20 مايو، 2024 6:16 ص
Search
Close this search box.

المظاهرات السنية أمر دبر بليل

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت قبل بضعة أشهر مقالا ذكرت فيه التحركات التي يقوم بها ما يسمى بتنظيم الحراك الشعبي السني، وذكرت في ذلك المقال بأن هناك مجموعة من الكتاب تقوم بإثارة النعرة الطائفية السنية، وقلت بأنها تريد إعادة البلد إلى أيام سيطرة النظام الصدامي، ونشرت ذلك في موقع كتابات، ولكن يبدو أن المستشارين الإعلاميين للقيادات السياسية الشيعية، وكذلك المرجعية الدينية لم تقرأ مقالي، على الرغم من قراءة أكثر السنة لذلك المقال، وقيامهم بالرد عليه، أو بإرسال الشتائم والتهديد على إيميلي الخاص، وقيام بعضهم بإرسال إيميل تهدئة خواطر مثل الكاتب فواز الفواز المشهور جدا في موقع كتابات بمهاجمته للفكر الشيعي، الذي أرسل لي إيميلا يطلب فيه عدم كتابة مثل مقالتي التي كتبتها، وقد توقفت عن الكتابة منذ ذلك الوقت، حينما لم أجد أي دعم من الكتاب والمفكرين من مدرسة آل البيت.
إن ما يحدث اليوم هو الدليل القاطع، والبرهان الساطع على أن رأيي كان صوابا، وأن هناك مجموعة منظمة جدا، تقوم بعملية تثقيف واسعة، الغاية منها جعل السنة في خندق معادي لفكر آل البيت، وتجييش الجيوش من أجل قيام ما يسمى بالإقليم السني، وبالتالي انحسار فكر آل البيت على مناطق محدودة في الجنوب، الأمر الذي يؤدي إلى تقاتل الأحزاب الشيعية من أجل السيطرة على تلك المناطق، وبذلك يضعف البيت الشيعي، إن لم يتدمر بالكامل.
إن ما يسمى بالحراك الشعبي السني ليس مجموعة من الأفراد تقوم بنشر مقالات مشتتة، تعبر عن فكر أفراد محدودين، لا، بل هي منظمة كبيرة، تقوم دول، ومؤسسات سنية، وعلماء ومفكرين سنة بدعمها، والتخطيط لها، فهي منظمة خطيرة جدا على فكر آل البيت، ويجب التعامل معها على هذا الأساس، وإن لم تسمع القيادات لقولي سابقا، فعليهم الآن أن يستمعوا لكلامي، بعد أن ثبت بالدليل القاطع صحة ما أقول، فهذه المنظمة السنية الخطيرة تملك متحدثا رسميا لها، تقوم وسائل الإعلام بإجراء اللقاءات معه، وخصوصا القنوات الطائفية، مثل قناة وصال، وقناة صفا، وسوف تدخل الجزيرة على الخط لاحقا، وغيرها من القنوات المعادية لفكر آل البيت، ولذلك على المرجعية الدينية أن تقوم باتخاذ كافة الوسائل اللازمة للوقوف بوجه منظمة الحراك الشعبي السني المدعومة من دول الخليج العربي.
إن الداعي لكتابة هذا المقال ليس الفكر الطائفي، بل هو الحس الوطني، لأن الغاية من الحراك الشعبي السني ليس مصلحة طائفة مظلومة كما يدعون، بل هو تقسيم العراق، وذلك لأضعاف فكر آل البيت، فبعد أن عاد العراق لمكانته الطبيعية في رحاب فكر آل البيت، وذلك من خلال تمكين الأغلبية الشيعية من قيادة البلد نحو الرفاهية، ونحو الارتقاء، فبعد تلك العودة المباركة لقيادة فكر آل البيت للعراق ثارت القوى المعادية لفكر آل البيت، وصارت تعمل ليل نهار من أجل هزيمة ذلك الفكر، وإضعافه على أقل تقدير، ومن هنا يأتي خطر ذلك الحراك الشعبي السني على قيادة فكر آل البيت للعملية السياسية في العراق.
إن المسوغات التي يروجها الحراك الشعبي السني مسوغات ضعيفة، ومهزومة من الناحية السياسية، لأن الادعاءات بعدم توفر الخدمات، أو الفساد الإداري في مؤسسات الدولة، وغيرها من القضايا أمر طبيعي في دولة عانت من الحروب، ومن التسلط الديكاتوري لعقود من الزمن، لأن الانتقال نحو الدولة المدنية المستقيمة أمر يتطلب فترات طويلة، وهذا أمر معروف في الفكر السياسي، ولذلك فإن المعيار الذي تقاس به الحكومات في الفترات الانتقالية من فترة مظلمة إلى فترة منيرة يقاس بقدرتها على مواجهة الأزمات الأمنية التي تنشأ عادة بعد انهيار النظم الدكتاتورية، وقدرتها على مواجهة قيام دول الجوار بمحاولة استغلال الوضع الهش من أجل تحقيق المصالح، وكذلك قدرة تلك الحكومات على المحافظة على وحدة البلد، فعادة ما ينشطر البلد بعد سقوط الحكومات الشمولية، وهذا ما حدث في دول الاتحاد السوفيتي، وكذلك دول الشرق الأوربي، وبناء على هذا فإن الحكومة الحالية وفقا لهذا المقياس هي حكومة قوية، قومية، استطاعت السيطرة على الوضع الأمني، خصوصا بعد الحرب الأهلية منتصف العقد الماضي، وكذلك استطاعت المحافظة على وحدة البلد من التمزق والانشطار، فضلا عن إرسال البعثات الدراسية، والدورات التدريبية خارج البلد، ومحاولة تطوير الموارد الذاتية، التي ستقوم بعد ذلك ببناء الدولة المستقيمة، وهذا لا يمكن أن يتم بين عشية وضحاها، وإنما يحتاج إلى وقت ليس بالقصير.
إن ما قامت به القيادة السياسية المتخرجة من مدرسة آل البيت كبير، وسوف يؤدي حتما إلى قيام العراق القوي، وهذا الأمر لا يروق لأعداء فكر آل البيت، ولا يمكن أن يسمحوا به، ولذلك قاموا بتجنيد قواهم، والجنود الموالين لهم من أجل إضعاف دولة فكر آل البيت، وتدمير كل الإنجازات التي قامت بها القيادة السياسية المتخرجة من مدرسة آل البيت، وهذا ما نراه اليوم على شكل مظاهرات، أولها الدعوة إلى حماية المعتقلات، وآخرها قيام الإقليم السني، وآخرها حروب ومؤامرات تؤدي إلى تدمير دولة فكر آل البيت في العراق، وسوف نرى في الأيام القليلة ارتفاع سقف المطالب، وكلما تم تنفيذ مطلب من مطالب الحراك الشعبي السني كلما ظهر مطلب آخر، ولن تنتهي قائمة المطالب إلا بانتهاء دولة فكر آل البيت، ولذلك أدعو إلى عدم الاستجابة لتلك المطالب، والتعامل معها على أنها أجندة خارجية، يقصد منها تدمير دولة فكر آل البيت.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب