانون يجعله ياخذ اكثر من امتيازاته ، وهذا هو المأزق الذي يقع فيه الشعب العراقي دائما فهذه المظاهرات اليوم ليست الاولى واتمنى ان تكون الاخيرة بعد تحقيق المطلب ولكنني لا ارى في الافق اي حلول جذرية لهذه المعضلة وهذا ليس تشاؤم ولكنني من خلال المعطيات السياسية والبرلمانية التي على ارض الواقع في بلدي فانا لا اتامل خيرا منهم، وحلولهم كلها ترقيعية لان الوجوه التي تحكم ستبقى او سياتي اشباههم الا اذا تغيروا فهنا يتحقق المطلب وان شاء الله يتحقق ذلك

عندما تظاهر حزب الله ضد فؤاد السنيورة تجمعوا امام قصر بعبدا اي في الطريق المؤدي للحكومة الرئاسية ولم يغادروا المكان وفي نفس الوقت هنالك من يموله بالطعام والشراب حتى اسقطوا حكومة السنيورة ولان حزب الله فيه قيادة نجحت المظاهرة .

بينما مظاهرات مصر التي نجحت باسقاط حسني مبارك الا انها لم تمنح الشعب ما يريد من بعد حسني مبارك فلم يكون خيارهم لا مرسي ولا السيسي ، اضف الى ذلك الوضع الليبي والسوداني .

الثورة في ايران جماهير ومبدا وقائد فكانت هذه النتيجة الرائعة ، فالحكومة التي تُشن عليها حرب وهي لا زالت في المهد والتي تستبدل ثلاثة رؤوساء جمهورية خلال ستة اشهر وبالرغم من ذلك بقيت صامدة لان لديها جماهير ومبدا وقائد وحالها اليوم يعرفه الجميع

في سوريا حاولت قوى الشر اختلاق قائد وجماهير ومبدا فلم تنجح لان الذي يجمعهم مؤامرة وارهاب