22 مايو، 2024 6:42 م
Search
Close this search box.

المظاهرات الإصلاحية والمظاهرات الإعلامية

Facebook
Twitter
LinkedIn

صدق من قال ان مصر ام الدنيا وصدق من قال الكتاب يؤلف في مصر … نعم هو الوعي والثقافة اللذان بهما ترتقي بها الشعوب وتبلغ مرام الحرية والتقدم .
قبل سنوات قليلة شهدت المنطقة العربية مظاهرات شعبية لكن في ارض الكنانة تميزت في الأداء وألاسلوب والمنهج وألاهداف , فلم تعطي فرصة لنظام لا مبارك ان يسترد أنفاسه بعد تقديمه التنازلات الذليلة ولن تقبل منه الا بالرحيل , كما أنها لم تسمح للانتهازيين والنفعين من رجالاته ان يقفزوا في أحضان المتظاهرين على غرار ما يحصل اليوم في العراق , اهدافهم المنشودة تحققت بأقل الخسائر ولكن المتظاهرين يريدون استرجاع الحقوق المسلوبة من الشعب بالقضاء العادل وهذا ما حصل فعلا بتخلي سوزان عن ثروتها وها هو مبارك رهين السجن واقطاب حكمه ومن بعده مرسي كذلك …ان هذه هي المظاهرات الإصلاحية بل التغيرية التي تحققت بفعل الإرادة الوطنية الحرة والتي أنهت حكما دكتاتوريا فاسدا ثم حكما دينيا متطرفا تكفيريا , أما في أماكن أخرى حيث شعوب لا تعرف الا الرقص بالسيف ولبس الخنجر زينة فمظاهراتها الصاخبة لم تجدي نفعا وبدء المواطن البسيط يتململ منها بعد ان أصبحت تضايق خروجه وممارسة حريته وتضيق عليه رزقه وقد تسلسل بعض رموز الأنظمة السابقة وركبوا موجة التغير فكانت الإرادات مبعثرة والأهداف متعددة والمصالح الشخصية هي في المقدمة وما زاد الطين بله سماح قادة المظاهرات بالتدخل الأجنبي والإقليمي … في العراق المتظاهرون لا أهداف موحدة تربطهم وهم مختلفون في وجهات نظرهم واراءهم ودوافعهم فمنهم من يريد تخريب العملية السياسية بكاملها لصالح داعش ومنهم من يريد كسب الشارع لأغراض انتخابية مستقبلا وهناك من دفعه الحس الوطني والمسؤولية الدينية والأخلاقية للمطالبة بحقوق الآخرين لمحاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين وهناك بعض المظاهرات قد تبنت من قبل مراهقين عمرا او سياسة أرادوا بها منبرا للمزايدات والظهور على شاشات الفضائياتا كما يفعله مجلس النواب الشباب الذين اغلبهم من اولاد سياسين وبرلمانين غارقين في بحيرة الفساد من اخمس اقدامهم الى اذانهم … المصيبة الكبرى ان الاحزاب الحاكمة والمتسلطة التي ثبت فسادها وفشلها ركبت الموجة وتسللت الى المظاهرات بحجة انها مع الاصلاح والتغير ولكن المرجعية لهؤلاء في المرصاد فان استطاعوا غش الشعب العراقي على مدى عقد من الزمن فلن يستطيعوا اليوم خداعهم من جديد بعد ان وقفت المرجعية خلف مطالب الشعب وقالت قولتها المشهودة (( الاصلاح معركتنا المصيرية ولا خيار لنا فيها الا الانتصار )) ليفهم كل السياسين ان محاربة الفساد هي معركة المرجعية ومن المستحيل ان المرجعية المسددة والتي تحت رعاية الامام المعصوم (ع) ان تخسرها بل سيخسرها الفاسدون مهما بذلوا من جهود واستعانوا باسيادهم من خلف الحدود فانهم لا محال مكنوسين الى مزبلة التاريخ .
في الاخير تحية تقدير واعتزاز للكاتب العميد احمد الشمري خبير في الارهاب االتكفيري لالتفاتته بان تكون شعارات المظاهرات موحدة وداعية للاصلاح وان تشكل قيادات للحشد المدني في المحافظات للحافظ على المتظاهرين والمظاهرات من ان تخترق من قبل الفاسدين والمغرضين واصحاب النوايا السيئة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب