كل اعتزازنا وتقديرنا لكل المتظاهرين في بغداد وتسع محافظات عراقية اخرى في كل يوم جمعة ولكن هذه المظاهرات لا تتعدى الا الاعتراض على الفساد وسوء الخدمات والشعور بالوطنية والمواطنة , اما هل هذه المظاهرات الاسبوعية تمتلك الحل او تنتج لنا الاصلاح ؟ الجواب كلا لان اصل المشكلة في العراق اليوم تتمثل في تدهور امني وفشل سياسي وفساد اقتصادي , هذا الثالوث المشأؤوم الذي انعكس على حياة اغلب العراقيين لا يمكن مواجهته الا بتصدي شريحة متقدمة من قادة عسكرين مهنين وساسة وطنين مخلصين وخبراء اقتصادين معروفين ,هؤلاء النخبة والصفوة هم اساس التغير والاصلاح وهم من يعطي الدفعة القوية المستندة على الارادة الواعية وهذه المواصفات المنتقات لا يمكن وجودها الا بين الاوساط الجامعية وعليه فان ما حصل في جامعة المثنى بمنع دخول وزير التعليم العالي والبحث العلمي الى حرمها من قبل الطلبة وبعض الاساتذة يمثل الشرارة الاولى ونقطة الانطلاق والبداية الصحيحة والتصحيحة للرفض الشعبي للطبقة السياسية الفاسدة والفاشلة ومحاصرتهم ومنعهم من ممارسة اعمالهم لكي يشعر هؤلاء بانهم فاشلون ومدانون ولا نرغب بوجودهم بيننا كعراقيين لانهم اجانب من اصول عراقية , لايكترثون بهمومنا ولا يشاروكنا في مصابنا ولا يمتلكون الحلول لمعانتنا , الظاهر هذا الرفض لاستقبال المسؤولين سيمتد الى صروح علمية اخرى فبالامس كان العشرات من طلبة جامعة الكوفة قد تظاهروا مطالبين بمنع السيد حسين الشهرستاني من زيارة جامعتهم ومطالبتهم بإقالته من منصبه بسبب تردي” الواقع التعليمي , واليوم بعد جامعتي المثنى والكوفة طلبة جامعة كربلاء يطالبون بإقالة الشهرستاني ويتهموه بـ”الفشل في مهامه بعد قيامهم بتظاهرة مماثلة مطالبين بإبعاد جميع الفاسدين والفاشلين عن مواقع السلطة في البلاد بعد ان وصل الظلم والفساد في المؤسسات الحكومية حدا لا يمكن السكوت عليه …نعم اليوم الجامعات اصبحت ترهب وتارق عيون الفاسدين والفاشلين , وهكذا يجب ان نتعلم هذا الدرس البليغ من جامعاتنا وان نحاصر كل الفاسدين والفاشلين المتصدين للمسؤولية في كل مؤسسات الدولة ولا نبدي لهم اهتماما ولا احتراما ونفضح فسادهم ونكشف اللاعيبهم بالدليل والبينة , انها اعظم عقوبة للفاسد والفاشل عندما تواجهه بحقيقته امام الملا فان كان لا يعي الدرس فسيكون درسا للاخرين [email protected]
